إميل أمين يكتب.. العالم المعاصر بعيون الإيكونوميست

كعادتها كل عام تصدر مجلة الايكونوميست العريقة عددها السنوي التذكاري، والذي لا غنى عنه في واقع الحال، لأي كاتب أو محلل سياسي مهموم أو محموم بالشأن الدولي.
في عدد العام وقفة مع الفقر الذي طال العالم من خلال الوباء، وبعد جائحة استمرت لمدة عامين، فقد ترك كوفيد-19 ملايين الأشخاص يعانون من براثن الفقر بسبب إغلاق الدول وقلة الوظائف وكافح الأشخاص الذين يعيشون في مساكن ضيقه وغير صحية للتصدي للفيروس.
كانت توقعات الايكونوميست أن تقدم النمو العالمي سيكون بطيئا في 2022، ولم يكن في حسبانها أن هناك رحى حرب ضروس ستدور بين روسيا وأوكرانيا، وأن الاقتصاد العالمي سيتأذى بصورة غير مسبوقة.
يطل تساؤل مثير برأسه بين سطور تحليلات الإيكونوميست عن مستقبل كوفيد-19 وهل انتهى مرة وإلى الأبد؟
الجواب عند باتريك فوليس محرر شؤون الأعمال في المجلة الدولية، هو أن كوفيد لم ينته بعد، وبحلول 2023 لن يكون كوفيد مرضا يهدد حياة معظم الناس في العالم المتقدم، لكنه سيشكل خطرا جسيما على مليارات سكان العالم الفقير، بوصفه مجرد مرض متوطن أخر.

هل ستنحسر ثقافة الإلغاء؟
إن حاول المؤرخون البحث عن عبارة جذابة لوصف القرن الحالي، فربما لن يجدوا عبارة أسوأ من “ثقافة الإلغاء”، فعلى مدار العامين السابقين قد ألغي كل ما يمكن إلغاؤه، السفر وحفلات الزفاف والمؤتمرات والفعاليات الرياضية والانتخابات والاحتفالات الدينية.
وبينما تنحسر الجائحة، على الأقل في البلدان التي وفرت اللقاح لمعظم مواطنيها، تبدأ حدة إلغاء الفعاليات تقل، غير أن الجائحة أظهرت أن هناك طرق أخرى للتواصل سيكون لها أثرها الفاعل فيما بعد، فمنصات التواصل الاجتماعي أكدت أنه لن يكون من الممكن إلغاؤها فيما بعد، حتى وإن كانت مسؤولة عن تفاقم الإستقطاب السياسي حول العالم، ومتيحة انتشار المعلومات المضللة التي تسبب الأضرار وتضعف أسس الديمقراطية الليبرالية، ومن هذا المنطلق يرى البعض أنه يجب بالتالي إلغاء فيسبوك وإنستغرام وتويتر ويوتيوب.

