إيران تطلق سراح لاعب قبيل مباراتها ضد المنتخب الأمريكي
أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الثلاثاء، الإفراج بكفالة عن عضو سابق في المنتخب الوطني لكرة القدم، اعتقل الأسبوع الماضي بسبب انتقاداته للحكومة.
جاء الإعلان قبل ساعات من استعداد المنتخب الإيراني لمواجهة نظيره الأمريكي في كأس العالم 2022، في مباراة تروج لها السلطات بشدة، في الوقت الذي تكافح فيه الاحتجاجات على مستوى البلاد والتي دخلت شهرها الثالث.
واعتقلت السلطات اللاعب وريا غفوري الأسبوع الماضي بتهمة “إهانة فريق كرة القدم الوطني والدعاية ضد الحكومة”، بحسب وسائل إعلام مرتبطة بالدولة.
وأعلنت السلطة القضائية إطلاق سراحه، اليوم الثلاثاء، دون الخوض في التفاصيل.
كان غفوري، الذي لم يتم اختياره للذهاب إلى كأس العالم، منتقدا صريحا للسلطات الإيرانية طوال حياته المهنية.
وسبق أن اعترض على حظر طويل الأمد على وجود المشجعات في مباريات كرة القدم للرجال وكذلك سياسة الخارجية التصادمية التي تنتهجها طهران، ما أدى إلى عقوبات غربية شديدة.
في الآونة الأخيرة، عبر غفوري عن تعاطفه مع عائلة مهسا أميني ذات الـ22 عاما التي أدت وفاتها أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية إلى إشعال فتيل الاحتجاجات الأخيرة، كما دعا إلى إنهاء القمع العنيف للاحتجاجات في منطقة كردستان الواقعة غربي إيران.
لم يذكر المسؤولون الإيرانيون ما إذا كان نشاط غفوري سببا في عدم اختياره لتمثيل المنتخب الوطني لكرة القدم.
تمثل الاحتجاجات الأخيرة أحد أكبر التحديات لرجال الدين الحاكمين في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 التي أوصلتهم إلى السلطة.
تقول جماعات حقوقية إن قوات الأمن أطلقت الذخيرة الحية وطلقات الخرطوش على المتظاهرين، فضلا عن ضربهم واعتقالهم، مع تسجيل الكثير من أعمال العنف بالصوت والصورة.
وقتل ما لا يقل عن 452 متظاهرا واعتقل أكثر من 18 ألفا منذ بدء الاضطرابات، وفقا لجماعة “نشطاء حقوق الإنسان في إيران” التي تراقب الاحتجاجات.
وألقت السلطات باللوم في الاضطرابات على قوى أجنبية معادية، دون تقديم أدلة.
يقول المتظاهرون إنهم سئموا عقودا من القمع الاجتماعي والسياسي، بما في ذلك قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء.
ولعبت النساء دورا قياديا في الاحتجاجات، حيث خلعن الحجاب الإسلامي الإلزامي للتعبير عن رفضهن لحكم رجال الدين.
يحتشد بعض الإيرانيين ضد فريقهم في كأس العالم، ويربطونه بحكام يرونهم عنيفين وفاسدين.
بيد أن آخرين يصرون على أن المنتخب الوطني، الذي يضم لاعبين تحدثوا على وسائل التواصل الاجتماعي تضامنا مع الاحتجاجات، يمثل شعب البلاد. وانتشرت اللوحات الإعلانية التي تروّج للفريق في جميع أنحاء العاصمة طهران.
