إميل أمين يكتب: الملف الإيراني.. هل هي نهاية الأزمة؟

إميل أمين

 تبدو الساعات الأخيرة وكأنها تحمل من الأنباء ما يفيد بأن فيينا قد تشهد اتفاقا نوويا جديدا مع الإيرانيين، ومن غير خطوط واضحة أو علامات تشير إلى ما إذا كان العالم أمام اتفاق سيئ السمعة آخر بعد اتفاق أوباما 2015.

ربما يهمنا في الوقت الحاضر طرح عدة أسئلة عن سياقات الاتفاق، وهل هناك ما عجل ويعجل به، لا سيما من الجانب الأمريكي على نحو خاص، وإذا تم فهل يمكن أن يستمر، أم أن الفريق الإيراني المفاوض، ربما يضع العصا في دواليب المشهد في الساعة الحادية عشرة من المفاوضات؟

يبدو من البديهي أول الأمر أن إدارة الرئيس بايدن في عجلة  من أمرها بشكل واضح وفاضح، فهي تريد إغلاق هذا الملف، والذي تسبب لها في إزعاج كبير طوال الفترة الماضية، كي تتفرغ لما هو أهم وأكثر سخونة من ملفات، لا سيما ملف الأزمة الروسية – الأوكرانية المشتعلة في الوقت الراهن، والتي يمكن أن تنزلق من أزمة إقليمية إلى حرب عالمية.

الأمر الآخر الذي يدفع واشنطن في طريق الإسراع لإغلاق الملف الإيراني، هذا إذا قدر له أن يغلق بالفعل، هو رغبة واشنطن في التفرغ لملاقاة الصين، التحدي القطبي القائم والقادم، ومن غير أن تنشغل في مربعات إشكالية جيوسياسية  أخرى حول العالم، وهذه قصة قائمة بذاتها.

وفي الأثناء يتساءل البعض الآخر: “هل الرئيس بايدن والذي يظهر حساب الحصاد للعام الأول أنه أخفق في تحقيق الحد الأدنى من وعوده الإنتخابية، يسارع الزمن للوصول إلى اتفاق بهدف تحسين صورته في أعين الناخبين الأمريكيين، وبخاصة قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، والتي ستجري في شهر نوفمبر تشرين الثاني المقبل؟

الجواب على السؤال المتقدم موصول بحالة السلم أو الحرب مع إيران، وعند غالبية المحللين السياسيين وثيقي الصلة بالشأن الأمريكي أنه ما لم تنشب مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران، فإن تأثير الملف الإيراني على حملة انتخابات التجديد النصفي القريبة، أو حملة الانتخابات الرئاسية في 2024 سيكون محدودا جدا، وبصرف النظر عما يجري بشأن الاتفاق النووي، ذلك أن هناك في الداخل الأمريكي ما أكثر مدعاة  للقلق، لا سيما على صعيد السبيكة المجتمعية الأمريكية، تلك التي تبدو قريبة من الاهتراء أو التصادم الداخلي، وهناك من يتوقع صداما داخليا أهليا بين الأمريكيين وبعضهم البعض، خلال العامين المقبلين، عطفا على تبعات التضخم الاقتصادي وارتفاع الأسعار، ومن غير صدام عسكري مع الروس أو الصينيين.

غير أنه وفي كل الأحوال، ورغم تسارع الخطى في فيينا، تبقى هناك نقاط فراقية عميقة في ملف التسوية النووية الإيرانية، فعلى سبيل المثال تطالب إيران على لسان وزير خارجيتها، حسين أمير عبد اللهيان، بضرورة أن يصدر الكونجرس الأمريكي بيانا سياسيا، بشأن التزامات واشنطن تجاه الاتفاق النووي ودعوتها إليه”.

ما الذي تقصده إيران تحديدا من هذا الطلب؟

الجواب جاء خلال لقاء الوزير الإيراني مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، وفيه يدين واشنطن من حيث أنها  فشلت – على حد تعبيره – في الاستجابة لطلب إيران بمنح ضمانة تقوم على عدم انسحاب أي من الأطراف من الاتفاق النووي، حيث انسحبت الولايات مرة واحدة خلال عهد دونالد ترامب”.

يعني ما تقدم أنه لا ثقة لدى الإيرانيين في الجانب الأمريكي، وأنهم يريدون ما يشبه صك الضمان من برلمان الشعب الأمريكي نفسه، أي أن يكون الكونجرس ضامنا، وبما لا يسمح لأي رئيس أمريكي آخر بأن يغير أو يعدل أو يبدل من الاتفاق، وبالضرورة الانسحاب منه.

في هذا السياق يبقى من السذاجة لو اعتقدت طهران أن أي كونجرس أمريكي، وسواء كانت السيطرة أو الغلبة  فيه للديمقراطيين أو للجمهوريين، سوف يقبل بالشروط الإيرانية،  إذ ينسى أو يتناسى الملالى، أن الطابع الذي يصبغ السياسات الأمريكية أبدا ودوما، هو البراغماتية، والتي لا تسمح بتقييد المصالح الأمريكية بأية اتفاقيات طويلة المدى، فكل شئ يتعدل ويتبدل وفقا للمصلحة الذاتية وما ينعكس بالإيجاب على الأمن القومي الأمريكي.

هل يفوت إدارة بايدن المرواغات الإيرانية، وما يتكشف يوما تلو الآخر من أساليب تسويف الوقت بهدف الوصول إلى غايتها الرئيسية، وهي السلاح النووي؟

نهار السابع عشر من فبراير شباط الجاري، وفي ذكرى الانتفاضة التي اندلعت في مدينة تبريز ضد شاه إيران عام 1978، تكلم مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي عن الملف النووي الإيراني، مؤكدا أن العالم أصبح أكثر اعتمادا على الطاقة النووية، وأن إيران ستكون أيضا “بحاجة إلى الطاقة النووية السلمية، إن عاجلا أو آجلا”، وأضاف “إذا لم تفكر إيران بهذه المشكلة اليوم فغدا سيكون قد فات الأوان وما باليد حيلة”.

استخدم خامنئي ومن جديد ذات اللغة التخوينية والتحريضية تجاه الغرب، وكأن الأمر توزيع أدوار بين من يتفاوضون، ومن يشجبون، لافتا النظر إلى من أسماهم “الأعداء” الذين  يتصرفون بطريقة قمعية، لخلق الصعوبات المستقبلية أمام الجمهورية الإسلامية، عندما يحين الوقت لاعتمادها على الطاقة النووية.

خامنئي اتهم الأعداء عينهم بتقديم “ادعاءات تافهة حول مدى  اقتراب إيران من صنع قنبلة نووية” مع الإصرار مرة أخرى على أن نية البرنامج النووي الإيراني سلمية.. هل هذا بالفعل صحيح؟

في الأيام الأخيرة تسربت أنباء استخبارية عن قيام طهران ببناء مفاعل نووي جديد في منطقة ناطنز على عمق 1608 أمتار  فوق سطح البحر، مع العلم أن منشأة فوردو تقبع على عمق 960 مترا فقط، أي أن المفاعل الجديد على ضعفي العمق.

يعني ذلك أن إيران تسعى لأن يكون نشاطها النووي بعيدا كل البعد عن أن تطاله كافة الأسلحة التقليدية، وبما فيها قنابل الأعماق التقليدية المعروفة.

ما تقدم يفيد بأن الأزمة الإيرانية ممتدة، سواء تم التوصل إلى اتفاق في فيينا أو لم يتم التوصل، وتبقى السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات، في المدى الزمني القريب والمتوسط.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]