«إندبندنت»: تأثير واشنطن وموسكو في سوريا أقل بكثير مما تعتقد الدولتان

قال الكاتب باتريك كوكبرن، في مقال نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية، أنه على الرغم من المفاوضات التي استغرقت قرابة 10 أشهر ما بين الولايات المتحدة وروسيا، أكبر لاعبين في الصراع السوري، فإن اتفاق وقف إطلاق النار على وشك الانهيار، ما يؤكد أن تأثير واشنطن وموسكو في سوريا أقل بكثير مما تعتقد الدولتان. 

وانتقد كوكبرن الغارات الأمريكية التي قصفت يوم السبت الماضي موقعاً عسكرياً بالخطأ لجيش النظام السوري في مدينة دير الزور السورية؛ إذ كانت تعتقد أنه معقل لمقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، واصفاً إياه بأنه “خطأ مأسوي” أسفر عن مقتل أكثر من 60 جندياً وإصابة 100 آخرين من قوات الجيش النظامية التي كانت تقاتل الداعشين في منطقة يُطلق عليها اسم جبل ثردة بالقرب من مطار دير الزور. ومنذ أكثر من عام يضع داعش مدينة دير الزور تحت الحصار ويحتجز داخلها ما يقرب من 110 آلاف نسمة من المدنيين السوريين. 

ويرى كوكبرن، أن هذا الخطأ والخسائر الفادحة لجيش النظام السوري يجسدان الإخفاق المستمر في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا يوم 10 سبتمبر/ أيلول، والذي كان يهدف بالأساس إلى وقف إطلاق النار في سوريا وإتاحة دخول قوافل المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة إلى المناطق المحاصرة من دون عوائق، فضلاً عن شن غارات جوية مشتركة (أمريكية – روسية) ضد داعش وكذلك جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة التي أطلقت على نفسها اسم جبهة فتح الشام، ولكن للأسف لم يتحقق من تلك الأشياء سوى أن الاتفاق بات على وشك الانهيار بشكل متزايد. 

والأسوأ من ذلك، بحسب كوكبرن، أن الولايات المتحدة وروسيا تتبادلان الاتهامات في مجلس الأمن، إذ تتهم روسيا الولايات المتحدة بالتواطؤ مع داعش، بينما وصفت الولايات المتحدة روسيا بأنها “انتهازية” وتستغل الخطأ الذي اعتذرت عنه الولايات المتحدة فعلاً لمصلحتها. وينقل كوكبرن عن أحد المسؤولين بوزارة الخارجية الروسية قوله إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي استغرق 10 أشهر من المفاوضات بين أكبر لاعبين في الصراع السوري (الولايات المتحدة وروسيا) قد أوشك على الانهيار. 

ويقول كوكبرن: “من المفترض أن أهمية وقوة هذا الاتفاق تنبعان من أنه جرى وضعه من قبل الولايات المتحدة (القوة العظمى الوحيدة في العالم) وروسيا التي تطمح إلى استعادة مكانتها السابقة، وكان يتعين على الدولتين أن تؤثرا على الحلفاء والوكلاء لتنفيذ وقف إطلاق النار، ولكن للأسف لم يحدث ذلك حتى الآن. ولم تتوقف الاشتباكات المسلحة العديدة، كما أن 40 شاحنة تحمل المستلزمات للمدنيين السوريين (المحاصرين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق مدينة حلب) الذين تتراوح أعدادهم ما بين 250 و 275 ألف نسمة، لا تزال عالقة على الحدود التركية. وعلاوة على ذلك، من المفترض أن تنفصل جماعات المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة عن جبهة النصرة من الناحية الجغرافية، ولكن هذا لم يحدث”. 

المصلحة في استمرار الحرب 

أما أوجه القصور في الاتفاق، برأي كوكبرن، فتتمثل في افتقاره إلى أي آلية للتنفيذ باستثناء الموافقة القسرية أو حسن النوايا للأطراف المشاركة في الصراع السوري، مشيراً إلى أن “حسن النوايا” على وجه الخصوص من أكثر الأشياء المفقودة دوماً في سوريا؛ لاسيما أن الكثير من اللاعبين (سواء الإقليميين أو المحليين) لديهم مصلحة في استمرار الحرب حتى مع نفاقهم وتظاهرهم بالعكس، ومن غير الواضح حتى الآن مدى قدرة الولايات المتحدة وروسيا على إجبار حلفائهم على الالتزام بما يتم الاتفاق عليه. 

تداعيات الانتخابات الرئاسية الأمريكية

ويلفت كوكبرن إلى أن الولايات المتحدة قادرة على الضغط على المعارضة السورية للالتزام بوقف إطلاق النار اعتماداً على حلفائها في الخارج، بيد أن هذا الأمر ليس كافياً في ظل تداعيات الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي سوف تنطلق في أقل من شهرين والتي ربما تقود إلى سياسة جديدة إزاء سوريا. أما الإدارة الأمريكية الحالية فإنها لا تعاني فقط من الفشل في أواخر أيامها ولكنها أيضاً منقسمة بشأن مزايا الصفقة مع روسيا.
ويشير كوكبرن إلى أن نجاح هذه الصفقة يصب في مصلحة روسيا، ولكنها تواجه صعوبة في إجبار بشار الأسد على الانصياع لرغباتها حتى مع أن الأخير يعتمد على روسيا كلياً من الناحية العسكرية. 

وفي الوقت الراهن لا يمكن التكهن بالقوة السياسية والعسكرية الفعلية للقوى المتنافسة في الشرق الأوسط، بحسب كاتب المقال، وبخاصة أن إخفاق الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق (رغم تدخلها العسكري) قد أدى إلى تراجع الفكرة التي كانت سائدة من قبل في منطقة الشرق الأوسط حول السلطة الأمريكية المطلقة، وحلت محلها فكرة أخرى عن ضعف الولايات المتحدة. أما روسيا (الداعم الرئيسي الخارجي لبشار الأسد) فقد بدأت تتصرف على أنها قوة عظمى من جديد.

ويلفت كوكبرن إلى أن الصراع في سوريا مستمر منذ فترة طويلة وبات مستعصياً على الحل، وهو الثمن الذي يتم دفعه مقابل الطريقة السيئة التي تم التعامل بها مع الصراع منذ 2011، ومن ثم فإن إخماد الحرائق التي جرى السماح لها بالخروج عن السيطرة طوال خمس سنوات سوف يستغرق وقتاً طويلاً، لافتاً إلى أن الاتفاق الأمريكي- الروسي كان أول محاولة جادة للحد من أعمال العنف، فضلاً عن أن أطراف الاتفاق هما اللاعبان الوحيدان القادران على إنهاء هذا الصراع. 

ويشير كوكبرن أيضاً إلى أن هذا الاتفاق موجه أيضاً ضد جبهة النصرة؛ إذ يطالب المعارضة المسلحة “المعتدلة” بالانفصال عن الجهاديين، ولكن إذا كانت المعارضة المسلحة تهيمن عليها الجماعات الإرهابية مثل داعش والنصرة، وكان ما يُطلق عليه المعارضة “المعتدلة” مجرد خرافة، فإن تلك الجماعات الإرهابية سيكون لديها الحافز للتأكد من فشل اتفاق وقف إطلاق النار، وفي هذه الحالة سيكون البديل الوحيد، برأي كاتب المقال هو “المزيد من الموت والدمار لسوريا والدول المجاورة لها”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]