إيران.. هل تربح من ملف الأزمة الأوكرانية؟

تتوجه أنظار الدول صوب أوكرانيا وما ستؤول إليه تداعيات تلك الأزمة التي بدأت بالفعل تلقي بظلالها على العالم من خلال ارتفاع أسعار النفط، وسط تكهنات بإعادة تشكيل القوى العالمية من جديد.

ووسط هذه التطورات، تقف إيران من بعيد تترقب الجديد على الأرض، إذ تجمعها العديد من المصالح والعلاقات مع روسيا، سواء الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية، وتتشابك العلاقات في العديد من الملفات مثل الملف السوري.

ومن ناحية أخرى لا تريد طهران اتخاذ موقف من شأنه إثارة حنق الغرب خلال محادثات فيينا.

 

أرشيفية

 

وخرج المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمس الأول الثلاثاء، ليؤكد معارضة طهران لما وصفه بـ”الحرب والدمار” في أوكرانيا، إلا أنه حمّل الولايات المتحدة مسؤولية ما يجري، معتبرا أنها “جذر” الأزمة في أوكرانيا.

وعلى مدى أكثر من عام، وفي ظل إدارة أمريكية جديدة، حاولت الدول الغربية بالتعاون مع روسيا العودة للاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه خلال عهد إدارة ترامب، إلا أن العملية العسكرية التي تقوم بمع روسيا في أوكرانيا جعلت هناك مخاوف من عرقلة محادثات فيينا.

إذ يوجد شعور بضرورة إتمام اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي قبل أن يصبح صعبا في ظل العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على روسيا، والتي قد تدفع موسكو لإبرام اتفاقيات جديدة مع دول تتلاقى معها في المصلحة، ومن بينها إيران.

وتدرك إيران تلك الرغبة الغربية في التوصل لاتفاق في أقرب وقت، والتي سارعت منها الأزمة الأوكرانية، خاصة في ظل الموقف الروسي المستمر في العناد مع الغرب والذي من شأنه تشجيع إيران، التي تعايشت منذ عقود مع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من المجتمع الدولي، على التمسك بعدة نقاط وشروط.

 

سلاح الطاقة

ويرى متابعون أن المسؤولين الإيرانيين عادوا للمفاوضات بـ”موقف أكثر صرامة” بعد توقف المحادثات لوقت قصير، وأن الأزمة الأوكرانية قد تكون شجعت طهران على المبالغة اعتقادا منها أن الغرب وواشنطن أكثر حرصا الآن على تجنب وقوع أزمة جديدة، والأهم حاليا إعادة النفط الإيراني إلى الأسواق الدولية مع ارتفاع سعر برميل النفط لأكثر من 100 دولار للبرميل.

 

 

وفي تصريح له، قال مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، علي واعظ، لوكالة “رويترز” أن الاعتقاد بسرعة ضخ النفط الإيراني للأسواق هو تقدير خاطئ، إذ سيستغرق شهرين على الأقل حتى يصل النفط الإيراني إلى الأسواق في حالة التوصل إلى اتفاق.

ورغم تصريحات عدد من المسؤولين بعدم وجود تأثير للتطورات في أوكرانيا على المحادثات مع إيران، إلا أن هناك من يرى أن هذا الأمر مخالف للواقع.

ويؤكد محللون إيرانيون أن المشاكل التي ظهرت لبعض المفاوضين في فيينا قد تكون في مصلحة إيران، وأن روسيا كدولة خاضعة للعقوبات يمكن أن تساعد إيران ضد “عدو مشترك”.

وربما ترى طهران أن الدول الغربية تحتاج الغاز الإيراني لتعويض الغاز الروسي، الأمر الذي يمكن أن ينعكس إيجاباً على سرعة حسم اتفاق فيينا، في الوقت الذي تمسك فيه بمواقفها من أجل الحصول على تنازلات من الدول الغربية.

 

العجز الغربي وتحقيق المكاسب

ويبدو أن “العجز الغربي” في دعم أوكرانيا فعليا في مواجهة روسيا قد يؤدي إلى تغيير نهج القيادة الإيراني في التفاوض مع الغرب للحصول على تنازلات جديدة.

فمن ناحية يرغب الغرب في حشد الدعم لمواجهة روسيا، ومن ناحية موسكو لتوطيد أقدامها على الساحة الدولية من خلال داعميها، وهو الأمر الذي يمكن أن يصب في مصلحة طهران للتربح من تلك النزاعات الدولية، وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية كذلك.

 

وبرز هذا في ما أعلنت عنه الخارجية الإيرانية بأن طهران لن تتراجع عن خطوطها الحمر، وأن هذه الخطوط واضحة للطرف الآخر، وأنها تتوقع “ألا يماطلوا في اتخاذ قرارهم”، وذلك تعليقا على أن مسودة من الاتفاق تم تجهيزها.

في ذات الوقت، لا يمكن إغفال الشراكة بين روسيا والصين وإيران في العديد من الملفات والمصالح، إلا أن طهران لا يمكنها تفويت فرصة التربح من التطورات بما يخدم مصالحها، خاصة أن حالة من التنافس هيمنت على العلاقات البلدين في مجال الطاقة، كما استفادت شركات الطاقة الروسية من العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.

إلا أنها كذلك لا تريد استعداء الدب الروسي بشكل مباشر، وهو ربما هو ما دفع طهران للامتناع عن إدانة روسيا أمس في القرار الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي أدان العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]