إليف شفق: على الغرب ألا ينسى المجتمع المدني في تركيا

طالبت الروائية التركية والكاتبة السياسية إليف شفق العالم الغربي بعدم التخلي عن المجتمع المدني في تركيا حتى ولو كانت أنقرة تُبعد البلاد عنه.

واستذكرت في صحيفة الجارديان البريطانية كيف كانت تجمع أصدقاءها وعائلتها كل نهاية أسبوع في تركيا لمشاهدة أفلام الغرب الأمريكي. وكانت المسلسلات مثل دالاس تأسر المشاهدين الأتراك طوال سنوات بينما كرهت شفق وجدتها شخصية جاي آر بقوة. لكنها أضافت أنهما لم تنظرا أبداً إليه على أنه “أمريكي” أو “غربي”.

تضيف الكاتبة أن ما يصدمها اليوم حين تعود بالذاكرة إلى الوراء، هو غياب المشاعر المعادية لأوروبا ولأمريكا يومها. وتشرح أن جزءاً من ذلك يعود إلى أن بلادها لم تقع تحت الاستعمار وأن الأتراك كانوا يظنون دولتهم جزءاً من أوروبا حتى قبل اعتراف الأوروبيين بها.

ولكن تلك الصورة لم تعد موجودة اليوم. بمرور السنوات، أصبحت تركيا منعزلة ومناهضة لأوروبا كما تزامن بروز الاستبداد مع تصاعد التطرف الديني والقومي. وأدى ذلك إلى زيادة في غياب المساواة بين الجنسين، كما ارتفع العنف ضد النساء بشكل درامي مع ارتفاع جرائم القتل 25%. والمدارس والشوارع، سيتعرض الجيل المقبل للخطابات المتطرفة القومية والشعبوية.

تذكر شفق أن حالة الطوارئ رُفعت، لكن لم تعد البلاد إلى طبيعتها. أعلنت شبكة تي آر تي الأسبوع الماضي أنها لن تعاود بث أفلام رعاة البقر. وأدت إجراءات ترامب إلى تدهور قياسي في الليرة التي سبق أن أضعفتها سياسات حزب العدالة والتنمية وتحول تركيا نحو مناهضة الديمقراطية.

رد أردوغان بدعوة جميع الأتراك إلى مقاطعة البضائع الإلكترونية الأمريكية، وتحويل أموالهم من الدولار إلى الليرة. وطيلة أغسطس/آب الماضي، بثت القنوات الحكومية تقارير عن “مواطنيين مثاليين” يجدون أساليب مختلفة للاعتراض على أمريكا والغرب عموماً.

ومن الأمثلة المعروضة، إحراق رجل في أضنة جوازات سفر أولاده الأمريكية، وآخر لأوراق نقدية أمريكية أمام عدسات التصوير. وفي موغلا، جنوب غرب البلاد، تقدم رجل يُدعى فرحات دولار بدعوى إلى إحدى المحاكم ليغير لقبه العائلي.

تؤكد شفق في المقابل أنّ الهستيريا الجنونية ليست مشتركة لدى جميع المواطنين الأتراك. هذه الأمثلة الاستعراضية هي بكل وضوح تعبير عن الأقلية. ففي دولة تقمع المعارضة، يلقى الناس الذين يحرقون جوازات السفر، ويغيرون أسماء عائلاتهم التغطية الإعلامية.

وأي شخص يرفض علناً أن يكون جزءاً من هذا المشهد يُخوّن.

ويجري تنفيذ تغيير ثقافي واسع ويتجلى في تفاصيل يومية حيث يُدفع المواطنون الأتراك نحو قبلية مصطنعة تقوم على تمييزهم إثنياً، ودينياً، وتاريخياً بالكامل عن الغرب.

يصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا بأنها مناهضة لأوروبا وأن “الرئيس التركي أردوغان لم يعد الرئيس مصطفى كمال أتاتورك بعد اليوم”. لكن ذلك سيؤدي إلى عواقب سلبية على الأوروبيين والأتراك معاً كما أضافت شفق.

رأت الكاتبة أن هنالك ضرورة لمقاربة جديدة مبنية على انتقاد واضح لجميع الحكومات التسلطية وسجلها المخزي في مسألة حقوق الإنسان والديموقراطية وحرية التعبير.

لكن في الوقت عينه، يجب دعم المجتمعات المدنية في هذه الدول. يجب أن يكون هنالك قدرة على التمييز بين السكان والعاديين والنخب الحاكمة بغض النظر عن أن أردوغان وأمثاله يقدمون أنفسهم على أنّهم ناطقون باسم الإرادة الشعبية.

إن الإسلاميين والقوميين في تركيا لا يريدون لدولتهم أن تكون جزءاً من الاتحاد الأوروبي، لذلك يستفيدون من تصعيد التوتر.

في هذا الوقت، يُسجن الصحفيون والناشطون الحقوقيون والقادة المدنيون أو يُنفون. على سبيل المثال، لا يزال الناشط في مجال التعايش السلمي عثمان كافالا في السجن بناء على اتهامات لا أساس لها.

 أصبحت تركيا أكبر سجان للصحفيين في العالم متخطيةً في ذلك حتى سجل الصين.

في 25 أغسطس/آب، قمعت الشرطة التركية مظاهرة سلمية لأمهات يتظاهرن كل نهاية أسبوع منذ أكثر من عقد لتذكير تركيا بمئات المواطنين الذين “اختفوا” في سجون الشرطة، واعتُقلت أكثر من 20 مشاركة فيها.

تتراجع تركيا إلى الوراء يومياً بفعل شوفينية ورُهاب الأجانب ترعاهما الدولة. لكن المجتمع المدني يقاوم.

هنالك أعداد كبيرة من المواطنين في تركيا ممن يستمرون في الدفاع بشغف عن الديمقراطية التعددية رغم أن العالم لا يسمع أصواتهم.

وختمت شفق مقالها بالقول: “ما زالوا هناك. ما زلنا هنا. هذا ما يجب على الغرب ألّا يفشل في رؤيته”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]