إيصال المساعدات أسوأ من حمل السلاح والإغاثة تساوي «دعم الإرهاب» في حلب

لا تزال عمليات توصيل المساعدات ومواد الإغاثة إلى المحاصرين في سوريا تشكل معضلة كبرى، لا سيما بعد القصف الذي طال قافلة إغاثة الأسبوع الماضي، في ظل هدنة هشة، وتبادلت أطراف النزاع الاتهامات حول استهداف القافلة.
وشدّدت صونا ماير، مديرة الشراكة في منظمة كاير «عناية» التي تعمل في سوريا من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، على أنّ قصف قافلة المساعدات التابعة للأمم المتحدة صدم العالم. كذلك، برهنت عملية الاستهداف مدى الأخطار التي يواجهها المتطوعون داخل سوريا.

وتنقل ماير، في مقالها بصحيفة جارديان البريطانية، عن أحد شركائها في المهمة الإنسانية إشارته إلى الظروف الصعبة التي واجهوها: وجوب توزيع المساعدات في الليل، نقص في الوقود والخطر التي تشكله القذائف على التوزيع المركزي للمساهمات الإنسانية. وأشارت ماير إلى أنّ هذه الصعوبات باتت روتيناً يومياً، خصوصاً أن العاملين في المجال الإنساني أصبحوا يشاطرون الناس الذين يساعدوهم نفس المشاكل والمخاطر، كالنزوح وخسارة الأحباب والجوع والنقص في الخدمات الأساسية. 

إيصال المساعدات أسوأ من حمل السلاح
وتذكر ماير، أن المتطوعين في القوافل الإنسانية يدخلون مناطق الصراع يومياً. ونقلت عن أحد المساعدين تأكيده أنّ إيصال المساعدات “يضعك في خطر أعظم من حمل سلاح”. وأفادت بأن المساعدات الإنسانية كانت ممنوعة في سوريا منذ سنة 2012 إن لم تكن تحت إشراف الحكومة. واضافت أنّ جميع المنظمات غير الحكومية العاملة في هذا المجال والتي أوصلت الإغاثات إلى مناطق سيطرة المعارضة ينتهي بها الأمر إلى “تجريمها”. العاملون في حقل الإغاثة الحاملون للأموال أو للوثائق يمكن أن يتم إيقافهم. 

الإغاثة تساوي “دعم الإرهاب

وتشير ماير إلى أنها ومنذ انخراطها في مهمتها داخل سوريا منذ بداية الأزمة، شهدت ثمانية أشخاص من شركاء كاير قد ألقي القبض عليهم. وكتبت أنّ بعضهم كان محظوظاً بما فيه الكفاية كي يهرب أو يطلق سراحه بعد بضعة أشهر، بينما البعض الآخر ما زال معتقلاً أو “اختفى بدون أثر”. وتصف أيضاً الذين يسلّمون المساعدات الإنسانية بكونهم يواجهون خطر المحاكمة أمام محكمة عسكرية بسبب “تمويل الأنشطة الإرهابية”. فكل مساعدة تصل إلى مناطق خاضعة لسيطرة الثوار أو أي منطقة خارج سيطرة الحكومة هي “دعم ضمني للمعارضة”.

الطرق الوعرة في إرسال المساعدات

وتركّز ماير على أن السمة الأساسية لتلك المساعدات تقوم على مبدأ الحياد وعدم الانحياز، وبالتالي عليها أن تُسلّم بسرية كبيرة من خلال شبكات سرية يجمعها التضامن. ويتم إرسال المؤن عبر الأنفاق أو الطرقات الوسخة، فوق الأنهار وعلى أظهرة الحمير عبر الجبال، للوصول إلى المجتمعات المقطوعة من وسائل العيش الأساسية.

حلم بالحماية
ومع ازدياد مستوى العنف في سوريا وتحوّل الصراع إلى حرب أهلية، تشير ماير إلى أن انتشار المجموعات المسلحة همّش المؤسسات المدنية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، الأمر الذي حدّ من فضاء الأنشطة الاجتماعية والإنسانية. فبعض المجموعات يراقب بشكل كامل عمليات الإغاثة في المناطق الخاضعة لسيطرته، فيما العمل داخل العديد من المناطق التي تتنازعها المجموعات المسلحة، “أصبح مستحيلاً” أو “صراعاً مستمراً” على الأقل. ونقلت ماير عن إحدى العاملات الإنسانيات “حلمها” بأن يحظى العاملون في هذا المجال حماية دولية. 

لم يفقدوا الأمل

وفيما شكّل قصف الشاحنات يوم الإثنين ليلاً، الهجوم الأول ضد قافلة تابعة رسمياً للأمم المتحدة، تؤكد ماير أنه لم يكن الأول ضد العمليات الإنسانية بشكل عام. فالمنشآت الطبية والمدارس أضحت أهدافاً ثابتة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى نقاط توزيع المساعدات. وتذكّر الكاتبة بأنّ أول قافلة مساعدات وصلت إلى داريا في يونيو/حزيران 2016، أعقبها قصف عنيف بالبراميل المتفجرة ليومين متتاليين، مانعاً المدنيين من الوصول إلى نقاط التوزيع. “وعلى الرغم من ذلك، فإن العاملين في مجال المساعدات الشجعان على امتداد سوريا لم يفقدوا الأمل”.

مريم، متطوعة إنسانية تسأل: “عدت إلى العمل اليوم، أين يجب أن يكون؟ الأطفال والعائلات يحتاجون إليّ”. وتشير ماير إلى أنّها كانت قد عملت مع مريم التي قُصف مركزها بالصواريخ وقد خلفت عشرة أطفال قتلى. 

جهود بطولية
وتختم ماير بالتأكيد على استمرار دعم كاير وشركائها في دعم “الجهود البطولية” للمنظمات الإنسانية، كما طالبت بتأمين الحماية للعاملين في المجال الإغاثي وتأمين وصول المساعدات إلى جميع المناطق المحاصرة. ودعت جميع أطراف الصراع إلى التوقف عن استهداف المساعدات، والهجمات العشوائية ضد المدنيين. كما أعربت عن أملها بتجديد الهدنة وإنهاء مآسي الشعب السوري.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]