إميل أمين يكتب: إيلون ماسك.. وثورة النيورالينك

هل يمتلك أحد ما سر هذا الفتى العبقري المدعو إيلون ماسك، لا سيما في ظل مشروعاته التي تقفز فوق الممكن، لتصل إلى  حد مغازلة المستحيل يوما تلو الأخر؟

الشاهد أنه منذ العام 2016 وماسك لا يكف عن إدهاش العالم، مرة  عبر مشروعات الصواريخ، وأخرى من خلال السعي في طريق السيارات الكهربائية تسلا، وثالثة عن طريق مشروعه الكبير الخاص بتويتر وشراء تلك المؤسسة بنحو 44 مليار دولار، ثم الآمال والأحلام التي يخطط لها.

وتساءل الكثيرون “هل ماسك مجرد واجهة فقط لجهات أو هيئات أمريكية أو أممية، لا سيما أنه يقترب دوما من مشروعات تتماس مع الأمن القومي الأمريكي، كما الحال في برامجه الصاروخية، حيث باتت شراكته مع وكالة ناسا الفضائية الرسمية معروفة  للقاصي والداني؟

يصعب على المرء أن يجد الجواب الشافي الوافي، لكن في كل الأحوال يكاد المتابع لشؤون ماسك يقطع بأنه ثورة معاصرة في التاريخ الأمريكي، وبخاصة إذا  أخذنا في عين الاعتبار مشروعاته الأخيرة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ومنها مشروع ” نيورالينك”.. ماذا عن هذا؟

باختصار غير مخل يتعلق مشروع نيورالينك بفكرة الشرائح التي يتم زرعها  في المخ والتي تراقب نشاطه وتحفزه بآليات هندسية  وطبية معقدة، والذي يعد نقلة في عالم الطب والطبابة، لا سيما  أنه يحمل الكثير من الآمال لمرضى  الخرف الشيخوخي والزهايمر، إضافة  إلى إصابات الحبل الشوكي، وغيرها من الأمراض والإصابات.

الذين قدر لهم الاستماع إلى  ماسك، تدهشهم جرأته على  الغوص في مناطق عميقة ومثيرة بل خطيرة  للنوع البشري، فهو  يتناول إمكانية جعل المصابين بالشلل الرباعي يعاودون المشي مرة جديدة، ويطرح بعدا  جديدا  حول التعايش مع  الذكاء الاصطناعي،  وعنده أنه يمكن التفاعل بين كائنين  مختلفين  يعيشان في ارتباط مادي قوي  يعود بالصالح على كليهما .

هل يسعى  ماسك في طريق المنافسة بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي؟

يمكن أن يكون ذلك كذلك، والطريق عبر تخزين الذكريات ومعاودة استرجاعها، وربط المخ البشري بأجهزة الكمبيوتر، ونقل البيانات، حتى  إمكانية التخاطر  عن بعد لم تسلم من أفكاره.

قبل أن يقدم ماسك على تنفيذ خططه على  الكائن البشري، نراه يتحرك على  مستوى القرود، وهناك تجربة شهيرة  له،  من خلال القرد “بيجر”،  والتحكم في ذهنه وهو يلعب لعبة البنج بونج، مرة باستخدام فكره فقط ومرة أخرى  بزرع شرائح في عقله، واستنتج في نهاية الأمر  كيف أنه يمكن معايرة  وحدة فك التشفير لتمكين أي شخص من توجيه المؤشر على شاشة  الكمبيوتر باستخدام إشارات مرتبطة بالمخ، ما قد يسمح لأي مصاب بالشلل  بكتابة  رسائل البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية، أو تصفح الإنترنت  بمجرد التفكير .

