إميل أمين يكتب لـ «الغد» : في ضوء قرار اليونسكو …. لمن القدس اليوم ؟

 

 في ضوء قرار اليونسكو …. لمن القدس اليوم ؟

 

 لمن القدس اليوم ؟ يمكن القطع بان زلزالا اصاب دولة اسرائيل في اعقاب تصويت  غالبية الدول المشاركة في منظمة  الامم المتحدة  للتربية  والعلم والثقافة ” يونسكو ” على  قرار  يعتبر القدس مدينة محتلة وانه لا سيادة  اسرائيلية  عليها  كما ذكرت صحيفة ” يديعوت احرونوت .

قرار اليونسكو يدعونا لاعادة قراءة لسردية  تاريخية قديمة عن مدينة عاش فيها اليهود 70 عام وسكنها العرب على  مدى اربعة آلاف عام .. ماذا عن زهرة المدائن ، وتاريخها  الذي يكاد غير معروف لا سيما من غير الباحثين او اصحاب الاختصاص ؟

دراسة بقلم ـ إميل أمين

تقول العرب إن ذاكرة العوام لا تزيد عن ثلاثة أعوام ، لكن قدسية هذه المدينة التي تتعرض للمؤامرات منذ زمن بعيد ظلت في ذاكرة الأمة العربية والشعوب الإسلامية طوال آلاف السنين .

ولعله يتوجب علينا ونحن في هذه الآونة  التي تشتد فيها المحاولات الصهيونية لتهويد القدس الشريف أن نسترجع سويا بعض صفحات حقيقية لا مزيفة أو منحولة من تاريخ القدس ، ذلك لان من درى أخبار من قبله أضاف أعمارا إلى عمره .

ليس هذا فحسب بل لكي لا يخيم ضباب الأكاذيب على الحقائق ولاستنهاض الهمم الحقيقة من اجل الدفاع عن القدس المدينة المقدسة  بما تعنيه في حياة هذه الأمة .

لسنا هنا بوارد التذكير بالمؤامرات الصهيونية التي تهدد المسجد الأقصى من جهة أو تلك التي تحاول تهجير سكانها العرب وحتى التلاعب بتاريخها في المنتديات الدولية وهو الأمر الذي بدأت كثير من دول العالم تكتشف زيفه وكذبه،  بعدما اكتشف الأوربيون على نحو خاص أن غالبية الروايات الإسرائيلية هي روايات غير ذات مصداقية.

 

القدس وبطون التاريخ

لسنا هنا في معرض قراءة تاريخ القدس فهذا أمر  يطول وفي حاجة إلى مجلدات لكننا فقط نعيد إلقاء الضوء على أهم النقاط المضيئة في تاريخ هذه المدينة المقدسة التي ما فتئ المسلمون يدافعون عنها من زمن استيلاء الروم عنها وصولا إلى الفرنجة والحروب التي أطلق عليها العرب ” حروب الفرنجة ” ، إذ أدركوا أنها حروب سياسية وليست حروب دينية ، والغريب بل والمثير أن من أطلق عليها الحروب الصليبية هم الغربيين أنفسهم وهذه قصة أخرى .

فتح صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس وانتزعها من أيدي الصليبيين وأزال مملكة القدس  التي أقاموها فحكمت القدس وما جاورها من بلاد فلسطين  وعادت القدس بعد ثمان وثمانين سنة من الحكم الاجنبي ،  مدينة إسلامية كما كانت منذ عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .

حدث هذا عام 583 هجرية ،  ولو كان التاريخ يكتب حينذاك بالتاريخ  الميلادي ولو كانت الحروب والمعارك تسمى بأسماء الشهور والسنوات التي وقعت فهيا ، لسميت معركة صلاح الدين هذه ” معركة أكتوبر “.. فقد دخل الفاتح  الإسلامي العظيم المدينة المقدسة يوم 12 أكتوبر سنة 1187 م.

كان فتح بيت المقدس نقطة التحول في مجرى الحروب الصليبية فبعد أن كانت الغلبة للقوات الصليبية ، التي زحفت من أرجاء أوربا ، مؤلفة من ألاف  من المحاربين ، خرج عليهم صلاح الدين من  مصر بجيش قوي مؤمن مستبسل ، فخاض المعارك واحدة ثم  الأخرى ، وظهر على الصليبين وانتصر . فأخذت موجاتهم تنحسر من كثير من البلاد التي فتحوها وحكموها واستوطنوا فيها .

