إيران تدخل «نفق العقوبات» بالحرب النفسية
يبدأ اليوم الإثنين تطبيق فرض عقوبات على إيران في حزمتها الثانية التي تستهدف القطاعين النفطي والمصرفي، ووصفت بأنها أقوى عقوبات أمريكية فى التاريخ «تحاصر» النظام الإيراني.. بينما انتهزت إيران الذكرى الـ 39 لاحتلال السفارة الأمريكية، أمس الأحد، من أجل تحدي العقوبات المشددة التي فرضتها واشنطن، وتباهت بقدرتها على «تهديد المصالح العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة»، منبّهة إلى أن «حاملات طائراتها في مرمى الصواريخ (الإيرانية) الدقيقة».
- ذكرى احتلال السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز عشرات الرهائن الأمريكيين، جسدت رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الثأر، واختيار توقيت فرض العقوبات المشددة لإحياء الذكرى، وهي العقوبات التي تعتبر الأكثر صرامة وتستهدف الاقتصاد الإيراني. وهو ما أشار إليه وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، باحتجاز إيران «أكثر من 50 من زملائنا رهائن»، بعد اقتحام السفارة. وشدد على أن «شجاعتهم وعزيمتهم خلال 444 يوماً في الأسر تؤكدان التزامنا إرغام إيران على التراجع «الدائم» عن نشاطاتها الخارجة عن القانون».
حرب التصريحات والتهديدات بين واشنطن وطهران
وبات واضحا اشتعال حرب التصريحات والتهديدات بين واشنطن وطهران.. وفى غضون ذلك، ذكر محمد على جعفرى قائد الحرس الثورى الإيراني، فى تجمع حاشد فى ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية فى طهران عام 1979، أن الجمهورية الإسلامية ستقاوم «الحرب النفسية» والعقوبات الأمريكية على قطاعها البترولى وستنتصر عليها.. وقال جعفري،«لو بقي الأمريكيون في وكر تجسّسهم (السفارة) في إيران، لما بلغت الثورة سنتها الـ 40 ولكانت انتهت خلال عقدها الأول».. ولفت إلى أن واشنطن «تعاونت عام 1979 مع جهات داخلية، للتآمر على الثورة بعد انتصارها، وكانت تخطط لدفعها نحو الانهيار».
تظاهرات إيرانية احتفالا بذكرى الاستيلاء على السفارة الأمريكية
رئيس البرلمان الإيرانى، علي لاريجاني، كشف عن توتر وقلق الحكومة الإيرانية في مواجهة العقوبات، ويرى أن الرئيس الأمريكي «أقل شأنا من أن يستطيع إرغام إيران على الانصياع»، مضيفا أن «الشعوب سئمت الهيمنة الأمريكية وتسعى للخلاص منها».. وفي نفس الوقت تظاهر آلاف الإيرانيين فى طهران، امس الأحد، احتفالا بذكرى الاستيلاء على السفارة الأمريكية، فى حين ذكرت تقارير إخبارية محلية أن مظاهرات مماثلة اندلعت فى عدة مدن إيرانية أخري.
واشنطن تهدد.. وإيران تتحدى
واشنطن تواصل تهديداتها وتوقعاتها بانهيار الاقتصاد الإيراني، يتبعه بالضرورة انهيار النظام الإيراني.. وطهران تتحدى، وتؤكد أن«العالم يرى تراجع قوة أمريكا»، وتتعهد بـ «إلحاق هزيمة بالسلاح الأخير الذي يلوّح به العدو – الحرب الاقتصادية ـ عبر المقاومة، وأمريكا تحلم بإسقاط النظام في إيران، بينما العالم بات في مواجهة البيت الأبيض»،وفي إشارة لموقف دول الاتحاد الأوروبي، الرافض الالتزام بالعقوبات الاقتصادية التي تهدد كبريات شركاتها ومؤسساتها التي تتعامل مع إيران.
«نوافذ» الاتحاد الأوربي
- وتشير الدوائر المالية والاقتصادية الدولية، إلى أن «نوافذ» الاتحاد الأوروبي، سوف تخفف ضغط العقوبات الأمريكية على إيران، وأن دول الاتحاد الأوروبي تدرس منذ شهرين الآثار المترتبة على اقتصادياتها جراء فرض العقوبات على طهران، ومن الصعب أن تضحي بمصالحها الاقتصادية والتجارية من اجل موقف الإدارة الأمريكية خاصة وأن هذه الدول الأوروبية الكبرى الخمس، لم تنسحب من الاتفاق النووي مع إيران.. وتقارير الدوائر المالية والاقتصادية تحمل تفسيرا لما أكد عليه الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الاثنين، بأن الجمهورية الاسلامية «ستلتف بفخر» على العقوبات الأمريكية وتستهدف قطاعي النفط والمال الإيرانيين.
*ووصف روحاني فرض العقوبات الأمريكية، بأنها حرب اقتصادية، وأن إيران «تواجه قوة متغطرسة، ولا يوجد في تاريخ أمريكا أن دخل شخصا إلى البيت الأبيض وهو يخالف إلى هذا الحد القانون والاتفاقيات الدولية”».
- وتعيد العقوبات تطبيق إجراءات كانت مفروضة قبل أن يلغيها الرئيس السابق باراك أوباما الذي تم التوصل في عهده إلى اتفاق دولي للحد من برنامج إيران النووي.
قطاعات تهددها العقوبات الأمريكية
وتشمل العقوبات الأمريكية على إيران عددا من القطاعات وأهمها إعادة العقوبات المتعلقة بمؤسسات الموانئ والأساطيل البحرية وإدارات بناء السفن بما يشمل أسطول جمهورية إيران الإسلامية وخط أسطول جنوب إيران والشركات التابعة لهما، وإعادة العقوبات المتعلقة بالنفط خاصة التعاملات المالية مع شركة النفط الوطنية الإيرانية ، وشركة النفط الدولية الإير انية، وشركة النقل النفطي الإيرانية، وحظر شراء النفط والمنتجات النفطية أو المنتجات البتروكيماوية من إيران، وعودة العقوبات المتعلقة بالمعاملات الاقتصادية للمؤسسات المالية الأجنبية مع البنك المركزي الإيراني وبعض المؤسسات المالية الإيرانية، بالاضافة إلى العقوبات المتعلقة بخدمات الرسائل المالية الخاصة للبنك المركزي الإيراني والمؤسسات المالية الإيرانية المدرجة في قانون معاقبة إيران الشامل لعام 2010، والعقوبات المتعلقة بتوفير خدمات التأمين، والعقوبات المتعلقة بقطاع الطاقة الإيراني.ز وتلغي الولايات المتحدة اليوم الإثنين ،التراخيص التي منحت لكيانات أمريكية للتعامل مع إيران عقب الاتفاق النووي.
مؤشرات تأثير العقوبات الأمريكية
وكشف مراقبون مختصون فى الملاحة الدولية أن ناقلات البترول الإيرانية اختفت من رادارات الرقابة الدولية..وأشار مركز «تانكرز تراكرز» المختص بمتابعة تحركات السفن فى العالم، ومقره ستوكهولم، إلى أن كل الشاحنات الإيرانية أطفأت أجهزة الإرسال المركبة على متنها، فى خطوة يعتقد أنها تهدف إلى إخفاء هذه السفن التي تحولت فجأة إلى أشباح واختفت من شاشات أنظمة الرقابة الدولية، وذلك فى أول حالة «تعتيم كامل» منذ عام 2016.
