انعكست عملية الانتقام لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، سلبا على النظام الإيراني الحاكم، حيث تواصلت الاحتجاجات في إيران، اليوم الأحد، لليوم الثاني على التوالي، وذلك للمطالبة برحيل النظام وتفكيك الحرس الثوري، على خلفية الاعتراف بإسقاط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ.
وتجددت التظاهرات، الأحد، في عدة مدن إيرانية بينها طهران وأصفهان للمطالبة برحيل المرشد الإيراني، علي خامنئي، فيما أشارت مصادر إلى اندلاع مظاهرات طلابية في جامعة طهران تدعو الشعب لمواصلة الاحتجاجات.
وكثف محتجون إيرانيون وصحف في إيران الضغوط على قادة البلاد وعززت شرطة مكافحة الشغب وجودها في طهران، بعدما أقر الجيش بإسقاط طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ.
وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على آلاف الإيرانيين الذين خرجوا إلى الشوارع في وقت متأخر من مساء أمس السبت في العاصمة ومدن أخرى، فيما ردد الكثيرون منهم شعار “الموت للديكتاتور” موجهين غضبهم إلى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
فشل المخطط
وصفت الباحثة في الشأن الإيراني، منى السيلاوي مسرحية مقتل الجنرال قاسم سليماني بالرقص على دماء الشعب الإيراني، حيث حاول النظام الإيراني حشد شعبه والمجتمع الدولي ضد الولايات المتحدة الأمريكية لكن ذلك المخطط فشل بسبب سقوط الطائرة الركاب الأوكرانية بالقرب من مطار الخميني بطهران.
وأضافت أن هذه الخطوة دفعت الإيرانيين للنزول مرة أخرى للشوارع والتظاهر ضد هذه النظام، مؤكدة عدم وجود أرقام معلومة عن عدد الضحايا الذين وقعوا خلال تظاهرات اليوم.
وأوضحت أن التظاهرات في الشارع الإيراني هذه المرة أكبر من سابقتها، التي خرجت بسبب ارتفاع أسعار الوقود، مما أثار مخاوف النظام الإيراني من ردة فعل العديد من الدول الكبرى.
اعتقال السفير البريطاني
أزمة أخرى يعيشها النظام الإيراني وهي اعتقال السفير البريطاني مما أثار غضب المجتمع الدولي، وهو ما أكده الكاتب الصحفي والخبير في الشأن الإيراني، يوسف عزيزي قائلا، إن النظام الإيراني يتخبط في القرارات وذلك حول مسألة اعتقال السفير البريطاني على خلفية التظاهرات المندلعة في البلاد.
وكانت بريطانيا قد نددت باحتجاز سفيرها لدى طهران بزعم دعمه المحتجين، معتبرة ذلك انتهاكا للقانون الدولي، مما دفع طهران إلى اتهام السفير البريطاني بالمشاركة في مظاهرة “غير قانونية” لإحياء ذكرى قتلى الطائرة الأوكرانية.
وأوضح أن اعتراف النظام الإيراني بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية البوينج 737 عقب مقتل سليماني، شكل حدثًا مفصليًا في تاريخ إيران، وهو الذي أدى إلى مزيد من الغضب في الشارع الإيراني، لافتا أن التظاهرات ستستمر حال دعم المجتمع الدولي لها وخصوصا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
