«ائتلاف بينيت».. فرص صمود الحكومة الإسرائيلية الجديدة
منذ أن أبصرت النور, تبحث الحكومة الإسرائيلية عن تثبيت قواعد استمرارها ورسم سياسات تضمن لها البقاء، حيث ينظر إلى “ائتلاف بينيت” على أنه يحمل من الهشاشة ما يهدد صموده.
ويعتبر البرلمان الإسرائيلي، أكثر المؤسسات تأثيرا على ثبات أو رحيل أي حكومة في إسرائيل ويتكون من 120 عضوا، وهي مؤسسة تمرر القوانين وتنتخب الرئيس وتمنح وتسحب الثقة من رئيس الوزراء، وتدعو لانتخابات جديدة.
فهل يستطيع نفتالي بينيت وحكومتُه الجديدة التي أطاحت ببنيامين نتنياهو توسيعَ قاعدة الانسجام والعبور فوق التناقضات ما يُمكنُه من قيادة حكومة مستقرة غابت عن إسرائيل لأعوام؟
نتنياهو
في السياق ذاته، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، نظير مجلي، إن إسرائيل تعيش وضعا جديدا لم يسبق له مثيل، لكن إمكانية أن تعيش هذه الحكومة أم لا يتوقف على الحكومة ووضعية الخارطة السياسية في إسرائيل وخصوصا المعارضة.
وأضاف مجلي، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أن رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو يشكل تهديدا ليس فقط في إطار السياسة اليمينية أو اليسارية، بل في القضية الفلسطينية ككل والصراع العربي وإيران وغيرها.
وأوضح مجلي أن نتنياهو يدمر عددا من الأسس في الدولة العبرية، وهناك خوف وفزع من استمرار نتنياهو في الحكم بأن يقودها إلى مصالح شخصية من شأنها تدمير مصالح إسرائيل.
الشارع الإسرائيلي
من جانبه، قال الناشط الحقوقي، محمد زيدان، إن توصيف هذه الحكومة على أنها تمثل التيار اليميني يجعلها تمثل قطاعا كبيرا من الشارع الإسرائيلي، مؤكدا أن إسرائيل مرت بانتقال واضح وسيطرة للتيار اليميني المتطرف على مفاتيح الحكم.
وأضاف زيدان، أن بنيامين نتنياهو لم يعد يستطيع قيادة اليمين المتطرف في إسرائيل، مشيرا إلى أنه أصبح عبئا على اليمين حتى إتمام السيطرة وإقامة حكومة مستقرة.
وأوضح زيدان، أن “الحكومة تنظر إلى الاستقرار ليمكنها من الاستمرار، بالإضافة إلى أنها تريد أيضا التعامل مع القضايا الخارجية أو الدولية”.
ثلاثة أحزاب
بينما يرى رئيس معهد إيميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، عصام مخول، أن هناك انتقادات منذ البداية، ولكن هناك عامل إضافي وهو أن هناك 3 أحزاب مكونة لهذه الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف مخول، أن “هذه الحكومة تعكس الأزمة البنيوية العميقة في إسرائيل والتي منعت نتنياهو من تشكيل حكومة، موضحا أن هناك أزمة سياسية أخرى إذا لم يحدث اختراق في الخارطة السياسية فلن تخرج من إسرائيل من أزماتها.
وأوضح مخول، أن “لا أفق لنشأة قوة إسرائيلية مستعدة لرفع الاستيطان ومعالجة القضايا مع الفلسطينيين من أجل إخراج إسرائيل حاليا على الأقل، مؤكدا أن إسرائيل ستتخبط في أزماتها”.
