إميل أمين يكتب: بومبيو وإيران.. اتفاق في مهب الريح

هل الشرق الأوسط مقبل على انفجار كبير؟ وهل تسلم منطقة الخليج العربي بدورها من تبعات واستحقاقات هذا الانفجار سيما وأنها في القلب منه

تساؤلات عديدة وخطيرة تحلق فوق سماء المنطقة، وبنوع خاص مع الزيارة السريعة جدا التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي الجديد، مايك بومبيو، إلى المنطقة، حيث زار الرياض وتل أبيب وعمان.

لعل السؤال الأول الذي يقابل القارئ يتصل برمزيات اختيار الرياض والقدس وعمان كمحطات لأول جولة للرجل القادم من وراء الأسرار في جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى عالم السياسة الخارجية.

مما لا شك فيه تبقى الرياض في مقدمة الدول المهمومة والمحمومة كذلك بإشكالية الملف النووي الإيراني، التي تتسارع خطاها قبل حلول الثاني عشر من مايو/آيار الجاري، فيما القدس فإنه تحمل علامات لانفجارين الأول يتصل بالمواجهة المباشرة مع إيران، سواء في سوريا، أو مع حزب الله في لبنان، فيما الاحتمال الأكبر المفتوح يصل إلى حد حرب طال توقعها بين إيران وإسرائيل.

أما الأردن فيبقى الدولة المرشحة بقوة لإرسال قوات عربية إلى سوريا، تلك الفكرة التي يبدو أن الأمريكيين قد عزموا أمرهم وحزموا قرارهم بشأنها، ولكي يمكنهم سحب قواتهم بشكل أو باخر.

هل تشير تلك الزيارة إلى إلغاء متوقع للاتفاقية من جانب واشنطن منفردة؟

يمكن القطع بأن الضغوطات الأمريكية تجيد في براجماتية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر تغيير موقف الأمم والشعوب، فعلى سبيل المثال يمكن لترامب الذي يهدد الأوربيين بجمارك مجحفة على الورادات الأمريكية من أوربا سيما من الصلب والألومنيوم والتي ستكلفهم مليارات الدولارات، أن يقوم بمقايضة شامله تسقط هذه الفكرة، وفي المقابل تغير بروكسيل موقفها المتمسك بالاتفاقية النووية كما هي، ومن دون أي إضافات أو تعديلات.

ولعل ما دار في البيت الأبيض الأيام القليلة الماضية، وبنوع خاص متزامنا مع زيارة كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ينزع إلى أنه لا بد من تغيير جذري في اتفاقية إيران النووية السابقة، تلك التي وضع لبناتها وعلى عجل يدعو إلى الشك والريبة باراك أوباما.

ملامح تلك التغيرات مدعاة للتأمل، وتتكون من ثلاث ركائز:

الأولى: بلورة رؤية جذرية لوضع إيران النووي بعد العام 2025 إذ لا يعقل أن يترك لإيران المسرب والمهرب الذي يمكنها من حيازة القنبلة النووية، وتتعالى الأصوات بضرورة أن يكون هناك بند ملزم لإيران بأن توقف مرة وإلى الأبد برنامجها النووي.

الثانية: أن تتخلى إيران بالمطلق عن برنامجها الصاروخي، ذاك الذي أضحى مهددا رئيسا وقاتلا للاستقرار في الشرق الأوسط، وعلى غير المصدق أن ينظر إلى صواريخ الحوثيين، وكلاء إيران في اليمن التي تقصف على المملكة العربية السعودية بشكل بات شبه يومي في الفترات الأخيرة، ومن يدري غدا على من توجه، ولديها الأن صواريخ يطال مداها دول أوروبا برمتها، ما يستدعي موقفا حازما وحاسما من المجتمع الدولي يجعل تقييد هذا المشروع ضمن إطار كامل وشامل للتعامل مع إيران.

الثالثة: أوهام القوة وأحلام تصدير الثورة التي تقوم عليها فلسفة نظام الملالي، بوصفهم أصحاب وملاك الحقيقة المطلقة والمنوط بهم هداية البشرية، تلك التي تبدأ من عند الدول العربية الإسلامية السنية، إلى أن تصل إلى بقية العالم.

السؤال الذي يطرح الآن على موائد النقاش: “هل يمكن لإيران أن تعتبر من التطورات والتحولات الجذرية التي جرت في كوريا الشمالية الأسابيع القليلة الماضية، بمعنى هل يمكن لإيران أن تكرر تجربة تخلي نظام بيونج يانج عن أسلحته الصاروخية ووقف تجاربه النووية؟

الجواب يستدعي مقاربة معمقة بين النظامين المختلفين جوهريا، فنظام كوريا الشمالية، نظام أيديولوجي سياسي، يمكن التفاوض معه بالحذف والإضافة، وبالتهديد والوعيد، وهو نظام كبقية الأنظمة السياسية يصلح معه طرح ذهب المعز وسيفه.

أما النظام الإيراني فهو نظام عقائدي، يحمل في تقدير أصحابه دعوة لهداية الناس، ولنشر المذهب الشيعي، ولتحويل الجيران ولو بالقوة عن مساراتهم العقدية، وعليه فإنه في حاجة إلى قوة قاهرة تدعم مشروعه، وتعضد طموحاته، ومن هنا يدرك المرء أن مسألة تخلي إيران عن مرتكزات القوة لديها أمر خارج الأطر المتوقعة، وهو ما تحدثوا به إلى وزير الخارجية الإيراني “جان ايف لودريان”، الذي وضعوا أمامه معادلة لا يقبلها عاقل من نوع المعادلات التعجيزية، وفيها أنه لكي تتخلى إيران عن برنامجها الصاروخي، فإنه على أوروبا وأمريكا أيضا إنهاء وجود الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من ترساناتهم المسلحة.

انفجار الشرق الأوسط قد يكون قادما بالفعل، وإيران ربما تزايد على المشهد إلى أن تصل إلى درجة الخيار شمشون، أي هدم المعبد عليها وعلى أعداءها، ولا أمل في أن تقبل تغيرا بدرجة أو بأخرى في الاتفاق السابق، وهذا ما أبلغ به الرئيس الإيراني روحاني نظيره الفرنسي، في ذات يوم زيارة بومبيو إلى الشرق الأوسط، وأجمل رأي الإيرانيين في كلمات قليلة “الاتفاق النووي غير قابل للتفاوض، وإيران لا تقبل أية قيود خارج تعهداتها”.

ما هي السيناريوهات المتوقعة حال أعلن ترامب الانسحاب من الاتفاق؟

إذا رفضت طهران الشروط الجديدة، فربما تذهب إلى تنفيذ تهديداتها بتسريع وتيرة التخصيب، الأمر الذي أكد أوباما على أنه لن يحدث أبدا، ما يعني استخدام القوة المطلقة لإنهاء آمال إيران النووية، ومن السذاجة أن لا يدرك المرء وجود توقعات لدى الإيرانيين تتصل بهذا الخيار، وإن كان بعيدا في الحال، وقد يضحى قريبا في الاستقبال، وساعتها سوف يشهد الشرق الأوسط انفجارا مؤكدا، ما بين القوى الإقليمية، وتلك الدولية التي لها مصالح استراتيجية، ومنها روسيا والصين.

ماذا عن شكل الشرق الأوسط حال الوصول إلى طريق إيراني–أمريكي مسدود؟

إلى اللقاء في قراءة قادمة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]