إيرانيون لـ«خامنئي»: اعتذاركم مرفوض والاستقالة أمر حتمي
حالة من الغضب تسود الشارع الإيراني، في أعقاب اعتراف النظام بإسقاط بطريق الخطأ الطائرة الأوكرانية ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا.
وخرج مئات الإيرانيين في الشوارع والميادين لمطالبة الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالتنحي، مؤكدين أن الاستقالة أمر حتمي.
في سياق متصل أکد عضو لجنة الشؤون الخارجیة في المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة شاهین قبادي أن طلاب الجامعة خروجوا بمظاهرة للاحتجاج ضد إسقاط الطائرة الأوكرانية من قبل النظام الإيراني.
وأوضح أن مجموعة من طلاب جامعة «أمیر کبیر» في طهران عقدت بعد ظهر يوم السبت، اجتماعًا مناهضًا للنظام احتجاجًا على إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية على أيدي قوات الحرس التابعة للنظام.
وقال إن المتظاهرين هتفوا “يسقط الديكتاتور” ، “عار على قوات الحرس، دع البلاد ارحلوا ارحلوا”.
وأضاف قبادی أن مجموعة من سكان طهران انضمت إليهم تعاطفًا مع أسر ركاب الطائرة الأوكرانية التي أسقطها قوات الحرس التابعة للملالي في إیران.
وأظهرت لقطات مصورة على تويتر مئات الأشخاص أمام جامعة أمير كبير في طهران وهم يهتفون “ارحل ارحل أيها الزعيم الأعلى (خامنئي)”.
وطالب بعض الإيرانيين أيضا باستقالة المسؤولين ورفضوا اعتذارهم، حيث كتب أحمد بطيبي على تويتر “أنتم انتقمتم من الإيرانيين”. وكتب مستخدم اسمه صادق على تويتر يقول “لا شيء غير الاستقالة”.
وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية في تقرير نادر عن احتجاجات مناوئة للحكومة أن محتجين رددوا هتافات ضد السلطات العليا للبلاد في طهران اليوم السبت وذلك بعد إقرار الحرس الثوري بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية.
وذكر التقرير أن المتظاهرين في الشارع مزقوا أيضا صورا لقاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الذي قتلته واشنطن في ضربة بطائرة مسيرة.
وعرضت الوكالة التي ينظر لها على نطاق واسع باعتبارها مقربة من الحرس الثوري صورا لمجموعة من الناس وصورة ممزقة لسليماني.
وذكرت وكالة فارس أن عدد المحتجين يقدر بنحو 700 إلى ألف شخص.
محاولات فاشلة للإنكار
وجاء الاعتراف الإيراني بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصاروخ، بعد صمت تام في محاولة لإنكار الحقيقة، حيث ظلت طهران طيلة الأيام الماضية تنفي الاتهامات الغربية لها بالمسؤولية عن تحطم الطائرة.
ومع استمرار الضغوط اضطرت طهران للاعتراف حيث قالت السلطات، اليوم السبت، إن وسائل الدفاع الجوي، التي كانت في حالة تأهب بعد ضربات صاروخية إيرانية لأهداف أمريكية في العراق، أطلقت صاروخا صوب الطائرة بطريق الخطأ.
اتهامات أوكرانية بالقتل العمد
ويبدو أن أوكرانيا لم تكتف باعتراف إيران بإسقاط الطائرة عن طريق الخطأ، حيث قال الادعاء الأوكراني إن هناك شبهة قتل عمد في حادث الطائرة.
وذكر مكتب النائب العام الأوكراني، السبت، أنه يتحرى شبهة قتل عمد وتدمير للطائرة في إطار تحقيقه في تحطم طائرة الركاب الأوكرانية في إيران.
إيران تفشل في التهدئة
وفشلت تعازي المرشد الأعلى الإيراني والرئيس حسن روحاني في تهدئة الإيرانيين الغاضبين الذين عبروا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم لإخفاء الحقيقة من جانب المؤسسة الحاكمة.
ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية شبه الرسمية عن رجل الدين على أنصاري قوله “إنها مأساة وطنية. والطريقة التي عولجت بها والتي أُعلنت بها من جانب السلطات أكثر مأساوية”.
وتساءل كثير من الإيرانيين عن السبب في أن السلطات لم تغلق مطار طهران والمجال الجوي للبلاد وقت أن كانت في حالة تأهب لصد انتقام محتمل بعد الضربات الصاروخية.
غضب دولي
يأتي ذلك وسط ضغوط دولية على إيران لكشف ملابسات تحطم الطائرة، حيث طالبت الحكومة الألمانية نظيرتها الإيرانية بكشف كامل لملابسات تحطم طائرة الطائرة.
ودعا الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (الذي تنتمي له المستشارة ميركل) إلى فرض عقوبات على إيران، مؤكدا أن إيران يجب أن تشعر بأن المجتمع الدولي لا يتسامح مع مثل سلوك كهذا.
وقال خبير الدفاع الصاروخي توماس كاراكو من مركز واشنطن بوست للدراسات الاستراتيجية والدولية، إن “طهران تخاطر بكل النوايا الحسنة سيضر ذلك بقدرتها على تقديم نفسها كضحية. وأن هذه الكارثة تعطي الأزمة الإيرانية بعدًا دوليًا جديدًا».
