إقامة الدورة التاسعة من «أيام فلسطين السينمائية» مطلع نوفمبر

أعلن فيلم لاب فلسطين، اليوم الأحد، عن تنظيم النسخة العاشرة لمهرجان “أيام فلسطين السينمائية” الدولي من 24 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.

وفتح فيلم لاب فلسطين باب استقبال الطلبات من صنّاع الأفلام للمشاركة في مسابقة “طائر الشمس الفلسطيني” بفئاتها الثلاث.

والجدير بالذكر أن مهرجان “أيام فلسطين السينمائية” الدولي، تنظمه مؤسسة “فيلم لاب فلسطين” منذ العام 2014 حيث أصبح تقليدًا سنويًا منذ ذلك الحين. ويهدف المهرجان إلى تنمية الثقافة السينمائية من خلال عروض الأفلام المحلية والدولية في المدن الفلسطينية، إلى جانب حلقات نقاش، وورش عمل احترافية، وبرامج متخصصة للجيل القادم.

اختتم الفيلم الأردني (فرحة) للمخرجة دارين سلام عروض الدورة التاسعة لمهرجان أيام فلسطين السينمائية اليوم الاثنين في مدينة رام الله بالضفة الغربية.

الفيلم هو العمل الروائي الأول لمخرجته وقد رشحه الأردن هذا العام للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي، وتدور أحداثه في عام 1948 حيث تتعرض قرية فلسطينية للاجتياح فيلجأ الأب إلى إخفاء ابنته البالغة من العمر 14 عاما وترى من مخبأها السري ما يقلب حياتها رأسا على عقب ويغير قراراتها المستقبلية.

وقالت ديمة عازر التي شاركت في الفيلم أمام الجمهور الذي غصت به مقاعد مسرح قصر رام الله الثقافي “هذه لحظة انتظرها فريق العمل من أول انطلاق الفيلم، أن يعرض أخيرا في فلسطين ولجمهور فلسطيني”.

وأضافت “سعداء جدا بهذه اللحظة وأشكر القائمين على المهرجان أن يكون فيلم فرحة فيلم اختتام المهرجان”.

من جانبه، قال حنا عطا مدير أيام فلسطين السينمائية “مسك الختام فيلم أردني مرشح للأوسكار. أهمية هذا الفيلم بالنسبة لي تأتي إنه ثلاث صبايا قرروا إن أول فيلم يعملوه يكون عن النكبة الفلسطينية”.

وأضاف في كلمته قبل العرض “برأيي هذا قرار لأول حد يعمل فيلم ليس قرارا سهلا من ناحية التمويل والشغل وكل عملية الإنتاج، أحيي المنتجة ديمة عازر وآية جردانة والمخرجة دارين سلام التي لم تتمكن من التواجد معنا اليوم”.

وكرم المهرجان في حفل الختام المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي ساهم في صنع عدد من الأفلام المصرية منها (زوجة رجل مهم) و(أحلام هند وكاميليا) و(الكيت كات) و(أرض الخوف) و(حدوتة مصرية) وغيرها.

وكان المهرجان الذي انطلق في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني قد عرض 57 فيلما روائيا ووثائقيا طويلا وقصيرا وأفلاما للأطفال من فلسطين ودول عربية وأجنبية في سبع مدن هي القدس ورام الله وجنين وبيت لحم وحيفا وغزة ورفح.

وتضمن حفل الختام أيضا إعلان جائزة طائر الشمس الفلسطيني لفئة الأفلام القصيرة والتي فاز بها فيلم (العودة) للمخرجين نعيم نايف ومارجو بومان وقيمتها 3000 دولار.

ومنحت لجنة تحكيم المسابقة عن فئة الأفلام الوثائقية الجائزة وقيمتها 5000 دولار لفيلم (سائقو الشيطان) للمخرجين محمد أبو غيث ودانيل كارسيتني.

وذهبت الجائزة في فئة الإنتاج وقيمتها 10000 دولار لمشروع فيلم (العَلم) للمخرج مشعل القواسمي.

كما ذهبت جائزة “حكايات طائر الشمس” الهادفة إلى تطوير أفلام روائية قصيرة للأطفال واليافعين والأسرة من قبل صناع الأفلام العرب وقيمتها 20 ألف دولار إلى مشروع الفيلم اللبناني (وادي شبح) سيناريو راني نصر وإخراج سماح القاضي.

