شارك سكان مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في لبنان، اليوم السبت، في تشييع جثمان، الشاب عبد العال عبد العال، أحد ضحايا غرق قارب يحمل على متنه مهاجرين غير شرعيين قرابة السواحل السورية.
وتسود حالة من الغضب في المخيم جراء الأوضاع الصعبة التي يعيشها السكان، إذ يفتقد الأهالي الخدمات والاهتمام اللازم.
وقال عضو اللجنة الشعبية في مخيم نهر البارد بلبنان، خالد فريجة، إن سكان المخيم يعيشون مأساة حقيقية، مشيرا إلى أن موجات الهجرة غير الشرعية من المخيم هي نتاج الضغط الاقتصادي على المخيم، خصوصا في ظل ما وصفه بـ”تهرب الأونروا من مسؤولياتها”.
وأضاف فريجة، في تصريحات لمراسلة الغد بالمخيم، أنه من المفترض على منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” المساهمة في عمل قرابة 90% من العمالة في المخيم، إلا أن من يعمل الآن يصل إلى قرابة 15% لإلغاء بند “عمل أبناء نهر البارد”، كما تم تقليص خدمات الأونروا وعدم تقديم مساعدات لإعانة العائلات الفلسطينية.
وأشار إلى أنه يمنع على الفلسطينيين العمل بأية مهنة موجودة في لبنان، مؤكدا أن مخيم نهر البارد له خصوصية تختلف عن باقي المخيمات، وأن غرق المركب الأخير هو نتاج الضغط على المخيم من جميع النواحي، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو غيرها، لافتا إلى أن المياه متاحة لمدة ساعة واحدة يوميا فقط لسكان المخيم.
وأكد فريجة أن الشباب يهرب من المخيم نتيجة الألم الشديد، منوها بأن قوارب الهجرة غير الشرعية تحمل عددا كبيراً من سكان “نهر البارد” على متنها، واصفا الأمر بأنه “هجرة جماعية” من المخيم.
ولفت إلى أن قرابة 21 شخصا من المخيم كانوا على متن القارب الذي غرق قرابة السواحل السورية قبل يومين.
كذلك قال أحمد السعدي، وهو أحد سكان المخيم، إنه فقد أحد أصدقائه جراء غرق القارب، الذي خرج هربا من صعوبة الظروف، مضيفا: “كل يوم أخسر أحد إخوتي وأصدقائي بالمخيم”.
وأضاف أن صديقه يحاول الهروب من المخيم منذ يوليو/تموز الماضي، لافتا إلى أن المهرب تلقى أموالا من السكان وصرفها على المخدرات، وعندما زاد الضغط عليه من السكان الذين دفعوا له بدأ بالتهرب منهم، إلا أنه اضطر في النهاية إلى تسفيرهم بعد أن قال لهم “إما تموتوا أو تعيشوا”، مشيراً إلى أن هناك أنباء بأن المهرب هدد قائد المركب بالقتل حال عودته بالمهاجرين.
وتابع: “أنا مع فكرة السفر من هنا، لأننا نعيش في سجن كبير، الحواجز حولنا لا نخرج من المخيم، الجميع محبوس لا وظائف ولا خدمات حتى العلاج”، مؤكدا أنه سيغادر إذا سنحت الفرصة، مضيفا: “شو بأعمل هون، راح أقتل أحلامي وحالي”.
ونوه بأنه “لا أحد يسأل عنا، لا تنظيمات أو أونروا، حتى أبو مازن رئيس الدولة الفلسطينية لا علاقة له بنا”.
وكان والد الضحية، خالد عمر عبد العال، قد قال لـ”الغد” إن نجله كرر محاولة السفر عبر البحر 14 مرة، وإنه مثل أي شاب في المخيمات الفلسطينية يحلم بالرحيل إلى حياة أفضل، مؤكداً أن سكان المخيم يعيشون أوضاعا مأسوية، كحال سائر المخيمات، ولا أحد يأبه بحالهم، وأن حلمهم هو طلب اللجوء.
وعن مصدر الأموال التي تم دفعها للهجرة غير الشرعية، أكد والد الضحية أنهم يرهنون المنازل ويبيعون سياراتهم وكل ما يملكونه نظير الهرب عبر البحر، متابعاً أن أحد أبنائه سيحاول السفر قريبا عبر البحر قائلا: “إحنا وهما بدنا نعيش”.
