إميل أمين يكتب: إسرائيل.. مناورات عسكرية ومتغيرات أمريكية

إميل أمين

 في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر تشرين الثاني الجاري، أجرت إسرائيل تدريبات عسكرية تحاكي عمليات قتالية  وتستخدم فيها تكتيكات لا سابق لها في المناورات الإسرائيلية، بما فيها مشاركة لواء جيفعاتي بكامله للمرة الأولى (لواء لنخبة القوات المسلحة الإسرائيلية)، مع ناقلات جند حديثة من طراز نامير.

أحد المراقبين الذين لفتوا الانتباه لهذه المناورات المحلل العسكري الأمريكي سيث فرانتزمان في مجلة ناشونال انترست  الأمريكية الشهيرة، والذي طرح علامات استفهام حول توقيت  المناورات والغرض منها والشكل غير المسبوق لها.

هل تتجهز إسرائيل لمواجهة محدودة مع حزب الله أو حماس  على  سبيل المثال، أم أنها ترتدي قناع الجهوزية الكامل لمواجهة إقليمية مصيرية مع إيران، لا سيما في ضوء إعلانات طهران الأخيرة عن امتلاكها كميات كبيرة تصل إلى 25 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب بدرجة 60% ما يعني أنها قاب قوسين أو أدنى من حيازة سلاحها النووي، الأمر الذي لن تقبل به تل أبيب في الحال أو الاستقبال؟

الشاهد أنه وقبل أسبوعين من هذه المناورة الشاملة، أجرى  الجيش الإسرائيلي، مناورة خاصة لإحدى ألوية المشاة لديه، ضمت لواء جيفعاتي بكامله وألوية مدرعة مدفعية وسلاح الجو ووحدات الاستخبارات والهندسة. وشمل ذلك آلاف الجنود مع كتائب قتالية من جنود جيفعاتي، الذين عملوا إلى جانب وحدات مدفعية، للتدرب على قتال متعدد الأبعاد تريد إسرائيل نقله إلى  الجبهات الأمامية في النزاعات المستقبلية.

الملفت للنظر أن المناورات الأخيرة سخرت لها ناقلات جديدة تعمل حديثا في الجيش الإسرائيلي، زنة الواحدة منها 60 طنا، وهي إحدى أدوات الاستعداد من أجل خوض حروب المستقبل، فهل حان أوان تلك العمليات العسكرية؟

طوال تاريخها تعيش إسرائيل على حد السيف، بحسب وصف وتعبير بن جوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، غير أنها  وعلى الدوام أيضا كانت مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية دعما كاملا شاملا، جامعا مانعا.

يكاد المشهد ربما هذه المرة يكون قد تغير، بمعنى أن تمضي إسرائيل منفردة في أي صراع تنتوي الدخول فيه، لا سيما إذا  تعلق الأمر بإيران.

ليس سرا أن تل أبيب تعد العدة للتصرف بشكل منفرد في حال قصرت الولايات المتحدة عن مواجهة المشروع النووي الإيراني، ولدى الإسرائيليين خططهم العسكرية الجاهزة لمثل تلك اللحظة، لا سيما وأنهم يعلمون أن وزنهم النسبي في الداخل الأمريكي قد تغير، ضمن عدة متغيرات يمكن رصد بعض من شواهدها في العقد الماضي بنوع خاص.

قبل بضعة أيام وفي تصريحات لبرنامج إذاعي قال الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب: “إن أكبر تغير رآه في الكونجرس، كان انتقال السلطة من المشرعين الواقعين تحت تأثير إسرائيل، إلى السياسيين المناهضين لإسرائيل”.

ترامب أشار إلى أن إسرائيل سيطرت بالفعل على الكونجرس قبل 10 أو 15 عاما، وكأن تأثيرها قويا جدا، أما اليوم فأصبح الأمر على عكس ذلك تقريبا.

لفت ترامب النظر إلى من أطلق عليهم لقب “فرقة المشرعين الديمقراطيين التقدميين” في الكونجرس من أمثال إلهان عمر، وألكساندريا أوكاسيو كورتيز، ورشيدة طلب وغيرهم ممن لهم مواقف حازمة ضد السياسة المؤيدة لإسرائيل.. هل ترامب على حق؟.

يمكن أن يكون ذلك كذلك، وهو أمر من عبث الأقدار إن جاز استعارة عنوان رواية الكبير الراجل نجيب محفوظ، أو متناقضات القدر بحسب فيلسوف الوجودية الأكبر الفرنسي جان بول سارتر، ذلك أنه وقبل عقدين من الزمن فقط ولا نقول أربعة أو خمسة عقود، لم يكن من المسموح إلا بمدح إسرائيل ودعمها، أما القدح فقد كان يكلف صاحبه خسائر لا قبل له بها في أي موقع أو موضع في الداخل الأمريكي، وسواء على  الصعيد الرسمي أو الشعبي.

ولعله أيضا من مصادفات القدر، أن يصدر عن مركز ستراتفور، والذي يمثل استخبارات الظل في الداخل الأمريكي،  تقريرا مشابها لما قاله ترامب في أواخر شهر سبتمبر أيلول الماضي، أشار إلى الجهود التي بذلها مشرعون من الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي، والذين سحبوا بندا ينص على تخصيص مليار دولار من مشروع قانون تمويل الحكومة الأمريكية لإعادة إمداد الصواريخ الاعتراضية   لمنظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية، بعدما هدد الديمقراطيون التقدميون الذين عارضوا البند بالتصويت ضد مشروع قانون تمويل الحكومة الأمريكية برمته.

التقرير يوضح أن هذه هي المرة الثانية التي حاولت فيها المجموعة نفسها من الديمقراطيين عرقلة أي تمويل عسكري أمريكي لإسرائيل، فقد حاولت المجموعة عينها في مايو آيار الماضي أثناء حرب إسرائيل على غزة، منع صفقة أسلحة  أمريكية دقيقة التوجيه تقدر قيمتها بـ 735 مليون دولار لبيعها  إلى إسرائيل، على الرغم من أن الكونجرس مرر الصفقة في نهاية المطاف.

مشهد ثالث في أواخر شهر أكتوبر مرتبط بوحدات إسرائيل الاستيطانية الثلاث آلاف التي تسعى في طريقها على أراضي فلسطينية، فقد احتجت إدارة بايدن بشدة مؤكدة على أن مثل هذا  التوجه سيعوق محاولات تخفيف التوترات حول الملف الفلسطيني، وقد جرت بشأن هذه المستعمرات مكالمة هاتفية قاسية جدا بين وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ووزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس.

أخيرا ها هي واشنطن تضع شركتي تجسس إسرائيليتين في القائمة السوداء، أبرزهما الشركة المصممة لبرنامج “بيغاسوس”.

عودة إلى المناورات، والتساؤل المفتوح في ظل المتغيرات الأمريكية، وفقدان إسرائيل بعض من نفوذها داخل واشنطن: “هل الأمر يخص التوجه شرقا نحو إيران بدون علم إدارة بايدن على خلاف التنسيق الذي جرى بين ريجان وبيجن حال قصف المفاعل النووي العراقي؟.

الليالي حبلى دائما بالمفاجآت.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]