إميل أمين يكتب: واشنطن – تل أبيب.. والاستراتيجية المشتركة

إميل أمين

 على الرغم من كل الخلافات التي طفت على السطح مؤخرا  بين واشنطن وتل أبيب، لاتزال العلاقة العضوية بين البلدين قوية، وتصل إلى درجة التنسيق المشترك بين الجانبين، وبخاصة حين تدلهم الخطوب، ويلوح الخطر في الآفاق.

ما جرى ويجري بين أمريكا وإسرائيل في الأيام الأخيرة، يؤكد من جديد على أن الأخيرة لا تزال الطفل المدلل الذي لا يرفض له طلب، فبعد تمنع قصير عن تزويد الجيش الإسرائيلي بأسلحة ومعدات متقدمة، وافقت واشنطن على صفقة تتجاوز الثلاثة مليارات دولار، متنوعة ما بين طائرات هليكوبتر، وأخرى بوينج خاصة للتزود بالوقود في الجو، وربما غيرها مما لا نعلم، ومنها على سبيل المثال قنابل الأعماق، والمثير جدا أن تل أبيب لم تدفع في الصفقة برمتها فلسا واحدا، إذ جاءت كلها  من صناديق المعونة الأمريكية.

ولعل الموافقة على طلبات وفد المشتريات الإسرائيلي، جاءت بعد زيارة مستشار الأمن القومي، جاك ساليفان إلى  إسرائيل، تلك الزيارة التي فتحت أبواب التساؤلات عما إذا كان الهدف من الزيارة هو التنسيق العسكري لمهاجمة إيران، إذا وصلت  المفاوضات في فيينا إلى طريق مسدود، أو العكس تماما تحذير إسرائيل من الإقدام على مثل تلك الخطوة، والتي يمكن أن تعيق حسابات واشنطن في الشرق الأوسط والخليج العربي أول الأمر من جهة، وتعطل سعيها الأهم في شرق آسيا لمواجهة ومجابهة الصين وروسيا من ناحية أخرى.

غير أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، والتي أوردتها صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، تكاد تقطع بأن واشنطن  تفكر في استخدام تل أبيب كذراع طويلة، ضمن حرب بالوكالة.

ذهب لابيد إلى أن بلاده لديها قدرات لا يتخيلها العالم لمواجهة  المنشآت النووية الإيرانية، عطفا على اقتنائها أسلحة أمريكية  جديدة لمواجهة التحديات المستقبلية.

هنا وإذا جنبنا الترسانة النووية الإسرائيلية، فإن تل أبيب تبدو في حاجة إلى التكنولوجيا العسكرية الأمريكية المتقدمة، ما يعني أن تصريحات لابيد ليست سوى جزء من الحرب النفسية ضد إيران، غير أن ما يلفت الانتباه، وقد يكون من باب المناورة، تأكيده على أن إسرائيل لن تنتظر الإذن من أحد للدفاع عن أمنها، في إشارة لا تخطئها العين  لفكرة المشروطية الأمريكية التي ترتبط عادة ببيع الأسلحة المتقدمة إلى أي دولة في العالم.

خلال زيارة ساليفان الأخيرة لإسرائيل، وقد جرت في وقت  أعياد الميلاد، ما يعني أن رجل البيت الأبيض القوي، قد حمل توجهات عاجلة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيت، تقول إنه خلال الزيارة  كان من الواضح أن تنسيقا ما يجري لبلورة نوع جديد من الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين، إستراتيجية تشمل الجناحين السياسي والعسكري، بل إن ما تسرب من أنباء للصحافة الأمريكية يؤكد على أن واشنطن بالفعل تخطط وعند مرحلة معينة لقيام إسرائيل بعمل ما بالوكالة تجاه منشآت إيران النووية، ولعلمها بأن تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية، حكما سوف تتعرض لوابل من الصواريخ الإيرانية مباشرة، وغيرها من ميليشيات حزب الله في لبنان، فإنها تعهدت بإعادة بناء كل ما سوف يتهدم في المواجهة القادمة.

في زيارة ساليفان، طرحت مخاوف إسرائيل من أن تكون خطة الرجل في طريقها إلى الأمام بالفعل، وقد تردد أن ساليفان يود تجنيب بلاده خطر المواجهة العسكرية مع إيران وذلك من خلال الترويج لاتفاق جزئي ومؤقت مع نظام الملالي، اتفاق ينص على مبدأ “القليل مقابل القليل”.

ليس سرا القول إن الإسرائيليين ينظرون إلى ساليفان بوصفه الرجل الجاد والمحنك، بل ربما الأقوى في إدارة جوزيف بايدن، ولهذا يتحسبون لتوجهاته، ويزنون بميزان دقيق جدا  رؤاه في الملف الإيراني، وما إذا كانت تتوافق مع أهداف واستراتيجيات إسرائيل بعيدة المدى أم لا.

حكما يبدو اليقين الإسرائيلي هو أن طهران تراوغ وتكتسب المزيد من الوقت، هذا في الوقت الذي تضيف إلى خبراتها خبرات، وتقطع أشواطا لن تعود بعدها إلى الوراء على صعيد إنتاج سلاحها النووي، الأمر الذي يمثل بالنسبة للإسرائيليين خطرا داهما في الحال، ورفاهية قاتلة في الاستقبال لا يقدرون على تحمل أكلافها.

ترى بعض الأصوات أن جزءًا من استراتيجية ساليفان تمثل في تطمين تل أبيب من خلال تزويدها بالأسلحة الحديثة التي تجعلها قادرة على القيام بما يتوجب القيام به في لحظة النهاية، وهذا ما ألمح إليه وزير الدفاع الإسرائيلي، بني غانتس الذي اعتبر الصفقة الأخيرة لبنة مهمة بهدف مواصلة تعزيزأوضاع سلاح الجو الإسرائيلي.

تمتلك إسرائيل قوة جوية ضاربة تتمثل في 595 طائرة حربية تجعلها في المرتبة رقم 19 عالميا بحسب ما هو منشور عبر موقع “غلوبال فاير باور” الأمريكي، بما فيها أحدث ما في الترسانة الأمريكية (إف -35)، وربما هذا ما دفع  تومر بار، قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجديد، إلى التصريح لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، بأن “بلاده قد تنجح في ضرب برنامج إيران النووي غدا، إذا لزم الأمر”.

هل هناك الجديد الذي أدركته واشنطن متأخرا عن علاقتها مع  تل أبيب؟

القصة باختصار، إسرائيل راهنت على الدعم الأمريكي، وهي تعلم أنه دعم عقدي دوجمائي، لابد وأنه سيتغير بمرور الأيام، وها هي الإرهاصات تتضح في سماوات الإمبراطورية المنفلتة.

فيما واشنطن تبدي مخاوف جذرية من تطورات المشهد الإسرائيلي الصيني، والتشابكات والتقاطعات مع إستراتيجيات الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين.

ماذا يعني ذلك؟

بلاشك، سوف تضحى إيران نقطة مفصلية في تاريخ العلاقات بين البلدين، وهو أمر سوف يتضح عما قريب ولن يطول الانتظار.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]