مما لا شك فيه أن صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروربي جعلت البعض يفكر في التوجهات التى أصبحت تشكل السياسات في أوروبا، فمع قدرة الحشد للتصويت بالخروج التي استطاع أن ينفذها زعماء اليمين المتطرف في بريطانيا، علينا أن نلتفت للتقدم الملحوظ الذي باتت تلك الأحزاب تستطيع تحقيقه.
نايجل فاراج أبرز قادة حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، وهو رئيس حزب الاستقلال اليميني المتطرف، والذي أحرز نتائج عالية في الانتخابات المحلية.
خرج نايجل عقب ظهور نتيجة التصويت في الاستفتاء، والتي جاءت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروربي، قائلا: «إن الشمس أشرقت اليوم على بريطانيا»، «وأننا يمكن أن نطلق على هذا اليوم.. يوم الاستقلال».
ونشرت صحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية، «إنفوجرافيك» يوضح مدى تقدم تلك الأحزاب المتطرفة في بلدان أوروبا وتقدمها عبر السنوات.
بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد، قامت أحزاب اليمين المتطرف في باقي بلدان أوروبا بالدعوة للقيام باستفتاءات مماثلة للمطالبة بالخروج من الاتحاد الأوروبي، ما يطرح تسائلا عما يمكن أن تقوم به هذه الأحزاب من سياسات في المستقبل.
ففي فرنسا تقدم حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف، والذي ترأسه ماريان لوبان، وحقق الحزب في الانتخابات المحلية الاخيرة انتصارا مذهلا، وتخوض لوبان الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017، ومن المتوقع ان تكون فرصتها في الفوز كبيرة.
تصاعدت شعبية أحزاب اليمين المتطرف في فرنسا، بعد الهجمات التي تعرضت لها العاصمة باريس في 13نوفمبر/ تشرين الثاني، وازدادت نبرة العداء اتجاه المهاجرين واتجاه العرب والمسلمين بشكل خاص.
ومن المعروف أن لوبان من المناصرين لفكرة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وهي من المطالبين بإجراء إستفتاء مماثل في فرنسا، فبعد أن ظهرت نتائج الاستفتاء البريطاني، غردت لوبان على صفحتها الشخصية على موقع تويتر قائلة «انتصار الحرية.. كما أردتها منذ سنوات وباقي دور فرنسا وباقي الدول الأوروربية»
Victoire de la liberté ! Comme je le demande depuis des années, il faut maintenant le même référendum en France et dans les pays de l’UE MLP
— Marine Le Pen (@MLP_officiel) June 24, 2016
وفي هولندا تصاعدت الدعوات للانفصال عن الاتحاد الأوروبي أيضا، وقال زعيم حزب «الحرية» اليميني المتطرف، غريت فيلدرز عقب ظهور نتائج استفتاء بريطانيا، «حان الدور على هولندا الآن»، وذكر فيلدرز أن ملف الاستفتاء سيكون سائدا، في الانتخابات العامة التي ستشهدها هولندا العام المقبل.
أما في اليونان فقد صعد حزب «الفجر الذهبي»، والذي تأسس عام 1980، من جديد في المشهد السياسي، وهو الحزب الذي تصفه مفوضية مجلس أوروبا لحقوق الإنسان بأنه «النازيين الجدد».
الفجر الذهبي فاز بـ18 مقعدا في الانتخابات البرلمانية التي جرت سبتمبر/ آيلول الماضي، وينظم ذلك الحزب تظاهرات في المناطق التي يعيش فيها فيها اللاجئين مطالبين بخروجهم من البلاد، ويحذرون دوما ما يطلقون عليه «أسلمة اليونان».
بينما حقق حزب «البديل من أجل ألمانيا» الألماني، تقدما وصل إلى نسبة 12% في البرلمان الحالى، بعدما كانت نسبة نجاحه في عام 2013، لم تتخطى الـ5%.
شعبية الحزب ظهرت بقوة بعد الاعتداءات الجنسية ليلة رأس السنة الجديدة في كولونيا، والتي نسبت إلى شبان عرب من اللاجئين.
وقالت فروك بيتري زعيمة الحزب، أن الحزب سيتبنى سياسة جديدة شعارها «الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا»، ويدعو لفرض حظر على بناء المساجد، وقال بيتري «إن تأمين الحدود قد يحتاج لتحويل البنادق باتجاه من يعبر الحدود بطريقة غير شرعية».
«ديمقراطيو السويد» هو الحزب اليميني المتطرف بالسويد، والذي تصل جذوره إلى الحركة البيضاء، فاز الحزب بـ 13% من الاصوات في الانتخابات التي جرت سبتمبر/ آيلول 2014، وحصد بموجبه 49 من 349 مقعدا في البرلمان.
وفي أغسطس/ آب 2015، أظهرت استطلاعات الراي أن حزب «ديموقراطيو السويد» هو الأكثر شعبية بين جميع الأحزاب.
وحصل الحزب على تاييد ربع الناخبين بنسبة 25,2% في استطلاع أجراه معهد يوغوف ونشرته صحيفة مترو اليومية، متخطيا حزب رئيس الوزراء ستيفان لوفين «الاشتراكيون الديموقراطيون» الذي حصل على 23,4%.
ويدعو الحزب لتقييد الهجرة بشدة، ويعارض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، ويطالب باستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي.
أما في بولندا فاليمين المتطرف أحرز تقدما ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث نجح حزب «القانون والعادلة» في العودة إلى الحكومة بعد فوزه ب39% من أصوات الناخبين خلال الإنتخابات البرلمانية لعام 2015.
فاز الحزب بالسلطة لأول مرة عام 2005، واصبح ليخ كاتينسنسكي رئيسا لبولاندا، وفي عام 2010، توفي كاتشينسكي وعدد كبير من القيادات العليا في بولندا جراء تحطم طائرة خلال هبوطها في مطار قرب سمولينسك في روسيا.
وفي المجر تنامت قوة حزب «يوبيك» اليمين المتطرف،فاز الحزب في الانتخابات المحلية الخيرة بنسبة 20،3%، وهو من أكثر الأحزاب شعبية في بلدها، وأحد أكثر الحركات اليمينية تطرفًا.
الحزب يرفض العولمة والرأسمالية، ويرفض عضوية الاتحاد الأوروبي، ويعتبر المجر والعرق المجري منحدرًا من العرق الأورالي-الألطي المعروف بالطوراني في آسيا الوسطى وبالتالي ترى أنه غريب عن بقية الثقافات الأوروبية، كما انه معاديا لليهود ولأقلية الروما الإثنية الموجودة في المجر، ويستخدم الأزياء النازية بشكل متكرر، علاوة على أن زعيم الحزب، جابور فونا، قد ساهم في تأسيس ميليشيا «ماجيار جاردا» المحظورة لحماية التقاليد المجرية.