ويهدف المهرجان الذي تنظمه مؤسسة (فيلم لاب فلسطين) منذ عام 2014 إلى تنمية الثقافة السينمائية من خلال عروض الأفلام المحلية والدولية في المدن الفلسطينية إلى جانب تنظيم حلقات نقاش وورش عمل احترافية وبرامج متخصصة للأجيال الجديدة.

مع بدايات العمل الثوري الفلسطيني، تأسس قسمٌ للسينما في الستينيات، ضمن “منظمة التحرير الفلسطينية”، وبدأ بإنتاج أفلام تسجيلية ونضالية. تتالت أقسام السينما في فصائل فلسطينية مختلفة وأنتجت أفلاماً لفلسطينيين وعرب وصل صداها إلى مهرجانات عربية وأجنبية في لايبزيج وموسكو وغيرهما. ولم تكتف سينما الثورة الفلسطينية بالأفلام النضالية، بل توازت معها أفلام روائية بإنتاجات عربية، وأخرى كانت تسجيلية وروائية، أجنبية، من اليابان إلى إيطاليا والولايات المتحدة، أنجزها متضامنون، وذلك في النقيض من أفلام إسرائيلية وصهيونية كانت منتشرة آنذاك.

تناول كتاب «فلسطين في السينما» في إصداره الأول عام ١٩٧٨ هذه الأنواع السينمائية، في مقالات ومقابلات وبيانات وغيرها من المواد التوثيقية. وأُعيد إصداره أخيراً، بعد 44 عاماً، بدعم من مؤسسة “فيلم لاب فلسطين” التي تكفلت بعمليات استعادة الكتاب وتمويل إصداره وتقديمه في مهرجانها لهذا العام، وذلك عن “المؤسسة العربية للدراسات والنشر”، وقام بالإشراف على إصدار الكتاب وتحريره وكتابة المقدمة له، سليم البيك من فريق المهرجان.

يصدر الكتاب ضمن مهرجان “أيام فلسطين السينمائية” في دورته التاسعة المنعقدة ما بين 1 و7 نوفمبر تشرين الثاني، وضمن برنامج مواز لعروض المهرجان الرئيسية، تحت عنوان “حديث لذاكرة بصرية”، لذكرى مرور 40 عاماً على خروج “منظمة التحرير الفلسطينية” من بيروت، لما مثله من انقلاب في الصورة السينمائية للفلسطيني، ومن نهاية مرحلة وبداية أخرى في السينما الفلسطينية.

جاء في مقدمة الكتاب الواقع في 480 صفحة، أن الكتاب، “إجابة وافية وباكرة عمّا كانته وعمّا تكونه السينما الفلسطينية، وقد نشأت في شكلها الأوّل الجماعي والمؤسساتي والناضج مع هذه الثورة، بصفتها سينما ثورة وقضية، الانتماء إليها يكون خياراً ويكون نضالياً وفكرياً كما نفهم في أكثر من موقع ضمن هذه الصفحات، قد يكون أهمها البيان الأول لـ”وحدة أفلام فلسطين” المنتهي بأن “السينما فلسطينية ليست انتماء جغرافياً بل انتماء نضالي تجاه القضية الفلسطينية”.

الكتاب، «فلسطين في السينما»، ترجمةٌ لمعظم محتوى كتاب آخر صدر بالفرنسية أوائل عام 1977 عن دار E. 100 للنشر في باريس، بعنوان La Palestine et le Cińema (فلسطين والسينما)، كعمل جماعي بإشراف الناقدَين الفرنسي غي هينبل والتونسي خميس خياطي. وقام الناقد اللبناني وليد شميط، أحد النقّاد الحاضرة أسماؤهم في صحافة ذلك الزمان، الفلسطينية والعربية المتناولة لسينما الثورة الفلسطينية والسينما البديلة العربية، قام بترجمة الكتاب في معظمه وإضافة مواد له، مقالات ومقابلات، وأصدره العام التالي بالعربية عن دار “الفجر”، وهي دار نشر لبنانية صغيرة في باريس”.

سيطلق مهرجان “أيام فلسطين السينمائية” الكتاب في اليوم الافتتاحي، متأملاً أن يشكل إضافة ضرورية لكل عامل وباحث ومهتم بالسينما الفلسطينية، في تاريخها وراهنها.