تقدمت إيران، الجمعة، بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة، ضد الولايات المتحدة، بسبب انتهاك الأخيرة مجالها الجوي بطائرة مسيرة.
وأكدت إيران في شكواها، حقها المطلق في بقوة إذا كررت الولايات المتحدة العدوان.
وكانت إيران أسقطت بصاروخ أرض-جو طائرة بدون طيار أمريكية بعد أن دخلت المجال الجوي الإيراني، في الوقت الذي تنفي فيه أمريكا أن الطائرة اخترقت المياه الإقليمية الإيرانية
قال رئيس قسم العلاقات الدولية بمركز جنيف للعلاقات الدولية، ناصر زهير، اليوم الجمعة، إن أوروبا بدأت تتنبه لخطورة برنامج الصواريخ الباليستية والمسيرات الإيرانية التي أعاقت حركة الملاحة في باب المندب، لذلك قررت فرض عقوبات على إيران.
وأضاف زهير خلال مقابلة مع قناة «الغد» أن الاتحاد الأوروبي لن يقطع علاقاته مع إيران، وستبقى الاتصالات مستمرة بالرغم من فرض العقوبات عليها.
كما أوضح أن الدول الغربية رغم مساندتها لإسرائيل إلا أنها تتنقد إصرار تل أبيب على فكرة اجتياح رفح الفلسطينية، ومنع إنفاذ المساعدات للسكان في قطاع غزة.
وأشار إلى أن فرنسا وبريطانيا لا تزالان ملتزمتان بأمن إسرائيل.
ولفت زهير إلى أن روسيا أبلغت إسرائيل أن طهران غير معنية بالتصعيد، وأنها لن ترد على الهجوم.
ونفى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وجود أي هجوم صاروخي خارجي على البلاد.
هذا فيما أعلن قائد للجيش الإيراني في أصفهان أن الأصوات المسموعة كانت بسبب إطلاق المضادات الجوية باتجاه أهداف مشبوهة في السماء، نافيا وجود أي حادث أو أضرار على الإطلاق.
وكان التلفزيون الرسمي الإيراني أعلن أن نظام الدفاع الجوي دمر ثلاث طائرات بدون طيران تم رصدها في سماء مدينة أصفهان.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن المنشآت النووية في أصفهان آمنة تماما ولم يسجل فيها أي حادث.
______________
قالت اتحادات رائدة في صناعة الشحن العالمية، في رسالة صدرت، اليوم الجمعة، إن السفن التجارية والبحارة معرضون للخطر بشكل متزايد، مع تصاعد الهجمات في الشرق الأوسط، مطالبة الأمم المتحدة ببذل المزيد من الجهد لحماية سلاسل التوريد.
وتصاعد التوتر في أنحاء الشرق الأوسط منذ بدء الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقالت اتحادات الصناعة في رسالة بعثت، أمس الخميس، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن استيلاء إيران في 13 أبريل/ نيسان على سفينة الحاويات (أريس) على بعد 50 ميلا بحريا قبالة سواحل الإمارات يسلط الضوء مرة أخرى على الوضع الذي يصعب احتماله والذي أصبح الشحن البحري فيه مستهدفا.
وقالت وزارة الخارجية الهندية، أمس الخميس، إن امرأة هندية كانت تعمل بحارة على متن السفينة (أريس) عادت إلى البلاد، مضيفة أنها على اتصال بأفراد الطاقم الهندي الستة عشر الآخرين الذين ما زالوا محتجزين على متن السفينة.
وجاء في الرسالة «نظرا لتطور التهديد المستمر والخطير داخل المنطقة، ندعوكم إلى تعزيز الوجود العسكري المنسق والمهام والدوريات في المنطقة لحماية بحارتنا من أي عدوان محتمل آخر».
ولم يرد مسؤولو الأمم المتحدة بعد على طلب للتعليق.
___________________
لا تزال حالة من عدم التيقن والشكوك تحيط بواقعة الهجوم الإسرائيلي بعدد محدود (جدا) من الطائرات المسيرة على إيران فجر اليوم (الجمعة)، واختلفت التصريحات الرسمية بين واشنطن وطهران بينما التزمت تل أبيب الصمت على المستوى الرسمي.. وفي داخل إيران يؤكدون أن هناك (مسرحية) أميركية تم إخراجها حماية لماء وجه إسرائيل، عبر إطلاق 4 طائرات مسيرة صغيرة على محافظتي أصفهان وتبريز.
بينما أكدت الولايات المتحدة، أن إسرائيل نفذت عملية عسكرية ضد إيران، وسمع دوي انفجارات في أصفهان، بحسب صحيفة «الغارديان » البريطانية، التي نشرت صورا لأشخاص يسيرون في شوارع طهران بعد سماع دوي انفجارات في مدينتي أصفهان وتبريز.. وقالت الصحيفة البريطانية، إن التلفزيون الإيراني، عرضها باعتبارها صورا حية لأصفهان بعد أن أكدت الولايات المتحدة وقوع غارة جوية إسرائيلية.