 

زعماء الصهيونية حرصوا على ترويج أن الدولة اليهودية مجرد فكرة ساورت عقل تيودور هيرتزل

 

 

هل يعيد التاريخ نفسه ؟

 

يذهب  كارل ماركس الى  ان التاريخ  لو اعاد نفسه ففي المرة الأولى تكون  هناك مأساة وفي الثانية ملهاة ، لكن ومن أسف شديد يبدو أن تاريخ القدس يتكرر ومن جديد بل تكرر بالفعل .. كيف ومتى ؟

بدأت الغزوة الصهيونية مثلما بدأت الغزوة الصليبية .. بدأت تسعى إلى إقامة مركز ديني روحي ثقافي في فلسطين ،ثم راحت تطالب بإقامة مأوى وملجأ لليهود  وسموه ” الوطن القومي ” . كانت دعواهم الأولى قائمة على التوراة  وما يرويه تاريخ اليهود ،  فقد سعى في ارض فلسطين أنبياء  من بني إسرائيل  وقام فيها أيضا ملوك من بني إسرائيل ، فهم يحنون إلى هذه البلاد ويريدون أن يحيوا فيها تراثهم الثقافي  والديني القديم .. ثم كانت دعواهم الثانية بان اليهود لقوا في أوربا اضطهادا أنزلته الحكومات ، وكراهية مارستها الشعوب على اختلافها ، سواء في هذا الأسبان أو الروس أو الانجليز الفرنسيون أو الألمان ثم بلغ ذروته أيام  هتلر ,.. فهم يريدون بلدا يلجئون إليه ، كلما عصفت بهم عواصف القسوة والاضطهاد .

تقبل كثير من الناس هذه الدعاوى .. .. ونظروا إلى الأمر نظرة إنسانية كريمة متسامحة ولم يجدوا في هذا الأمر ضرا ولا إضرارا بالعرب في فلسطين وفي المشرق العربي كله .

في تلك المرحلة كان زعماء الحركة الصهيونية  حريصين على ألا يذكروا كلمة  ” الدولة اليهودية ” .. وأصدروا تعليمات  مشددة إلى دعاة الصهيونية في شتى أرجاء العالم أن يتجنبوا تماما الحديث عن الدولة اليهودية وان يقولوا أن هذه مجرد فكرة ساورت عقل تيودور هيرتزل .. أما نحن فلا نريد إلا وطنا قوميا لليهود في فلسطين، التي ارتبطنا بها دينيا وروحيا منذ زمن طويل .

 

ما الذي جرى بعد ذلك ؟

 

.. يخبرنا التاريخ القريب بقيام دولة يهودية ألهوي والهوية وبات اليوم رئيس وزراء إسرائيل يدافع عنها ويطالب العرب والفلسطينيين بالاعتراف بهويتها اليهودية كشرط لأي مفاوضات سلام مستقبلية … دولة استولت بالسلاح والإرهاب منذ اليوم الأول على ثلثي فلسطين … ثم لم تلبث أن التهمت ما بقي من فلسطين  .. ثم حاولت مرات عدة  أن تستولي على بلاد أخرى واستولت مرتين على جزء كبير من مصر ،  واستولت وما تزال على منطقة هامة من سوريا واحتلت جزءا  كبيرا  من لبنان ،  وتحول المركز الديني الروحي الموهوم إلى قاعدة عسكرية مدججة بأخطر أنواع السلاح وبقوة نووية مدمرة ويمارس أهلها الحرب والقتل والعدوان والإرهاب .

وثيقة «العهدة العمرية»

ويحدث هذا في عصر فيه قانون دولي وفيه أمم متحدة  لها ميثاق يجرم  الاستيلاء على ارض الدول الأخرى بالقوة .. فما بالك بعصر الحروب الصليبية الذي لم يكن فيه قانون دولي ، ذلك أن الأوربيين لم يعرفوا القانون الدولي ، إلا بعد أن جاءوا إلى المشرق في تلك الحملات الصليبية المتتابعة واحتلوا البلاد الإسلامية .. وعرفوا من المسلمين أن شريعتهم أقامت قوانين للحرب وللسلام وعرف الأوربيين لأول مرة ” القانون الدولي ” الذي يتباهون به الآن” .

