إيران تطرق باب الحوار مع السعودية.. الأهداف والمحاذير

تترقب الدوائر السياسية الغربية والعربية، رد الفعل الرسمي السعودي على التوجه الإيراني بطرق باب الحوار، والجهود الدبلوماسية التي تبذل حاليا لتسهيل “حوار مباشر” بين طهران والرياض، ما يعد توجها إيرانيا غير مسبوق،  وغير متوقع، لفتح أبواب الحوار بين بلدين لا يلتقيان على مسار واحد، بل ومختلفان بشأن جميع قضايا المنطقة والأزمات الإقليمية.

الخلاف بين السعودية وإيران أقرب إلى “العداء المستحكم”، كشفت عنه التصريحات الحادة المتبادلة، مما طرح التساؤلات أمام الدوائر السياسية: هل يمكن فتح الأبواب الموصدة لحوار مباشر بين البلدين؟ ولماذا تسعى إيران لطرق باب الحوار؟ وما القضايا والمواقف التي ستطرح على طاولة الحوار؟

تلك التساؤلات جاءت على هامش تأكيد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، حسين جابر أنصاري، بأن جهودا دبلوماسية جارية بين إيران والسعودية لإعداد الأرضية لحوار مباشر من أجل تسوية الخلافات والقضايا الإقليمية، بعد يوم من تصريح مسؤول جزائري أن بلاده تبذل مساعي لجمع المملكة وإيران على طاولة التفاوض المباشر، لحلّ النزاعات المسلحة في سوريا والعراق واليمن من أجل إعادة الاستقرار للمنطقة العربية.

images

إيران تطرق باب الحوار مع السعودية بوساطة عربية، لم تقتصر على الجزائر فقط، وباتت الرغبة ملحة عقب إعلان السعودية إنشاء تحالف عسكري إسلامي، حظي بتأييد دولي وإقليمي، لشن حرب برية على تنظيم  “داعش”، والتنظيمات الإرهابية الخارجة عن القانون في المنطقة، ما أثار هواجس إيرانية بتشكيل “تكتل عسكري سني” تخشى من تأثيره على الساحة السياسية والعسكرية في المنطقة ويحد من نفوذها، حسب تحليل المعهد البريطاني الملكي لدراسات الشرق الأدنى.

والهدف الإيراني من فتح باب الحوار مع السعودية، هو عدم إفلات زمام المبادرة من بين أيديها تجاه ملفات “ساخنة” في سوريا والعراق واليمن، وملف الإرهاب الذي يتصدر الاهتمام العالمي، خاصة في القارة الأوروبية.

Mosnad19-06-2015-814459

ويشير تقرير المعهد البريطاني، إلى أن إيران لجأت مؤخرا لوساطة جزائرية استنادا إلى أن الموقف الجزائري من الأزمات المستجدة في المنطقة مثل سوريا واليمن يرضي كثيرا الساسة الإيرانيين، لأنه يكاد يتماهى مع موقفهم، ولأن الجزائر تسعى في هذه المرحلة لتطوير علاقات قوية مع إيران.

ويستبعد التقرير التجاوب السعودي مع الرغبة الإيرانية، وفقا لمحاذير تضعها السعودية نصب أعينها، وفي المقدمة فقدان الثقة تماما مع النظام الإيراني، ثم التحسب جيدا من التمدد الشيعي الإيراني ومخاطره على المنطقة الشرقية في السعودية، حيث تتواجد أغلبية شيعية، مرورا بالوضع في البحرين ودور إيران في التوتر الطائفي .

Iranian Foreign Minister Mohammad Javad Zarif (R) escorts his Syrian counterpart Walid Muallem off the podium after a press conference in Tehran on December 8, 2014, ahead of a conference with their Iraqi counterpart on combating extremism. Iran is the main regional ally of Syrian President Bashar al-Assad, and Tehran has acknowledged sending military advisers to assist his forces in their fight against armed rebels and jihadist militants. AFP PHOTO/ ATTA KENARE (Photo credit should read ATTA KENARE/AFP/Getty Images)

“إيران ستظل تطرق أبواب الحوار مع السعودية دون أن يجيبها أحد”، حسب تعبير أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات المصرية، الدكتور محسن أبو دومة، لأنه من الصعب التخلص من تراكمات عداءات وشكوك بين البلدين، فضلا عن تقاطع المواقف والسياسات، والمصالح العليا متعارضة تماما، فضلا عن أن السعودية ليست لديها أهداف ومصالح من فتح باب الحوار، عكس إيران التي تسعى للحفاظ على مناطق نفوذها، وخاصة عقب سقوط حكم الرئيس العراقي الأسيق صدام حسين، وهي أيضا تسعى للحفاظ على مصالح حلفائها في المنطقة،سواء كان النظام السوري، أو الأجنحة الشيعية المسلحة مثل حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي الشيعي في العراق، وغيرها من ميليشيات شيعية تصفها السعودية بالإرهاب.

bfa0855b8813db6afad3acc02f24f0d5

ويؤكد “أبو دومة” لـ”الغد العربي”، أن إيران تراقب التطورات والمتغيرات في المنطقة العربية تحديدا، ومن ليبيا وتونس غربا إلى سوريا والعراق في المشرق العربي، وتراقب أيضا الموقف الدولي، ومن هنا تسعى لدور لا يحتك مع الدور السعودي المدعوم بتحالف عربي كبير، وتبحث من حلال الحوار على مساحة تتيح التنسيق، الذي يحافظ على دورها ومناطق نفوذها دون مواجهات قد لا تخمد عقباها.

782

مصدر سياسي سعودي، رفض الكشف عن اسمه لوكالة أنباء نوفوستي الروسية، قال إن موقف السعودية واضح بأن إيران تمارس سياسة أساسها ازدواجية خطاب، وبهدف واضح لا يتغير وهو إذكاء نار الفتنة الطائفية في عدد من الدول العربية لإضعافها والتمكن منها بأقل التكاليف الممكنة، وليس من الوارد أن تتغير هذه السياسة الإيرانية المبنية على حقد قومي وطائفي على دول المنطقة.

 15z496

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]