إميل أمين يكتب: بايدن وحساب حصاد العام الأول

إميل أمين

 نهار الخميس المقبل يكون الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن قد أتم عامه الأول في البيت الأبيض، وفي مستهل العام الثاني، وإذا كان الرؤساء تقليديا في الولايات المتحدة يتم التعامل معهم بعد المائة يوم الأولى، والتي تتطلب عادة كشف حساب، فإنه يضحى من الطبيعي إذن التساؤل وبشكل جدي عن حصاد عام كامل مر على تسيده عرش الدولة – الإمبراطورية، والتي لا تزال متقدمة على الكثيرين.

مهما يكن من أمر، فإن الحظ لم يوف لبايدن بحال من الأحوال حتى الساعة، وقد أخلفه في العديد من الملفات الرئيسية التي وعد بها خلال حملته الانتخابية.

في مقدم تلك الوعود ما يتصل بأوضاع النسيج المجتمعي الأمريكي، والذي كان قد وصل إلى مرحلة مهترئة جدا خلال مرحلة الانتخابات الرئاسية 2020.

لم يقدر لبايدن إذن أن يحدث المصالحة بين الأمريكيين على  صعيد الرأي العام أول الأمر، وها هي أصوات أمريكية عميقة الجذور تنذر وتحذر من الغضب الساطع المختبئ عند أقرب منعطف، وقد تكون انتخابات التجديد النصف للكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني المقبل بداية منطلق الشرر، والذي يتوقع له أن يستمر وصولا إلى الانتخابات الرئاسية في 2024.

يعن لنا أن نتساءل عن أهم معيار من معايير نجاح أي رئيس أمريكي، ألا وهو الاقتصاد، وكيف يمضي الرئيس بايدن في هذا الإطار.

حصد بادين 13% فقط في إستطلاعات الرأي التي جرت  مؤخرا، لا سيما بعد زيادة معدلات التضخم، والتي ينتظر أن تتصاعد مرة جديدة، لا سيما إذا إضطرت قطاعات بعينها في الداخل الأمريكي إلى الإغلاق ثانية، من جراء تفشي فيروس كورونا في شكله المتحور الجديد المعروف باسم أوميكرون.

أظهرت نتائج استطلاع رأي أجرته جامعة “كوينيباك” قبل أيام أن الذين يوافقون على أداء بايدن بشكل عام لا يتجاوزون 33%، وهذه نسبة متدنية للغاية لرئيس بعد عام واحد من ولايته، ما يجعل القول “إن إدارته في مهب الريح” أمرا قابلا  للتحقق بالفعل وليس بالقول فقط.

ما الذي أدى ببايدن إلى هذا الحال وبتلك السرعة؟

قبل ساعات كان موقع أكسيوس الأمريكي يقدم رؤية تحليلية عن حساب الحصاد لبايدن في السنة الفائتة، والتي جاءت سوداوية بشكل واضح.

هناك بلا شك أسباب جوهرية تدفع في طريق تلك النتيجة، فعلى سبيل المثال وخلال الشهرين الماضيين، ومنذ التوقيع على مشروع قانون البنية التحتية التي تبلغ قيمتها تريليون دولار، ليصبح قانونا، قام الرئيس بايدن بقضاء وقت طويل في هدم الأمور الأكثر أهمية، ولهذا يأتي الانحدار في شعبيته بعد أن ضغط شخصيا على حزبه الديمقراطي، وبالتأكيد الجمهوري بشأن برناج “إعادة البنية التحيتية”، وحقوق التصويت، والفشل فيهما معا.

يبدو الرئيس بايدن كمن يهوى الهروب دوما إلى الأمام، ما يؤكد على أنه لا يمتلك رؤية واضحة للبلاد والعباد، وفي وقت  تحتاج فيه أمريكا إلى رئيس كاريزماتي من نوعية الجنرال أيزنهاور بطل الحرب العالمية الثانية، أو السيناتور الديمقراطي الشاب جون كيندي، الذي استنهض آمال الأمة الأمريكية من جديد.