هل ما يخطط له ماسك بالفعل هو ثورة في عالم الطب  العلاجي؟

لا تتوقف أحلام الفتى الجنوب إفريقي الأصل عن المصابين بالشلل، إذ يسعى في طريق تسخير التكنولوجيا الحديثة، لا سيما  الرقائق العصبية المزروعة في المخ،  في إعادة البصر للمكفوفين،  وقد شاهد العالم في أحد عروض شركة نيورالينك الأخيرة كيفية وضع  بعض الشرائح  عن طريق روبوت جراحي يفصل جزء بسيط من الجمجمة  لوضع  الشريحة  وأليافها  المرنة  بطريقة شديدة الدقة، ومن ثم تنقل تلك الألياف المعلومات بخاصية  البلوتوث، كما الحال في الهواتف الذكية الحديثة،  وهي شريحة على  حد تعبير ماسك يمكن زراعتها  ولا  يمكن ملاحظتها، ويتم شحنها  لا سلكيا .

على أن أحد الأسئلة المهمة والرئيسية ونحن في صدد الحديث عن هذا الفتى ماسك: هل تلك التجارب علمية بالفعل أم دعائية  هناك من وراءها  أسباب ومنطلقات أخرى؟

مؤخرا وفي تقرير لها قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية النافذة، إن هناك تشكيكا علميا من بعض علماء الأعصاب في براعة شركة نيورالينك لصاحبها إيلون ماسك كمركز أبحاث .

يقول أحدهم وهو عالم من كبار علماء الأعصاب في إحدى الجامعات الأمريكية  الكبرى، والذي تحدث إلى الواشنطن بوست رافضا ذكر اسمه، ربما حتى  لا تتعرض علاقته المستقبلية مع شركات ماسك ومشروعاته للخطر: “إنهم شركة  هندسية رائعة، حيث تصنع أصغر وأكثر شرائح لا سلكية وتستخدم البلوتوث، وبالتالي  بالتأكيد هم خطوة نحو الأمام، لكنهم ليسوا شركة أبحاث، وهذا دليل على مدى جودة  الدعاية”.

حديث العالم المتقدم يقودنا إلى إشكالية  مهمة  في مسيرة ماسك، تلك المتعلقة بالتمويل، وكيف أنه قادر على إقناع الآخرين بمساهمات مالية هائلة في مشروعاته بغرض الربح.

هنا يمكن للمرء أن يتفهم المنافسة في مشروعات استكشاف الفضاء، وإجراء تجارب تقود شركات ماسك للحصول على عقود مليارية  من وكالة ناسا، لكن الصعب تفهمه هو السماح لماسك بالخوض في تلك التجارب العلمية على  عقل الإنسان،  وبخاصة في ظل ما هو معروف من أن  أسلحة وصراعات المستقبل، ستكون عبر الفضاء العقلي والسيبراني،  وتبدو المعركة الأهم التى تتطلع إلى  إنجازها جميع أجهزة الاستخبارات في العالم، هي قراءة  ما في عقل الآخر، وذلك بمجرد النظر في عينيه، والتركيز في عقله، الأمر الذي يأخذنا إلى  منطقة أو عالم الباراسيكولوجي، وهو شأن مثير وخطير في الوقت نفسه، وإن كانت سينما  هوليوود قد قدمت من قبل بعض الأعمال الفنية العلمية  في هذا المساق، إلا أن الواقع يمكن أن يكون كارثيا، فعلى سبيل المثال “ماذا  لو استطاع أحدهم اختراق منشأة عسكرية نووية من خلال تواصل شرائح الأدمغة، وهل يمكن أن يقود ذلك العالم إلى  تفجير نووي؟

قد يرى البعض  أن إيلون ماسك  رجل مندفع ومغامر، يسرع  بتغريداته كطفل سعيد بأولى رسوماته يريد أن يريها  لأمه لتعلقها على الحائط.. هكذا فعل في تصريحه ببدء التجارب البشرية في عام 2021، وها نحن  في 2022 ولم نسمع بعد عن خلاصات علمية  مهمة   لتجاربه، وما يتردد فقط هو ضغط ماسك على  موظفيه لمسابقة الزمن والوصول إلى نتائج تدهش العالم .

هل ماسك هو الفتى  الطيب الذي يحاول حماية البشرية من تطورات الذكاء الصناعي وافتئاته على  الإنسانية؟

أمر وارد وبقوة وإن ظل ماسك علامة استفهام مثيرة  في الحال والاستقبال.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]