إميل أمين يكتب: إلى أين يمضي السباق النووي في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي؟

الشاهد أن العالم برمته يسعى ومنذ وقت غير قليل إلى  تضييق الرقعة الجغرافية التي تنتشر فيها الأسلحة النووية ، عطفا على محاولات دؤوبة لتقليص حجم الترسانات النووية لدى القوى  الدولية الكبرى التي تحوزها ، كما أنه ليس سرا  أن المخاوف من عودة  موجة  تسلح نووي أشد ضراوة من تلك التي عرفها العالم في النصف الثاني من القرن الماضي .

وخلال الحرب الباردة ، نقول أن تلك الموجة باتت تتهدد الأمن والسلم العالميين ، وعلى  غير المصدق أن يراجع سباق الأسلحة النووية الفرط صوتية الحادث بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الإتحادية .

والثابت أنه في الوسط مما تقدم، تبدو السحب النووية تخيم على  الشرق الأوسط والخليج العربي بشكل مخيف ،  وتبدو إيران هي السبب الرئيس في ذلك ، ومن خلال برنامجها النووي ، ذاك الذي يعلم القاصي والداني ، أنه برنامج يسعى إلى الحصول على  السلاح النووي ، لتكون طهران المكافئ الموضوعي لتل أبيب بنوع خاص ، وليتم تقسيم النفوذ في المنطقة بينهما ، بشكل أو بأخر .

قبل بضعة أيام كان المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي يحذر من أن برنامج إيران النووي وصل إلى مستوى عال من تخصيب اليورانيوم، وبات قريبا من مرحلة  إنتاج سلاح نووي …هل كشف الرجل أم فضح الإستراتيجية الإيرانية النووية ؟

في واقع الأمر ربما يكون قد فعل الأمرين معا، إذ أشار إلى أن ما يحدث أمر خطير ، ذلك أن إيران وعلى حد تعبيره ، دولة  ذات برنامج نووي طموح ومتطور ، وهي قريبة جدا من حيازة السلاح النووي .

يدرك العالم برمته ،  ودول الخليج العربي على نحو خاص أن إيران غير صادقة في أقوالها  أو أفعالها وأنها تراوغ مراوغة  شديدة  لتجنب الكشف عن دقائق برنامجها النووي .

بعد أشهر عدة  ، لم تقدم إيران التفسيرات اللازمة لوجود جزيئات المواد النووية في أي من المواقع  الثلاثة  التي أجرت فيها الوكالة  تفتيشها ، ما يعني أن إيران لاتزال تمارس تضليلا كبيرا ، للعالم برمته وفي المقدمة منه وكالة الطاقة الذرية .

لم يكن المدير العام لوكالة الطاقة الذرية فقط هو من حذر من أن إيران تتلاعب بالعالم نوويا ، فقد أستمع الجميع إلى  وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن ،  وهو يتناول شأن إنتهاك إيران لإلتزاماتها  ، ومشيرا إلى ما يسمى  ، ” وقت الإختراق “،  الذي تحتاجه طهران لتكديس ما يكفي من المواد الإنشطارية  من أجل إنتاج سلاح نووي واحد ، والذي بات يتضاءل مؤخرا  إلى  عدة  أسابيع وليس أكثر .

والمعروف أن مصطلح ” زمن الإختراق “، بمثابة  مقياس للمدة الزمنية  الأدنى  التي ستحتاجها  إيران لإنتاج 25 كيلوغراما  من اليورانيوم عالي التخصيب ، أو ما يكفي لسلاح نووي واحد فقط .

طوال الأشهر الأولى  من إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن ،  والعالم يرى تهافتا  أمريكيا  مثيرا وخطيرا  على إيران ،  تهافت هدفه الرئيس إحياء الإتفاقية النووية التي قام الرئيس السابق ترامب بإلغاءها ، وما من أحد قادر حتى الساعة على فهم الدوافع  الخفية وراء اللهاث الأمريكي خلف القيادة الإيرانية التي أثبتت  تجربة أوباما  معها أنها  لا  يمكن أن يكون لها دالة على  الصدق في الحال أو الإستقبال .

يتساءل المراقبون كيف لإدارة بايدن أن تغفل عن طرق إيران في إنفاق نحو 150 مليار دولار تم فك تجميدها  من أموال الإيرانيين في البنوك الأمريكية ؟

بات معروفا  أن الجزء الغالب منها تم تسخيره لإكمال مسيرة البرنامج النووي الإيراني ، ما تمثل في شراء أجهزة طرد مركزي جديدة أكثر فاعلية  وسرعة  من النوعيات القديمة ،  كما جرى تعزيز وكلاء إيران في المنطقة ، أولئك الذين يبتكرون صباح مساء كل يوم في طريق زعزعة  الأمن والإستقرار من اليمن إلى العراق ، ومن سوريا  إلى لبنان ، وما  خفي كان أسوا .

مهما يكن من أمر الخداع الإيراني ،أو التصرفات الأمريكية غير المفهومة ،  يطفو على  السطح تساؤل أكثر إثارة :” ما هو رد فعل دول المنطقة ، وهي ترى  إيران وبإعتراف  المدير العام لوكالة الطاقة الذرية ،  وبشهادة الوزير بلينكن ، تقترب من حيازة السلاح النووي ، الكفيل بتبديل الأوضاع وتغيير الطباع في المنطقة ، بل إحداث زلزال جيوسياسي إن أمكن القول ؟

حكما لن تبقى  دول الخليج العربي ، ولا بقية دول الشرق الأوسط مكتوفة  أو عاقدة الأذرع على  الصدور ، وهو ما أكدته قيادات تلك الدول من قبل بالفعل ، غير أن تصريحا أمريكيا  أخيرا مثيرا بعينه يستدعي التوقف أمامه ..ماذا عن ذلك ؟

خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل ، قال العضو النافذ في  مجلس الشيوخ الأمريكي ، ليندسي غراهام ، إن المنطقة قد تستيقظ يوما قريبا على  برامج تخصيب اليورانيوم في جميع أنحاء الشرق الأوسط .

سوف يضحى السلاح النووي ولا شك هدفا  مؤكدا لدول المنطقة ، وسيصبح  في متناول كل يد ،كما يجب أن يكون الطعام لكل فم ، ومرد ذلك أن إنتشاره يبطل مفعوله ، فلا تعد هناك قوة قادرة أو قاهرة تهدد باقي المنطقة ، ولعل في درس التوازنات بين الناتو ووارسو في زمن الحرب الباردة ما علم العالم درسا مثيرا  في هذا السياق .

هل تدرك إدارة بايدن المخاطر المقدمة عليها من جراء قبلة الحياة النووية لإيران عبر إتفاق جديد ؟

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]