الذين تابعوا خطاب بايدن يوم السادس من يناير كانون الثاني الجاري، راعهم محاولات  الرجل الرجوع بالزمن إلى الوراء، ومحاولة تحميل بايدن جميع أخطاء ومشاكل الولايات المتحدة في الوقت الراهن، الأمر الذي اعتبره الكثير من الأمريكيين بابا مؤديا للخصم من رصيده بحال من الأحوال، وما فتح الباب لترامب للعودة من جديد إلى ساحة الأحداث.

في هذا السياق بدا بايدن وكأنه يبحث عن طريق ينجيه وحزبه من السقوط المروع المتوقع عما قريب، ولهذا جاءت زيارته الدعائية إلى ولاية جورجيا المعروفة بإنتمائها الجمهوري، وفي محاولة لكسب الرأي العام وتحميل الجمهوريين آثام وخطايا  الكل من ديمقراطيين وجمهورين دفعة واحدة.

في جورجيا حاول بايدن تصوير المشهد على أنه صراع من أجل القيم والحرية، وبدا متعللا بأن الجمهوريين هم الذين يقطعون الطريق على فوز الديمقراطيين على الدوام، وذلك من خلال إنكارهم إعطاء حق التصويت للمزيد من الأقليات، ورفضهم كذلك إقرار التصويت المبكر، وكذا الاقتراع عبر البريد، وكلها أدوات تحوم من حولها شبهات كثيرة منذ الانتخابات الرئاسية السابقة.

الديمقراطيون الذي يسايرون بايدن يتهمون الهيئات التشريعية  في الولايات الجمهورية  بسن قوانين من شأنها الحد من تكافؤ الفرص بين الحزبين، الأمر الذي يتساوق وخطط بايدن الدعائية.

غير أن ما لا يدركه بايدن هو أن اللعب على المتناقضات على هذا النحو، من شأنه تعميق الشرخ الحزبي الحادث بين الكتلتين السياسيتين الأمريكيتين الكبيرتين، وهو ما من شأنه زيادة  روح الانقسام في الداخل الأمريكي بشكل مخيف.

الذين قدر لهم متابعة ما نشرته صحيفة الواشنطن بوست  الأمريكية والقريبة من البيت الأبيض، عطفا على مجلة ستار الشهيرة، يعلمون المخاوف التي تنتاب الكتاب الأمريكيين من المواجهات الأهلية في الداخل الأمريكي، طالما صمم بايدن على النظر إلى الجمهوريين بوصفهم أعداء لا شركاء في الوطن.

ما هو المستقبل المنتظر لبايدن في ظل هذه الأجواء غير المبشرة مع بدايات عامه الثاني؟

يبدو بايدن على وشك خسارة معركتين كبيرتين من اختياره، فمن النادر أن يكون رئيس على خلاف مع الجمهوريين والديمقراطيين المعتدلين، والديمقراطيين الليبراليين في الوقت نفسه، إلا أن هذا هو واقع حال بايدن حاليا، ومع اقتراب الانتخابات النصفية للكونجرس، يعتقد العديد من الديمقراطيين أنهم سيخسرون السيطرة على مجلس النواب وربما مجلس الشيوخ.

لم يتلق بايدن فقط اللطمات خلال العام المنصرم، بل الديمقراطيون من ورائه، وقد كان آخر تلك الضربات تعطيل المحكمة الدستورية العليا قرار بايدن فرض اللقاح المضاد لفيروس كورونا على عاملي الشركات التي يزيد عدد موظفيها على مائة واعتبرته مخالفا للقانون.

لم ينس الأمريكيون ولن ينسوا كيف أن قرار بايدن الانسحاب  من أفغانستان تم بشكل فوضوي، ومن غير تنسيق جيد من قبل البنتاغون وجنرالاته، ما أضر بصورة أمريكا عامة وليس بايدن فقط.

إنه عام الصعوبات والتحديات لإدارة مرتبكة منذ اليوم الأول.

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]