إيران تحبس أنفاسها في مواجهة «ثأر» ترامب

ساعات قليلة تفصل إيران عن عقوبات أمريكية مشددة، يبدأ تنفيذها بعد ظهر اليوم الأحد، وتعد حزمة ثانية استكمالا لحزمة أولى تم تفعيلها فى 7 أغسطس/ آب الماضى، وتهدف الحزمة الجديدة، إلى إقصاء طهران من نظام «سويفت» الدولي للتحويلات المالية، وتشمل العقوبات إضافة 700 شخص وكيان إلى اللائحة السوداء الأمريكية، وتستهدف العقوبات قطاع الطاقة، ولا سيما صادرات النفط الإيرانية، حيث تسعى واشنطن لوقفها قدر ما أمكنها لتصل فى النهاية إلى صفر، والقطاع المصرفي وقطاعي بناء السفن والنقل البحري.

«الثأر» في ذكرى إقتحام السفارة الأمريكية فى طهران

العقوبات التي وصفها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنها ستلحق «كارثة اقتصادية» بالنظام الإيراني، تتزامن ـ وليست مصادفة ـ مع الذكرى الـ 39 لإقتحام السفارة الأمريكية فى العاصمة الإيرانية طهران فى عام 1979 على يد أنصار آية الله الخمينى مؤسس الجمهورية وقائد الثورة الإيرانية، واحتجاز 52 رهينة أمريكية، ليعكس الأمر رغبة انتقامية لدى الرئيس الأمريكى من إيران، وبحسب دوائر اقتصادية في واشنطن ، عقوبات تعبر عن «ثأر» ترامب لأحداث السفارة الأمريكية، ومتوعدا النظام الإيراني، بأقصى العقوبات والضغوط، وسط أزمة اقتصادية حادة تشهدها الأسواق الإيرانية واضطرابات متفرقة على واقع التردى الاقتصادى.

سقوط أخلاقي وسياسي

وفي مواجهة العقوبات الأمريكية، وتحديد توقيتها عن عمد، يرى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله على خامنئى، أن هدف أمريكا هو إعادة تأسيس الهيمنة التي كانت تفرضها (قبل 1979) في زمن الشاه، ولكنها فشلت.. وقال «خامنئي»: أمريكا هُزمت من قبل الجمهورية الإسلامية طيلة الـ40 عاما الماضية، والعقوبات الجديدة هدفها شلّ الاقتصاد (الإيراني) وإبقاؤه متراجعاً، لكنّ ذلك تسبّب في تشجيع حركة نحو الاكتفاء الذاتي في البلاد.. وبينما اعتبرت الخارجية الايرانية، إعادة فرض الحظر على ايران سقوطا اخلاقيا وسياسيا كبيرا للإدارة الأمريكية.

حرمان إيران من موارد النفط

«ثأر» ترامب، من النظام الإيراني، يستهدف حرمان طهران ـ التى تنتج نحو 4% من النفط العالمي وتصدر ما يقارب 450 ألف برميل يومياً إلى أوروبا و1.8 مليون برميل يومياً إلى آسيا ـ من المصدر الرئيسى للدخل، أى عوائد بيع النفط، حيث تسعى واشنطن لوقفها قدر ما أمكنها لتصل فى النهاية إلى صفر.. وعشية تطبيق العقوبات، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران، بأن العقوبات الجديدة ضدّها ستستمر إلى حين خضوعها، وقبولها باتفاق جديد يناسب واشنطن ويقطع طريق طهران نهائيا نحو صنع أسلحة نووية.

آلية مالية أوروبية تتيح الالتفاف على الحظر الأمريكي

طهران التى بدا الارتباك واضح علي قادتها فى الساعات الأخيرة قبل تطبيق العقوبات، تعهدت بمواجهة العقوبات الجديدة بـ «عقلانية وتدبير»، واستعجلت الاتحاد الأوروبي تطبيق آلية مالية تتيح الالتفاف على الحظر الأمريكي الذي يُفترض أن يبدأ تطبيقه اليوم، وهي آلية «المقاصة»، لكن مصادر رجّحت ألا يبدأ تنفيذ تلك الآلية قبل مطلع العام المقبل.

• ومع التوجه الإيراني بالاعتماد على موقف الاتحاد الأوروبي.. نددت فرنسا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بالعقوبات الأميركية الجديدة على إيران، وعبّرت في بيان مشترك عن الأسف، مشيرة الى أنها تريد حماية اللاعبين الاقتصاديين الأوروبيين الذين لديهم تبادلات تجارية مشروعة مع إيران.
• والدوائر السياسية في لندن، ترى أن الرئيس دونالد ترامب يتّبع مع إيران، خطة الحرب ذاتها التي اتبعها مع كيم جونغ أون وكوريا الشمالية: «عقوبات، وأقصى درجات الضغط، ثم استعداد للتفاوض».

وتشمل الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية:

شركات تشغيل الموانئ الإيرانية، وقطاعات الشحن وبناء السفن، بما في ذلك خطوط الشحن الإيرانية..والمعاملات المتعلقة بالبترول مع شركات النفط الإيرانية الوطنية وشركة نفط إيران للتبادل التجاري، وشركة الناقلات الإيرانية الوطنية، بما في ذلك شراء النفط والمنتجات النفطية أوالمنتجات البتروكيماوية من إيران..والمعاملات من قبل المؤسسات المالية الأجنبية مع البنك المركزي الإيراني والمؤسسات المالية الإيرانية.. وفرض عقوبات على توفير خدمات الرسائل المالية المتخصصة للبنك المركزي الإيراني،و خدمات التأمين أو إعادة التأمين..وسحب التفويض الممنوح للكيانات الأجنبية المملوكة أو التي تسيطر عليها للولايات المتحدة، من أجل إنهاء بعض الأنشطة مع الحكومة الإيرانية أو الأشخاص الخاضعين لولاية الحكومة الإيرانية.