والشاهد أن ما فعلته  الصهيونية في أيامنا هذه فعلت مثله وأكثر منه حروب الفرنجة منذ تسعة قرون  فهلل تكون النتيجة الأخيرة مثلما كانت للغزوة   الأولى ؟

 

 

عن المسلمين والقدس

 

هل كان  حضور المسلمون في القدس حضورا عنصريا أم سلاميا إنسانيا ؟

الجواب يعود بنا إلى ما اصطلح على تسميته “بالعهدة العمرية ” والتي تدعونا للمقارنة اليوم بين ما فعله المسلمون منذ زمن طويل وما يفعله الإسرائيليون اليوم من تهجير قسري وتغيير جبري لهوية البلاد والعباد .

يقول  نص العهد العمري ” هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا اي ” القدس ” ،  وصفتها المدينة المرتفعة ، وأظنها علياء ” من الأمان .. اعطاهم الله أمانا  لأنفسهم وأموالهم …ولكنائسهم وصلبانها وسقيمها  وبريئها وسائر ملتها .. انه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ، ولا ينتقص منها ولا من حيزها ..  .. ولا من صليبهم .. ولا من شيء من أموالهم ..”.

ولا يكرهون على دينهم ولا يضار احد منهم .

ولا يسكن إيلياء  معهم احد من اليهود .

وهذا شرط اشترطه المسيحيون في القدس .

وعلى أهل ايلياء  أن يعطوا الجزية ، كما يعطي أهل المدائن وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص .. فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن أقام منهم فهو امن ، وعليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية “.

“ومن أحب من أهل ايلياء أن يسير بنفسه وماله من الروم ويخلي بينهم ” كنائسهم ” وصلبهم ، فأنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وعلى صلبهم حتى يبلغوا مأمنهم “.

” ومن كان فيها من أهل الأرض ” الزراع ” ، فمن شاء منهم قعد وعليه ما على أهل ايلياء من الجزية ، ومن شاء سار مع الروم . ومن رجع إلى أهله ” أي بعد خروجه ” ،  فانه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم “.

“وعلى ما في هذا الكتاب من عهد الله ، وذمة رسوله ، وذمة  الخلفاء  وذمة المؤمنين .. إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية “.

” كتب وحضر سنة خمس عشرة ” تقابل سنة 636 م “.

 

لمن  كانت القدس ؟

 

هل لو كانت في مدينة القدس وقت الفتح الإسلامي  معابد أو هياكل أو آثار يهودية هل كان هناك ما يدعو جنرالات إسرائيل أمثال موشي ديان، ويادين ـ،ووايزمان ،  وهرتزوج ، لان يتحولوا إلى علماء آثار يفتشون عن معابد يهودية قديمة أو هياكل يهودية بائدة دون أن نسمع حتى الآن أنهم وجدوا شيئا .

لو كان في القدس عندما دخلها المسلمون في السنة الخامسة عشرة من الهجرة معبد أو هيكل يهودي لأمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالإبقاء عليه بل لأمر بصيانته  ورعايته .. ولأمر بالمحافظة على نقوشه وما فيه من صور وصلبان وتماثيل .

فلم يكن هناك سبب ديني،  والدين هو الذي كان يحدد خطى المسلمين الأولى وأعمالهم في ذلك الزمان ،  يدعو إلى أن يفرق المسلمون بين كنائس المسيحيين ومعابد اليهود .. فهولاء وأولئك أهل كتاب ويساوى بينهم الإسلام في الحقوق والواجبات …. فإكراههم على الدخول في الإسلام محظور وحقهم في أن يعيشوا في المجتمع الإسلامي سالمين امنين مكفول .. هذا حق لليهود  وللمسيحيين على السواء تقابله واجبات أو واجبان  على وجه التحديد . هما واجب الجزية .. وواجب الامتناع عن إحداث فتنة عامة في المجتمع الإسلامي، لكي يعيشوا هم والمسلمون جنبا إلى جنب متفاهمين ومتعاونين .

