كشفت مصادر دبلوماسية غربية، أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يفترض أن يعلن التزام إيران باتفاق يوليو/ تموز 2015 حول برنامجها النووي، سينشر اليوم السبت، وأكدت المصادر لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة ستعطي، عبر تقريرها، الضوء الأخضر لرفع العقوبات المفروضة على إيران منذ العام 2006 من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
ووفقا للمصادر الدبلوماسية، لا بد من موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإيجابي للتأكيد بأن إيران التزمت بكل ما تعهدت به للبدء بتنفيذ هذا الاتفاق التاريخي، الذي يفترض أن يضمن سلمية النشاطات النووية لإيران، خاصة بعد أن خفضت إيران كما هو مطلوب منها عدد آلات الطرد المركزي التي تملكها وتتيح لها تخصيب اليورانيوم، ورحلت إلى الخارج كامل مخزونها تقريبا من اليورانيوم الضعيف التخصيب، حسب ما أعلنت الوكالة.
ومن جانبه قال الخبير في الشؤون الإيرانية، الدكتور عيسى فايد، أستاذ اللغة الفارسية بالجامعات المصرية، إن إيران تترقب اليوم تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونتيجته المتوقعة برفع العقوبات المفروضة عليها من الغرب، وقد أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده، أمس الجمعة، لرفع العقوبات الاقتصادية عن إيران وسط توقعات بقرب انتهاء نزاع دام 13 عاماً بشأن طموحات طهران النووية.
وأضاف فايد، في تصريحات لـ«الغد»، أن التقرير المرتقب صدوره اليوم السبت، سوف يعلن بداية مرحلة جديدة من العلاقات الغربية مع طهران، ورغم إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، بأنها تدرس حالياً التقدم الحاصل في تنفيذ إيران لالتزاماتها الدولية بشأن تحجيم برنامجها النووي، بمعنى قراءة جيدة لتقرير الوكالة الدولية، فإن برلين أعلنت اليوم أنها تستعد لتعزيز التعاون الزراعي مع إيران، ولكن من المؤكد أن العقوبات لن تخفف عن إيران قبل أن تؤكد الوكالة التزامها بالاتفاق.
الملفت للنظر أن دبلوماسيين أوروبيين في بروكسل، أكدوا اليوم لوكالة الأنباء الألمانية، أن الوثيقة القانونية التي تطلق إشارة البدء لرفع العقوبات عن إيران كانت جاهزة منذ صباح أمس الجمعة، وستدخل حيز التنفيذ لدى نشرها في الصحيفة الرسمية للاتحاد فور إصدار تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية في صورة إيجابية لصالح تنفيذ إيران للاتفاق الموقع في شهر يوليو/ تموز الماضي، وأنه لضمان تبن سريع للوثيقة، وقع 27 عضواً من بين الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستثناء هولندا التي تنتظر إتمام العملية.
ورغم وضوح الموقف الأوروبي، إلا أن الموقف الأمريكي لا يزال غامضا، حسب ما ورد على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، بأن إيران أحرزت تقدما مهما في مسعاها لتنفيذ الاتفاق الدولي لتحجيم برنامجها النووي ولكن ينبغي التحقق بصورة مستقلة من الخطوات التي اتخذتها، خاصة وأن تقرير وكالة الطاقة الذرية عن مدى التزام إيران بالاتفاق النووي ليس مجرد تقرير فني، وأن هناك ما يدعو للشك في طهران، ولذلك نريد التحقق من أنهم لا يتجاوزون في التفاصيل، وسوف تعتمد واشنطن على خبراء دوليين للتأكد من وفاء طهران بالتزامها بتقليص برنامجها النووي.
ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض، بأنها «غامضة»، تريد واشنطن من خلالها أن تبدي تشددا في الملف النووي، ولكنها في نفس الوقت ملتزمة بنص الاتفاقية، وهو ما عبر عنه إيرنست، بأن إيران لن تحصل على تخفيف للعقوبات قبل أن تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزامها بالاتفاق، وهو ما يعني التزام أمريكي بنتيجة تقرير الوكالة الدولية، الملزمة برفع العقوبات وليس تخفيفها.
وقال إيرنست إنه جرى إطلاعه على آخر المستجدات بشأن توقيت تنفيذ الاتفاق النووي، مضيفا أن واشنطن ستعتمد على خبراء دوليين للتأكد من الأمر.