وذكرت صحيفة «نيويرك تايمز» الأميركية، أن إسرائيل ضربت إيران، لكن نطاق الهجوم يبدو محدودًا.. وقالت الصحيفة: كانت إسرائيل قد تعهدت بالانتقام من الهجوم الإيراني في نهاية الأسبوع الماضي، لكن رد الفعل الأولي «الخافت» في كلا البلدين يشير إلى أنهما يريدان تخفيف التوترات.
ويبدو أن هناك قواعد للتصعيد لا يمكن تجاوزها، بحسب تحليل دكتور محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مطبوعة مختارات إيرانية، موضحا أنه في النهاية كل طرف سواء إسرائيل أو إيران يسعى لتوجيه رسالة للطرف الأخر بأن لديه القدرة على استهداف مصالحه داخل أراضيه وهو ما فعلته إيران في 13 أبريل / نيسان، وما فعلته إيران صباح اليوم الجمعة، وهو ما عبر عنه تصريح مسؤول إسرائيلي للإعلام الأميركي في واشنطن «بأن الهجوم كان محسوبا يشكل جيد».
وقال «محمد عباس» في حوار على شاشة الغد: المهم أن الطرفين يلتقيان في منتصف الطريق، ويتفقان على ضبط مستوى التصعيد، وعدم الإنزلاق في حرب التصعيد، وأعتقد أن العملية الأخير التي قامت بها إسرائيل اليوم، سوف تعيد قواعد الاشتباك إلى ما كانت عليه
وتابع «عباس»: إن لدى إسرائيل وإيران الرغبة في عدم التصعيد والعودة مرة أخرى إلى القواعد التي التزم بها الطرفان، أي المواجهة غير المباشرة، أو المواجهة غير المعلنة، أي أن امام إيران المواجهة عبر الحلفاء سواء في البحر الأحمر أو بحر العرب أو خليج عمان.
وأضاف للغد: لا استبعد أن تكون ايران قد تلقت رسائل من الولايات المتحدة على حدود هذه الضرية، وقد ذكرت وسائل الاعلام الإيرانية أن الرحلات الجوية عادت إلى وضعها الطبيعي، وربما هذا يعني أن هناك رسالة أميركية تقول بإن هذه هي حدود الهجوم الإسرائيلي، وهذه هي حدود الرد الإسرائيلي، وبالتالي اطمأنت إيران، وعادت الرحلات الجوية لوضعها الطبيعي.
ونقل المحل السياسي والكاتب الصحفي محمد الصواف من طهران، ما نشرته وسائل الإعلام الإيرانية، بأن الرد أو الهجوم الإسرائيلي كان «ردا إعلاميا أميركيا قامت وسائل الإعلام الأميركية نيابة عن إسرائيل بتغطية هذا الهجوم الشكلي بامتياز»، وان هذا الهجوم الشكلي والإعلامي لم تكن ساحته في الميدان ولكن فقط على ساحة وسائل الإعلام الأميركية.
وأضاف في مداخلة من طهران على شاشة قناة الغد: إن القائد العام للجيش الإيراني، قال إن الانفجارات التي وقعت في سماء مدينة أصفهان وسط البلاد، كانت ناتجة عن تفعيل المضادات الجوية المنخفضة وليست المضادات الجوية الصاروخية، لاستهداف أجسام مشبوهة، ولم تتسبب في أي أضرار.
وأوضح الصواف، أن نفس الأمر حدث في محافظة تبريز، باستهداف عدد من الأجسام الطائرة، والتي كانت طائرات مسيرة صغيرة جدا لايمكن إطلاقها من إسرائيل لبعد المسافة ولكن أطلقت من مواقع قريبة من عمق إيران.
وأشار إلى أن ما يتردد داخل إيران، بأن الواقعة (هجوم إسرائيلي على إيران) صناعة أميركية لحفظ ماء الوجه لإسرائيل وأنها ما زالت تملك قوة الردع، ولحماية نتنياهو الذي واجه معاناة شديدة سياسيا وشعبيا.
وتابع: من الواضح أن الولايات المتحدة نجحت في برمجة تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران منعا للتصعيد وإشعال حرب شاملة في المنطقة، وكانت هناك (لا) كبيرة من واشنطن لإسرائيل، ومنعت أي خطوة إسرائيلة ضد إيران دون التنسيق وموافقة الولايات المتحدة التي تعلم أن إيران قد أكدت مرارا على المستوى السياسي والعسكري والأمني، أن أي هجوم إسرائيلي سيواجه برد مدمر حلال ثوان.
………………….