تتساءل الإيكونوميست عن شكل العمل في السنوات القادمة، لا سيما بعد أن أفرزت الجائحة نمطا جديدا تمثل في العمل من المنزل، وهل يمكن أن يدوم طويلا أم يختفي مرة واحدة وإلى الأبد؟
لا يبدو أن الجواب واضح في عيون كبار المدراء المسؤولين عن قطاع الأعمال في الشركات الدولية، ولهذا قد يبدو خيار العمل الهجين واردا، أي مزيج من العمل المكتبي بجانب العمل من المنزل، مع الأخذ في عين الاعتبار أن ذلك النسق سيكون له تاثيرات كبيرة مستقبلية، واحد منها هو أن المديرين سيتطلب منهم إستيفاء مهارات مختلفة فعوضا عن توظيف قادة يتمتعون بالكاريزما قد يحل محلهم مديرون يجيدون استخدام الأدوات الرقمية لتحديد ما يريدون القيام به بالضبط، ومهام الفريق ومتى، والتاثير الآخر هو أن الشركات والعمل نفسه سيصبح رقميا بشكل أكبر.
وفيما تدور رحى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وبينما تنشغل الولايات المتحدة في متابعة التطورات والتدهورات الجيوسياسية حول الكرة الأرضية، تمضي الصين ومن جديد في سماوات القوة الناعمة، وذلك من خلال إستحواذ شركاتها على حصة في السوق العالمية دون جذب الانتباه.
ستحاول الصين الاستحواذ على حصة سوقية عالمية في التكنولوجيات رفيعة المستوى، وإنتاج البطاريات يعد مثالا جيدا، ومن المتوقع أن تهيمن الشركات الصينية على السوق العالمية لبطاريات الليثيوم بحلول عام 2025.
هل ستدخل الصين بالضرورة في صراع مع الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا وبشكل يكاد أن يتسبب في فوضى عالمية مالية قادمة؟
عند هال هودسون، مراسل التكنولوجيا في المجلة العريقة أن الصراع على صناعة الرقائق قد يكون أوضح مثال، فقد كانت تلك الصناعة محفوفة بالمخاطر حتى قبل تفشي الجائحة، ودخلت الصين وأمريكا في صراع جغرافي سياسي على تلك التكنولوجيا الحيوية الاستراتيجية.
تبذل الولايات المتحدة الأمريكية كل ما في وسعها لقطع سبل وصول الشركات الصينية للأدوات المعقدة لصناعة الرقائق على الأراضي الأمريكية إلى جانب ضخ عشرات المليارات من الدولارات من المال العام لتوقف الصين من ضخ مئات المليارات من الدولارات في شركاتها.
هل ستنج أمريكا في جهودها أم أن الصينين سيجدون مداخل لتثيبت جدارتهم الآنية وقطبيتهم المستقبلية على صعيد التكنولوجيا العالمية؟
ينتظر العالم في 2022 متعة مشاهدة مباريات كاس العالم لكرة القدم، فهل ستتعافى اللعبة الشهيرة من تبعات فترة عصيبة، أم أن الإضطرابات السياسية ستلقي بظلالها على الحدث الكبير المنتظر؟
في الظروف الطبيعية يكون كاس العالم أهم حدث على تقويم كرة القدم، ولكن في 2022 سيطغي على البطولة إلى حد ما تعافي كرة القدم من أشد أزمة وقعت عليها في وقت السلم.
غالبا لن يكون الصيف موسم المنافسة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في قطر، بل في نوفمبر تشرين الثاني، هذا إن سكتت أصوات المدافع وسدت فوهات البنادق، وبشرط أن لا تنتشر دعوات الحرب، لا سيما أن هناك تهديدات بدأ العالم يستمع إليها من قبل روسيا، تهدد الفيفا في نشاطها الرئيس لهذا العام والمنتظر من أربعة أعوام.
هل سيشهد العام الحالي ثورة في عالم الاتصالات المفتوحة؟
المؤكد أن هذا المجال قد لعب دورا بالغ الأهمية في زمن الإغلاق، إذ مكن البشر من التواصل رغم القيود التي فرضت على اللقاءات الحميمة والمقربة.
ولهذا سيؤدي توفر المزيد من الاتصال بأسعار ميسورة إلى حدوث إعادة هيكلة صناعية في السنوات القادمة، وبدلا من النظم المحتكرة التي أنشأها عدد قليل من شاغري الوظائف، ستقدم شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة للموردين الجدد الكبار والصغار على حد سواء الفرصة لولوج سوق البنية التحتية لهواتف المحمول.
تبدو العيون كذلك مفتوحة على أزمات الغذاء، وقد كانت رؤى الإيكونوميست سابقة للصراع العسكري الأخير في آسيا، وما خلفه من أثار على سلاسل الإمداد العالمي.
ولعل حديث تأمين الغذاء للبشرية لا يمكن فصله بحال من الأحوال عن التغيرات المناخية، وربما أكبر مصدر لعدم اليقين كما هو الحال دائما مع الزراعة سيكون الطقس، ففي بداية 2021 ارتفعت الأسعار جزئيا نتيجة لجفاف شهدته المناطق المنتجة للحبوب بالأمريكيتين وتحسنت ظروف المناخ لاحقا، فهل سيستمر التحسن أم أن ما سيصلحه الطقس سوف تفسده الحرب؟

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]