إميل أمين يكتب: هل نجحت زيارة كوهين لواشنطن؟

لعلها مرة من المرات القليلة، التي تختلف فيها الولايات المتحدة الأمريكية، خلافا جذريا مع دولة إسرائيل، فقد أضحى الملف النووي الإيراني حجر عثرة بين الجانبين، لا سيما مع إصرار إدارة الرئيس بايدن على التوصل إلى اتفاق جديد، يعيد إحياء صفقة العام 2015 لصاحبها باراك أوباما.
تدرك إسرائيل عن بكرة أبيها النوايا الإيرانية التي تتخفى وراء التقية المشهورة والمعروفة بها، وتتمثل مقاصد الملالي في حيازة السلاح النووي من دون أدنى شك، ومن ثم اعتبارها الرقم الصعب في معادلة الخليج العربي من ناحية، والشرق الأوسط برمته من ناحية ثانية، وفي ذهن حراس الثورة الإيرانيين الوصول إلى وضع المكافئ الموضوعي لدولة إسرائيل، وتلك مرحلة لا يمكن بلوغها الإ من خلال حيازة أسلحة الدمار الشامل، عطفا على بناء ترسانة من الأسلحة التقليدية.
نجح الإسرائيليون من قبل في الحصول على آلاف الوثائق التي تبين تهافت التصريحات الإيرانية الرسمية عن سلمية برنامجها النووي، وهو أمر أكدته وكالة الطاقة الذرية أكثر من مرة، ومع ذلك يصر الرئيس بايدن على المضي قدما عبر مفاوضات فيينا العبثية، بهدف تليين عريكة الإيرانيين، وهو غالبا ما لن يحدث.
يتساءل المراقبون للمشهد الأمريكي الإيراني: “ما الذي يدفع الرئيس الأمريكي بايدن وإدارته الديمقراطية للسعي الحثيث وراء الإيرانيين؟
تبدو عيون وآذان واشنطن وتل أبيب في طهران ومن حولها ما أكثرها، والداخل الإيراني متشظي، وتكاد الانقسامات تأخذه إلى مصير مظلم، لا سيما وأن إيران حتى الساعة وبعد أربعة عقود من ثورتها، غير قادرة على تحديد ما إذا كانت دولة أم قضية.
من هذا المنطلق ربما يعتقد بايدن وجماعته أنها لحظة مناسبة لإقتناص إتفاق جديد من الإيرانيين، لكن يفوته أنها دولة ثيؤلوجية، دينية، دوجمائية الهوى والهوية، تفكر بعقلية الحقيقة المطلقة، ما يعني أنها لا تؤمن بفلسفة المؤامات، فإما أن تفوز بكل شيء أو لا شيئ، ولهذا تتمترس وراء طلبها الخاص برفع العقوبات الأمريكية والأوربية دفعة واحدة، قبل أن تقبل بإتفاق جديد.
يدرك الإسرائيليون أن الهدف البعيد للولايات المتحدة الأمريكية يتجاوز إيران، إلى حدود ما هو أهم وأخطر، أي الصراع القطبي مع الصين بنوع خاص، ومحاولة تحييد روسيا ما إستطاعت واشنطن إلى ذلك سبيلا.
سعي الولايات المتحدة الأمريكية الدؤوب، مؤطر برؤى المحافظين الجديد حتى الساعة، ووثيقتهم الشهير المعروفة بأسم،” القرن الأمريكي “، للعام 1997، وهي بإختصار غير مخل فكرة شمولية هدفها جعل القرن الحادي والعشرين قرنا أمريكيا بإمتياز، وقطع الطريق على أي كيانات أممية أخرى يمكنها أن تشارك واشنطن الهيمنة على العالم.
الاسرائيليون لا يقيمون وزنا في واقع الحال الإ لصالحهم ومصالحهم، وهم يرون في قنبلة إيران النووية تهديدا مصيريا ربما يفوق في كارثيته الهولوكوست النازي، ولهذا تبدو تل أبيب وواشنطن على مفترق طرق، وبخاصة بعد عملية ناطنز الأخيرة، فعلى الرغم من أن إسرائيل لم تعلن عن مسؤوليتها، الإ أن إدارة بايدن وجهت لنتانياهو وصحبه رسالة شديدة اللهجة تطالبهم بعدم محاولة تخريب مباحثات فيينا الدائرة في الوقت الحاضر.
في هذا الإطار جاءت زيارة فريق إسرائيلي إلى واشنطن الأيام القليلة الفائتة، وفي مقدمة الوفد يجيء، يوسي كوهين، مدير الإستخبارات الخارجية الإسرائيلية، الموساد، ومعه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات.
ما الذي دار في حوارات الوفد الإسرائيلي في واشنطن ؟
حكما لن يكون من اليسير معرفة ما جرى، وما ستجري به المقادير ما بين واشنطن وتل أبيب، غير أن هناك ملاحظة لا تفوت أي باحث في الشأن الأمريكي، وهي صدور تقرير لجنة الإستخبارات الخارجية في مجلس الشيوخ،والذي يتناول التهديدات التي تتعرض لها الولايات المتحدة، وقد جاء في صدارة التقرير الإعتراف بأن إيران هي التهديد الأكبر والأخطر.
يتساءل البعض :” هل هي مصادفة قدرية أم موضوعية أن يخرج هذا التقرير في مثل هذا التوقيت، حيث الحوار الأمريكي الإيراني بوساطة أوربية في فيينا ؟
المؤكد أن هناك من يحاول في الداخل الأمريكي من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء أن ينبه الرئيس بايدن إلى الخطر القادم من جهة إيران وهي البارعة في تسويف الوقت، وملء مربعات النفوذ، وتغيير الولاءات، بل والعزف على المتناقضات، كما الحال في عقد إتفاق شراكة طويل المدى مع الصين بهدف لا يغيب عن العقول والعيون، أي الكيد السياسي لواشنطن، والإختصام من نفوذها في الخليج العربي والشرق الأوسط.
هنا يبدو من الواضح أن اصدقاء إسرائيل لا سيما من الجمهوريين الذين وجهوا رسالة لوزير الخارجية بلينكن تحمل مخاوف واضحة من أي إتفاقية منقوصة مع إيران، قد حركوا المياه الراكدة في العاصمة واشنطن.
في الثالث من مايو الجاري، كان موقع ” أكسيوس ” الأمريكي الشهير، ينقل عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أخبر يوسي كوهين، أن الطريق الأمريكي إلى إتفاق جديد مع الإيرانيين طويل ما يجعل المرء يعتقد أن كوهين ربما قدم لبايدن أدلة ملموسة جديدة تؤكد نوايا إيران الحقيقية، وهناك من يذهب إلى أن تل أبيب ربما ألمحت من طرف خفي إلى نوايها الخاصة بالإنتهاء من البرنامج النووي الإيراني حتى لو كلف الأمر إشعال المنطقة برمتها وإدخالها في حرب لا تبقي ولا تذر.
إلى أين تمضي العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ؟
الضباب يخيم فوق الإجابة، وغدا لناظره قريب.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]