إميل أمين يكتب: بايدن.. مستقبل الرئيس والرئاسة

بعد نحو ستة أشهر من رئاسة جوزيف بايدن الولايات المتحدة الأمريكية، أضحى التساؤل المطروح على مائدة النقاش الأمريكية: “ما مصير بايدن، وما مآلات رئاسته؟

منطلق التساؤل المتقدم على  الصعيد الشخصي الخاص بساكن البيت الأبيض، هو الحالة الصحية التي بدا عليها مؤخرا في عدد من حواراته وكلماته المتلفزة، ففي أحدها  بدا متسائلا عن والدته بين الحضور، وهي التي غابت عن الحياة منذ أكثر من 20 سنة، وفي حديث آخر مع شبكة “سي إن إن “، الإخبارية، قدم بايدن معلومات غير حقيقية عن فعالية لقاحات كورونا، وتناول شأن الكائنات الفضائية ورجال يمشون على القمر في سياق بعيد كل البعد عن مدار الحديث، الأمر الذي تسبب في حالة واضحة من اللغط لدى المشاهدين .

كلمات الرئيس بايدن وتصريحاته الأخيرة أثارت ومن جديد مخاوف الكثيرين في الداخل الأمريكي، وفي المقدمة من القلقين، جاء روني جاكسون، الطبيب الخاص السابق في البيت الأبيض، الذي أضحى  عضوا في الكونجرس الأمريكي، فقد أشار إلى  إنه “مرعوب على  البلاد “، ويشك في ما إذا  كان بايدن يملك القدرة الإدراكية على القيام بمهامه خلال فترته الرئاسية”.

حديث النائب جاكسون إذا  أضيف إلى  ما ذهب إليه  عشرات الأعضاء من مجلس النواب الأمريكي من الجمهوريين، من ضرورة خضوع الرئيس بايدن  لفحص طبي لتحديد مدى قدرته على  قيادة الأمة،  أمر في حقيقته يقض مضاجع الأمريكيين، لا سيما  أن الحديث عن رئيس أكبر قوة في العالم المعاصر، لا  جمهورية موز .

أما  عن حصاد الرئاسة حتى الساعة، وكما  توقفت معه صحيفة وول ستريت الأمريكية، فهو بدوره غير مبشر والبداية  من عند حالات الإصابة بفيروس كورونا  التي تستدعي الدخول إلى المستشفيات والمتصاعدة  كل يوم، ناهيك عن انتشار متغير دلتا، ومقاومته اللقاحات الأمريكية  .

ولعل المخاوف من عودة كورونا قد تسببت في بعض الاضطرابات المالية  في السوق الأمريكية، الأمر الذي لوح بتضخم طويل الأجل .

ستة أشهر والنسيج المجتمعي الأمريكي مريض يعاني من التفكك ومن غير التئام الشمل، والتوافق بين الجمهوريين والديمقراطيين شبه منعدم، كما الحال في قانون البنية التحتية .

وعلى الصعيد الدولي ما من منجز أو منتج حقيقي، يعزز قيادة أمريكا للعالم، بل انسحابات من مناطق النفوذ .

هل يتوجب على الأمريكيين القلق على  الرئيس والرئاسة؟

المخاوف لدى  الغالبية، من أن يكون هناك سيناريو معد مسبقا يسمح لليسار الأمريكي بالعودة لقيادة أمريكا، ولو من وراء الستار، من خلال أذرع باراك أوباما، وبتنفيذ واضح من نائبة بايدن كمالا هاريس .

تلك المخاوف تعني أن حالة من الاضطراب يمكنها أن تعم البلاد على  المستوى الداخلي أولا، والخارجية تاليا .

داخليًا  لا  تبدو السبيكة المجتمعية الأمريكية قد برأت مما لحق بها خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ومن هذا المنطلق بنوع خاص، يدرك المرء الإجراءات غير الاعتيادية التي تحوم من حول انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر 2022، والتي بدأت بشكل مبكر هذه المرة .

وهنا  يظهر واضحا الانقسام في الصفوف، لا بين الجمهوريين والديمقراطيين فقط، بل داخل صفوف كل حزب على حدة، لا سيما الحزب الجمهوري،  حيث لا يزال الرئيس السابق دونالد ترامب، يمثل حجر عثرة بالنسبة للجمهوريين، فرغم مرور عام على خسارته الانتخابات الرئاسية، فإنه لا يزال يرسخ في أذهان أتباعه، وهؤلاء يفوق عددهم السبعين مليون نسمة، أنه تعرض لخديعة  غير مسبوقة، وأن الانتخابات قد شابها التزوير .

وعلى  صعيد الديمقراطيين، لا تزال نانسي بيلوسي، زعيمة الأغلبية في مجلس النواب، تسعى بالمكائد لترامب، وتطارده بالفعل، مطاردة الساحرات في أوروبا  القرون الوسطى، الأمر الذي يعمق الشرخ الحادث في الجسد الأمريكي .

أضف إلى ما تقدم بُعدا آخر موصولا بالتغيرات المناخية، بل يمكننا  القول من غير تزيد، الحرب الإيكولوجية، تلك التي تشنها  الطبيعة  على  الولايات المتحدة وبخاصة من جهة الغرب، فقد تابع العالم الحرائق التي انطلقت  في كاليفورنيا وبعض الولايات الشمالية، وبشكل مغاير لحرائق كل عام .

عطفا على  ذلك يبدو أن الجفاف آخذ في التصاعد ما يجعل محاصيل أمريكا الزراعية في خطر داهم في الأعوام المقبلة وما يليها  حكما .

يبدو الرئيس بايدن أمام تساؤلات عميقة ومصيرية بالنسبة للولايات المتحدة على  الصعيد الخارجي كذلك، ففيما هو منشغل بقضايا فرعية، يباشر البعض الآخر الاختراقات السيبرانية، ما يجعل مستقبل أمريكا مهددا من القوى  الماورائية، وهو لا ينفع معه التهديد بشن حرب حقيقية ضد الأعداء .

هل قلق أمريكا يخصها  وحدها؟

بالقطع لا، إذ  سينعكس حكما على  بقية العالم، ذاك الذي أضحى  حارة صغيرة، وليس فقط قرية كونية، على حد تعبير عالم الاجتماع الكندي الشهير، مارشال ماكلوهان، في ستينيات القرن المنصرم .

لا تزال الولايات المتحدة قاطرة العالم، اتفقنا أو افترقنا، ومهما ارتكبت من أخطاء، بعضها يقارب حد الخطايا  المميتة  لا العرضية .

إشكالية الرئاسة والرئيس على الدوام في الداخل الأمريكي، ترتبط باستقرار العالم أو اضطرابه، والقادم من أمريكا يخيف الكثيرين في ظل حالة الرئيس بايدن ومستقبل هاريس .

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]