وقد بقيت مدينة القدس من قبل الفتح الإسلامي وحتى يومنا هذا حافلة بالكنائس والمزارات والمقدسات المسيحية .. رعاها المسلمون أكمل وأفضل رعاية ، عند فتح الإسلامي وبعده بوقت طويل .. بل إن التاريخ  شاهد صدق  على أن المسلمين  زادوا عليها فوسعوا في أرضها واعلوا مبانيها وأنفقوا في سبيل هذا مالا كثيرا من خزانة الدولة الإسلامية .

 

مصلون يهود يرفعون التوراة أمام حائط البراق في القدس

 

اليهود 70 سنة فقط

 

ولعل التساؤل المهم ” الم يدخل اليهود مدينة القدس ؟ الم يقيموا فيها مملكة لهم ردحا من الزمن ؟

الإجابة التاريخية على هذا ، هي أن بني إسرائيل دخلوا القدس نعم ، سبعين سنة فقط  .. وهي فترة قصيرة جدا من تاريخ القدس الذي يضاهي في طوله تاريخ مصر ،  أقدم بلاد العالم .. والذي يتكون من مراحل طويلة ، كل مرحلة منها دامت مئات السنين .. فبعد المرحلة العربية الأولى التي جاءت فيها قبائل كنعان العربية، واستوطنت في فلسطين وزرعت أرضها وبنت فيها القرى ..  وهي مرحلة طويلة استمرت زهاء ألفين من السنين ..تعاقب على  غزو فلسطين وحكمها والإقامة فيها أمم عديدة …. هي أمم الأشوريين والبابليين والفرس والمصريين واليونان والرومان .. وقد أقام كل من هولاء  مرحلة تاريخية أطول من السنوات السبعين التي عاشها بنو إسرائيل في القدس . دون أن يدعي احد منهم ما تدعيه إسرائيل اليوم من أن لها حقها التاريخي في القدس وفي فلسطين جميعا .

بدأت تلك السنوات عندما دخل النبي داؤد القدس في سنة 1050 قبل الميلاد ، أو حول هذا التاريخ .. ولم يبن داؤد معبدا  ولا هيكلا في القدس .. فقد جاء في العهد القديم في سفر الأيام الأول ما يلي ” قال داؤد لسليمان : يا بني قد كان في قلبي  أن ابني بيتا لاسم الرب الهي .. فكان إلى كلام الرب قائلا : قد سفكت دماء كثيرة  وعملت حروب عظيمة  فلا تبني  بيتا لاسمي ، لأنك سفكت دماء كثيرة على الأرض أمامي .. هوذا يولد لك ابن اسمه يكون سليمان ” هو يبني بيتا لاسمي  ..” وظل داؤد يصلي  صلواته الخمس في خيمة من الشعر .

وبنى سليمان بن داؤد عليهما السلام المعبد .. وكان معبدا صغيرا ملحقا بالقصر الملكي وبابه مفتوح من جهة القصر لأنه خاص بالملك وحاشيته وزوجاته أو بعض زوجاته  لان بعضهن  الآخر لم يكن على دين سليمان وكن يتعبدن عبادتهن الخاصة ومنهن زوجته المصرية ابنة فرعون مصر التي كانت على دين آبائها .

 

 

إشكالية الهيكل  الاول

 

هذا المعبد يسمونه الهيكل الأول .. ولم يدم هذا المعبد طويلا ،  لان أولا داؤد وسليمان قد نشبت بينهم المنازعات والمناوشات فلم يستمروا في حكم القدس وفلسطين طويلا .. إذ أغار عليها المصريون من جانب ، والأشوريون من جانب ، وصارت المنطقة كلها منطقة معارك وحروب … خربت مدنها وشتت سكانها .. ثم ظهرت قوة كبيرة في الشرق هم البابليون .. فاقتحموا  المدينة سنة 587 م  .. ودخلها نبوخد نصر ملك بابل فاحرق الهيكل  وقوض أركانه وجدرانه وسبى جميع الرجال والشبان من كان منهم قادرا على حمل السلاح أو ماهرا في صنعته أو حرفته . ونقلهم جميعا إلى بلاده .

بقيت أورشليم مدينة مخربة تحت حكم البابليين فترة طويلة من الزمن ثم ظهرت قوة الفرس وملكهم قورش فأغار على أورشليم  فسمح لهم بالعودة  إلى أورشليم وبنى لهم فيها معبدا وهذا ما يسمونه بالهيكل الثاني .

