إميل أمين يكتب: الطريق إلى حرب عالمية ثالثة

إميل أمين

 هل تقترب الحرب العالمية رويدا رويدا ؟

علامة استفهام تتصاعد بسرعة كبيرة وغير مسبوقة في الأيام الأخيرة، وبخاصة بعد الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، الخاصة بنشوء وارتقاء أحلاف لم تكن قائمة من قبل، تلك الاستراتيجية التي تعد الطبعة الثالثة من الرؤية الخاصة ببسط الهيمنة على  مقدرات العالم.

باختصار غير مخل، حين قدر لواشنطن أن تضحى القطب المنفرد بمقدرات العالم، حين اسقطت الاتحاد السوفيتي، خرج عتاة المحافظين الجدد بمشروع القرن الأمريكي، أي حتمية أن تتسيد الولايات المتحدة العالم طوال مائة عام، وهي فكرة شمولية، لا علاقة لها بعالم الديمقراطية، ومنبت الصلة بالواقع الليبرالي، بل أقرب ما تكون لطرح الألف سنة التي تحدث عنها  هتلر ونازيته.

وبحلول العام 2010 وتحديدا في زمن باراك أوباما، تحولت الفكرة بوضوح إلى استراتيجية الاستدارة نحو آسيا، تلك التي وضعت هيلاري كلينتون بصماتها عليها، بهدف واضح ووحيد، وهو قطع الطريق على صعود الصين من جهة، وإخماد إرهاصات عودة روسيا لتمثل منافسا قطبيا من جديد.

والشاهد أنه على الرغم من الجروح الثخينة التي باتت تجتاج الجسد الأمريكي، من اهتراء للنسيج المجتمعي، وتراجع التفوق العسكري، والضربات الاقتصادية التي تتوالى بعد تفشي جائحة كورونا، وانكشاف القدرة الأمريكية على  مواجهتها، نقول رغم هذا كله لاتزال واشنطن ساعية في طريق بسط هيمنتها على العالم ومناوءة روسيا والصين بنوع خاص.

عدة أحداث تقودنا للقول بأن واشنطن قد تتسبب في حرب عالمية ثالثة إن مضت في مخططاتها التي يتوارثها رئيس بعد آخر، لا فرق بين جمهوري أو ديمقراطي، وكأنهم أدوات في يد الدولة العميقة التي تحرك الدولة الإمبراطورية المنفلتة.

قبل ساعات كان الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن يطلق تصريحا كارثيا كفيلا بإشعال فتيل حرب عالمية تنطلق من شرق آسيا، وتحديدا من بحر الصين الجنوبي.

بايدن قالها صراحة، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستتدخل عسكريا حال تعرضت جزيرة تايوان لأي اعتداء عسكري صيني.

ترفض الصين فكرة استقلال تايوان، وقد جاءت تصريحات الرئيس الصيني شين بينغ مؤخرا لتلفت النظر إلى حتمية استعادة الصين سيادتها على تايوان بطرق سلمية، غير أن هذا  الطرح، كانت تواكبه سلسلة من الاختراقات الجوية لسماء تايوان، عبر أسراب الطيران الحربي الصينية، في إشارة لا تخطئها العين لنوايا بكين الخاصة باستخدام القوة إن تمادت تايوان في رفضها العودة للدولة الأم على حد تعبير الصين.

لم يتأخر الرد الصيني على التصريحات الرئاسية الأمريكية،  فقد سارعت وزارة الخارجية الصينية بالقول: “لن نتنازل أبدا  عن مصالحنا الحيوية ولا يوجد أي مجال للمساومة”.

أكثر من ذلك شددت الصين على أنه لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تدخل في مواجهة عسكرية مع نحو 1.4 مليار صيني.

تبدو واشنطن في مأزق حقيقي من جراء أزمة تايوان، ذلك أنه ليس أمامها سوى حل من إثنين لا ثالث لهما:

الأول: أن تمضي قدما في دعم تايوان وبشكل مباشر، ونحن نعلم علم اليقين أنها تدعمها بشكل غير مباشر، من خلال التسليح الواضح، والتدريب المستتر في منطقة بحر الصين الجنوبي، بل إن حادثة الغواصة النووية الأمريكية التي اصطدمت بجسم صلب قبل نحو ثلاثة أسابيع تؤكد يقينا على أن الأعمال العسكرية الأمريكية قائمة وقادمة في المنطقة، ما يعني احتمالات حدوث مواجهة صينية – أمريكية عسكرية، حكما ستقود إلى حرب عالمية ثالثة.

الثاني: هو أن تتراجع واشنطن عن موقفها، سواء كان بايدن هو الرئيس أو جاء أحد غيره في السنوات القادمة، وهنا تخسر واشنطن ومن جديد مكانتها كمدافع أصيل عن الديمقراطية في عيون العالم، وهي التي لا تنفك تصدع العالم بأحاديث الديمقراطية الغناء.

في هذا السياق ربما يعن لنا القطع بأن الصين تتابع بقلق بالغ أحلاف الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة في مياه المحيط الهادي، لا سيما حلف أوكوس، بين أمريكا وبريطانيا واستراليا، وفي القلب منه صفقة غواصات نووية لاستراليا، قرأتها الصين على أنها تهديد مباشر لها، ولم تتردد في التهديد بضربات نووية مباشرة لأستراليا، الدولة الجارة غير النووية، حال شعرت بتهديد مستقبلي، وهو قائم بالفعل، ذلك أن مدى  الصواريخ التي يمكن أن تنطلق من غواصات فيرجينيا  الأمريكية المنتظر أن تزود بها استراليا، كفيل بأن يتسبب في خسائر فادحة للصينيين، بل ويختصم من مربعات نفوذهم في منطقة المحيط الهادئ بشكل كبير.

هنا تطفو على السطح علامة استفهام: هل يوافق الجناح الآخر من حلف الناتو على توجهات واشنطن ناحية الصين؟

المقصود بالتساؤل المتقدم الإشارة إلى الموقف الأوربي، وهل يمكن للأوربيين الانجرار وراء الأمريكيين، ومن ثم الدخول في مواجهة عسكرية مع  الصين، مواجهة لا ناقة للأوربيين فيها ولا جمل، لا سيما وأن الصين حتى الساعة لا تهدد أوربا، بل على العكس، فقد كانت وحتى وقت قريب، أي قبل تفشي فيروس كورونا مرحبا بها بشكل كبير، ويكفي النظر إلى  تحالفات جرت بين إيطاليا والصين، تلك التي أزعجت بعض دول أوروبا، وإن لم يتجاوز الأمر الرفض الصامت؟.

الحقيقة هي أن واشنطن ترغب في إعادة توجيه الناتو نحو منطقة المحيطين الهندي والهادي، غير أن دراسة أجريت في 12 دولة من دول الاتحاد الأوربي حول هذا الموضوع، اتضح من خلالها أن المجتمع الأوربي لا يعد الصين تهديدا مباشرا  على الإطلاق، كما بات جليا أن معظم الأوربيين متفقون على  أنه في حال المواجهة العسكرية بين الصين والولايات المتحدة، فإنهم لا يريدون القتال في تلك المنطقة.

هل هناك جزء غير واضح من قصة الحرب العالمية الثالثة  الممكنة والوارد حدوثها بصورة أو بأخرى؟.

بلاشك ذلك كذلك، إذ لايزال موقف روسيا بدوره عاملا حاسما في سياق المواجهة القادمة، سواء على صعيد العلاقات الروسية مع الناتو، أو على صعيد التحالف الروسي – الصيني.. وإلى قراءة قادمة بإذن الله.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]