إنزال المساعدات الفرنسية على غزة.. تغير في موقف باريس أم محاولة لحفظ ماء الوجه؟

للمرة الثانية نفذت فرنسا بالمشاركة مع الأردن، عملية إسقاط جوي لإٌمدادات إنسانية في قطاع غزة، صباح أمس الإثنين 6 فبراير/ شباط.. وتستكمل هذه العملية عمليّة أخرى مشتركة أجرتها فرنسا والأردن في 4 يناير/ كانون الثاني الماضي 2024.. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الثلاثاء، إن باريس تحشد كلّ جهودها بغية مساعدة السكان المدنيين في قطاع غزة، بالتنسيق الوثيق مع شركائها الأساسيين.

وأفادت الخارجية الفرنسية في بيان رسمي لها، بأنها كثّفت والأردن تعاونهما في المجال الإنساني بالتنسيق مع شركاء دوليين آخرين بغية توفير دعم جوهري إلى سكان قطاع غزّة في إطار حالة الطوارئ الإنسانية المطلقة.

 

ماكرون يغرد بالعربي

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد غرد باللغة العربية على موقع إكس، قائلا: «يحتاج سكان قطاع غزّة إلى مساعدات إنسانية هائلة، ويجب فتح جميع المعابر في أسرع وقت ممكن.. إن فرنسا والأردن أجرتا عملية إسقاط جوي جديدة للمساعدات الإنسانية بصورة مباشرة في قطاع غزّة».

التطورات الأخيرة التي تبدو وكأنها تعكس تغيرا في الموقف الفرنسي تجاه الأوضاع المأساوية في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، تطرح التساؤل: هل تغير موقف فرنسا من الحرب الإسرائيلية في غزة.. أم أنها محاولة لتجميل الصورة وحفظ ماء الوجه، بعد الانتقادات الموجهة لمواقف فرنسا ورئيسها المنحازة للعدوان، وفي ظل التوتر والانقسام اللذين يسودان المجتمع الفرنسي حول هذه الحرب؟.

 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بجوار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - رويترز
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بجوار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – رويترز

موقف راديكالي مع إسرائيل عقب هجوم 7 اكتوبر/ تشرين الأول

وكان ماكرون من أوائل القادة الغربيين، الذين زاروا تل أبيب، حيث عبّر بوضوح عن «تضامن فرنسا الكامل» مع إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.. ولم يكتفِ الرئيس الفرنسي بزيارة إسرائيل، بل دعا إلي تشكيل تحالف دولي ضد حماس، علي غِرار التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا!! وقد سبقت الزيارة الرئاسية بيومين زيارة رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية يائير برون بيفيه، التي رافقها فيها رئيس حزب الجمهوريين اليميني إريك سيوتي، والنائب عن الفرنسيين بالخارج مائير حبيب وماتيو لوفيفر من حزب النهضة الحاكم، وقد عبّرت فيها عن الدعم والتأيد المطلق لإسرائيل، وتأكيدها أن لا شئ يمْنّع إسرائيل من الدفاع عن نفسها.

التركيز بشكل رئيسي على الوضع الإنساني في غزة

موقف الرئيس الفرنسي، أصبح محددا اليوم بأنه يركز بشكل رئيسي على الوضع الإنساني في غزة، خاصة أنه نظم مؤتمرا دوليا حول هذا الأمر في باريس قبل 3 أشهر، ربما يكون قد أثر على موقف فرنسا الرسمي، كما يبدو أن الوضع الداخلي في فرنسا له تأثير أيضا، حيث تنطلق تظاهرات حاشدة ضد حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

 

تأثير رسالة سفراء فرنسا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

والتأثير الثالث ربما كان من رسالة وصلت إلي الرئيس الفرنسي ماكرون عبّر وزارة الخارجية، في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقعها عدد من سفراء فرنسا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتضمن انشقاقاً واضح عن انحياز فرنسا لإسرائيل، في موقف مناهض للموقف التاريخي لفرنسا من الصراع العربي الإسرائيلي، وأن محاوريهم في الشرق الأوسط يرون أنهم – أي الفرنسيين يخونون أنفسهم، وأن هناك تناقضا بين خطابهم المبني علي القيم الإنسانية وموقف الإدارة الفرنسية من الصراع الدائر في غزة، وهو ما أعطي صورة سيئة لفرنسا في العالم العربي، حيث تُتَهم بالاشتراك في عملية الإبادة التي تقوم بها إسرائيل، لذلك يحذر دبلوماسي لصحيفة الفيجارو من أزمة ثقة مع فرنسا قد تستمر طويلاً.

نتج عن هذه الرسالة تحول واضح في تغيّر اللغة الخارجية من دعم مطلق لإسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس إلي الدعوة إلي حماية المدنيين واحترام القانون الدولي، والتشديد علي مبدأ حل الدولتين والمبادرة التي أقرها العرب في قمتهم في بيروت 2002, وإقامة الدولة الفلسطينية ضمن حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، كذلك الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار بدلا من المطالبة بهُدنْ إنسانية من قبل.

أسباب ودوافع وراء الموقف الفرنسي

الموقف الفرنسي ربما يرجع لاعتبارات داخلية تتعلق بالمخاوف من اندلاع مظاهرات وأعمال شغب في فرنسا، بحسب مركز رع للدراسات الاستراتيجية، كذلك ربما جاء موقف الرئيس ماكرون بسبب الضغوط الهائلة التي تمارسها منظمات وأعضاء برلمانين أو أنه تلقي معلومات من المؤسسات الفرنسية بأن التوتر والانقسام اللذين يسودان المجتمع الفرنسي ربما ينفجران في المجتمع الفرنسي عامة وأحياء المهاجرين علي وجه الخصوص، ورأي بعض السياسيين الإسرائيليين أن عدم وجود سفير لإسرائيل في باريس منذ ما يقرب من تسعة أشهر كان من أسباب تغير الرأي العام الفرنسي تجاه إسرائيل وأنه يجب إرسال سفير ذي خبرة ويجيد الفرنسية بشكل مميز، ويتحدث بصورة متواصلة مع طبقات وفئات المجتمع الفرنسي، إذ يجب في كل الأحوال، وأي كان سبب التغير ألا تتنازل إسرائيل عن دولة مثل فرنسا.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]