وكما احرق الهيكل الأول ، احرق ودمر الهيكل الثاني وذلك عندما جاء  الإغريق وحكموا أورشليم . جاء الاسكندر المقدوني أولا وكان شابا مستنيرا تتلمذ على أرسطو وفلاسفة اليونان .. وكان يحلم بان ينشر حضارة اليونان في بلاد الشرق .. ولهذا استقبل في البلاد التي فتحها بشيء من الترحيب …

حدث هذا عندما جاء إلى مصر وحدث مثله عندما وصل جيشه إلى أورشليم .. فوجد أحبار اليهود في انتظاره مرحبين …. وأسرفوا في الترحيب فأعلنوا أن كل مولود يهودي في تلك السنة يسمى اسكندر .

وقد لاحظت عند إقامتي في مدينة نيويورك الأمريكية الشهيرة انتشار اسم الاسكندر بين اليهود هناك .. ولم أكن اعرف حينذاك لماذا يتسمى اليهود باسم يوحي صاحبه بأنه مسيحي . ثم قرأت فيما بعد بان هذا يرجع إلى الاسكندر  المقدوني ودخوله أورشليم وممالاة هولاء اليهود وإطلاق اسمه على أولادهم

لم يدم الود بين اليهود واليونان طويلا .. فجاء احد خلفاء  الإسكندر وأذل اليهود .. هدم الهيكل .. وأقام مكانه تمثالا لرئيس آلهة اليونان وأمر بان تذبح  في هذا المعبد الخنازير وحظر على اليهود الاختتان وأجبرهم على العمل يوم السبت .. وكانت عقوبة من يخالف هذا هي الإعدام .

 

 

دخول الرومان القدس

 

ظل الأمر هكذا حتى دخل الرومان مدينة القدس .. وكان هذا سنة 63 قبل الميلاد .. ورحب اليهود بالرومان مثلما رحبوا من قبل باليونان … فأقام الحاكم الروماني هيرودس معبدا كبيرا يسمونه  الهيكل الثالث .

لم يكن ذلك الهيكل الثالث معبدا يهوديا  وان كان يسمح لليهود بدخول بعض أرجائه .. بل كان معبدا رومانيا بني على الطراز الروماني وعلى مساحة تبلغ 20 فدانا .. وكانت الألعاب الاولمبية ومسابقات الاولمبياد تقام به . وكانت الحفلات الساهرة تقام به تكريما لضيوف المدينة من الكبراء .

ثم ساءت العلاقات بين اليهود والرومان .. فأمر الإمبراطور الروماني ” نيرون ” بان تحرق أورشليم كما أحرقت روما نفسها .. وتم هذا على يد احد القواد لرومان الذي أشعل النار في المدينة فظلت مشتعلة شهرا كاملا .. وأمر بهدم الهيكل الثالث فلم يبق منه إلا حائط .. ذلك هو حائط المبكى .. وذبح جنوده كل من وجدوه في المدينة من اليهود .. وكان هذا الأمر سنة 70 بعد الميلاد .

وقرر الحاكم الروماني إلغاء اسم أورشليم .. وأطلق على المدينة اسما جديدا فسماها ” ايليا كابيتولينا “.. وظلت تعرف بهذا الاسم  حتى دخلها المسلمون سنة 636 ميلادية .. لهذا نجد أن العهد العمري نص على انه عهد آمان لأهل ايلياء .

 

لماذا كل ما تقدم ؟

 

ربما لمواجهة الأكاذيب المنطلقة شرقا وغربا والتي تتمحور حول أن المسلمين اخذوا القدس واخذوا فلسطين  من اليهود  واستولوا على هذه المدينة  وحكموها قرونا عديدة … ثم نهض اليهود من سباتهم  واستبدلوا بضعفهم القوة والسلاح واستردوا من المسلمين بلدهم اليهودي ومدينتهم اليهودية .

والإشكالية الكارثية حول العالم أن التكرار والإلحاح  يوما بعد يوم وسنة بعد سنة جعلا الأكذوبة الكبرى تبدو وكأنها حقيقة  أو كأنها شيء قابل للتصديق …وها هي المؤامرات مستمرة على الأقصى من جهة وعلى المدينة المقدسة من جهة ثانية وفي غمرة الضوضاء الشرق الأوسطية الآنية ويخشى المرء  أن يكون الاسوا في الانتظار.

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]