قال عبد الله أبو رحمة منسق حملة أنقذوا الخان الأحمر إن المعركة ضد مخططات الاحتلال دخلت مرحلة خطيرة وحرجة بعد انتهاء المدة القانونية التي حددتها ما يسمي بمحكمة الاحتلال، مؤكدا على أنه إذا قررت الحكومة الإسرائيلية تنفيذ عملية الهدم، فلن يكون أمام الفلسطينيين سوى خيار المواجهة والصمود في وجه الغطرسة الإسرائيلية.
وأكد أبو رحمة في حديث خاص للغد “إذا لم يترك لنا الاحتلال مجالاً، سندافع عن الخان الأحمر بلحمنا الحي ودمائنا ولن نسمح بهدمه وتنفيذ مخططاته التهويدية وممارسه سياسة التطهير العرقي”.
وأضاف أنهم يعملون منذ ثلاثة أشهر على تحشيد كافة الطاقات والجهود لحشد الدعم الكامل لقضية الخان الأحمر بعد أن أصبحت قضية دولية وصلت إلى مسامع كل أحرار العالم والمجتمع الدولي.
خطة بديلة
وأكد أبو رحمة، أنه تم وضع خطة بديلة محكمة، في حال أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على هدم الخان الأحمر، تقوم على أساس سرعة إعادة البناء ما يتم تدميره بأسرع وقت ممكن وبشكل أفضل، موضحاً أن الخطة مقدمة من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان والفعاليات الوطنية والشعبية والمؤسسات الدولية العاملة في هذا المجال والمتخصصة.
وأوضح أنهم يعملون الآن على إعداد ملف قانوني متكامل يتضمن الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية المنافية لكل القوانين والأعراف الدولية ، تمهيدا لتقديمها للمحاكم الدولية لملاحقة وتقديم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية على جرائمهم في الخان الأحمر، وتقديم كل من خطط وشارك وتأمر ونفذ من قادة الاحتلال على عملية هدم الخان الأحمر، مشدداً سيتم تقديم كل هؤلاء إلى المحاكم الدولية.
المواجهة والصمود
وقال أبو رحمة “هناك خطة وطنية لتواجد على مدار الساعة إلى جانب السكان لمنع الهدم والتصدي للاحتلال الذي يسعى بكل الوسائل لتنفيذ مخططاته في هذه المنطقة المهمة من خلال التواجد بخيمة الاعتصام “.
وأكد أنه لم يعد أمام الفلسطينيين سوى المواجهة والاستعداد للتضحية والصمود في وجهة الغطرسة الإسرائيلية الإجرامية القائمة على تهجير سكان الخان الأحمر وترحليهم.
مشدداً أنهم اتخذوا قرار بالصمود والبقاء مهما كلف الثمن ولن يسمحوا للاحتلال وجرافاته وآلياته بهدم الخان الأحمر، لأنها تمثل البوابة الشرقية لمدينة القدس والاحتلال يهدف إلى تقسيم الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وعزل شمالها عن جنوبها ضمن خطة إسرائيلية استعمارية قائمة على الاستيطان ونهب الأرض وطرد السكان الفلسطينيين.
التضامن الدولي
وأشار أبو رحمة إلى أنه وقبل قرابة الثلاثة أشهر لم يكن يسمع أحد بالخان الأحمر والتحديات التي تواجهه سكانه، وقال “اليوم على الصعيد المحلي والدولي أصبح الخان قضية من القضايا المهمة والحساسة التي يتناولها العالم بأسره، ونحن نشهد عملية تضامن كبيرة حيث تتوافد الكثير من الوفد المتضامنين الفلسطينيين والدوليين”.
وبيّن أن هناك تكاملية بين الجانب الرسمي والشعبي الفلسطيني وهناك مجهود كبير يبذل، لكن هذه الجهود تحتاج إلى دعم عربي ودولي كبير من أجل نجاح جهودنا في حماية الخان الأحمر ومنع الاحتلال من هدمه والسيطرة عليه.
وأضاف “نجحنا في جذب المئات من المتضامنين الفلسطينيين والأجانب للحضور إلى خيمة التضامن مع الخان الأحمر ومساندة ومؤازرة ساكنيها، داعيا المجتمع الدولي للوقوف عند مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية لوقف المجزرة الإسرائيلية في الخان الأحمر.
وذكر أبو رحمة، أن قناصل وسفراء دول الاتحاد الأوروبي متابعون بشكل كبير لما يجري في الخان الأحمر ويتابعون القضية أولا بأول وهناك زيارات دائمة لهم لخيمة التضامن كما أنهم يرفعون تقارير لدولهم توضح صورة الأوضاع في الخان والمخاطر التي يمكن أن تترتب على هدم الخان الأحمر على الصعيد السياسي والميداني، وقد تم اتخاذ بعض المواقف من برلمانات وبعض الدول المتنفذة في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن قضية الخان الأحمر تحتاج إلى الكثير من الجهد والتضامن من دول العالمين العربي والإسلامي والدول المناصرة للقضية الفلسطينية وأن يكون هناك ضغط كبير على الاحتلال الإسرائيلي في كافة المحافل العربية والدولية والأممية لوقف مخططاته الخطيرة في الخان الأحمر. موضحا “لم نلمس أي تحرك جدي للدفاع عن بوابة القدس الشرقية، وهى البوابة الباقية للقدس المحتلة، وإذا ما تم السيطرة عليها من قبل الاحتلال فإن مدينة القدس سيتم محاصرتها وعزلها عن محيطها الفلسطيني وتهويدها”.
