اتحاد اللاعبين المحترفين: إصابة ميدفيديف بكورونا وانسحابه من بطولة مونت كارلو للأساتذة

تجاوز دانييل ميدفيديف الطقس الحار والرطوبة ليفوز في دور الثمانية ببطولة أمريكا المفتوحة للتنس الليلة الماضية، وقال إن الأمر كان يمكن أن يصبح “خطرا” لو امتدت المباراة لأكثر من ثلاث مجموعات.

وبدا ميدفيديف ومواطنه الروسي أندريه روبليف غارقين في العرق وكأنهما غطسا في نهر هدسون القريب وسط موجة حر شديدة تجتاح نيويورك.

وقال ميدفيديف بعد الفوز 6-4 و6-3 و6-4 في أقل من ثلاث ساعات بقليل “بذلنا قصارى جهدنا. لو كانت المباراة امتدت لأكثر من ذلك لكان علينا تقديم المزيد… والشيء الوحيد ودعوني أصفه بالخطر هو إلى أي مدى؟. ربما لامتدت المباراة إلى خمس مجموعات وكان الأمر سيصبح ‭’‬على ما يرام‭’‬، وسنعاني قليلا في اليوم التالي ثم ستكون الأمور على ما يرام”.

وأضاف “أو يتعرض أي منا لما تعرض له يبينغ وو الذي سقط خلال المباراة في واشنطن”.

وسقط وو البالغ عمره 23 عاما على أرض الملعب نتيجة موجة الحر الشديدة في المجموعة الأولى خلال مباراته في واشنطن المفتوحة في يوليو تموز، واضطر اللاعب الصيني للانسحاب وسط أجواء مخيفة.

وقام مسؤولو أمريكا المفتوحة بتجربة غلق سقف الملعب بشكل جزئي من أجل زيادة مساحة الظل خلال مباريات الفترة الصباحية، لكن على العكس من أستراليا المفتوحة فلا توجد سياسة إيقاف المباريات نتيجة الطقس الحار.

وقال ميدفيديف إنه لا يملك إجابات بل أراد إبداء قلقه.

وأضاف المصنف الثالث في البطولة والفائز باللقب في 2021 “ربما لا يمكن إيقاف البطولة لأربعة أيام لأن… هذا سيفسد كل شيء والتذاكر والبث التلفزيوني. هل يمكن الاكتفاء بثلاث مجموعات عندما يكون الطقس بهذا الشكل؟ بعض اللاعبين لن يكونوا سعداء”.

وتابع “لا أملك أي حلول حقيقية لكن من الأفضل التحدث عن الأمر قبل حدوث أي شيء”.

سيمنح كارلوس ألكاراز، ونوفاك ديوكوفيتش، ضجة كبيرة إلى بطولة أميركا المفتوحة هذا الأسبوع، إذ تحتل المنافسة الأكثر سخونة في التنس مركز الصدارة في آخر البطولات الأربع الكبرى لهذا الموسم.

وليس هناك ما يضمن أن اللاعبين الأعلى تصنيفًا في العالم سيتواجهان في فلاشينج ميدوز، لكنها بلا شك المباراة التي يريدها الجميع في نهائي منافسات الرجال في العاشر من سبتمبر/ أيلول.

ورغم أنهما تقابلا أربع مرات فقط، إلا أن التنافس بين ديوكوفيتش وألكاراز وصل بالفعل إلى جنون المنافسة بين روجر فيدرر ورافائيل نادال، مما أدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر في ملعب آرثر آش ذو السقف القابل للطي.

وفي التنس، تدفع 652 دولارا للمقعد العلوي في الصف الأخير. وإذا نجح النجوم في الاستمرار في البطولة يمكنك أن تشاهد ديوكوفيتش وألكاراز في النهائي أو ستجد نفسك قد دفعت 25000 دولار للجلوس في جانب الملعب لمشاهدة يانيك سينر والأسترالي أليكس دي مينو يلعبان على اللقب كما كان الحال في تورونتو.

والتقى فيدرر ونادال 40 مرة، كان العديد منها مباريات ملحمية بما في ذلك نهائي بطولة أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة وويمبلدون، لكنها مباراة حُرمت منها أميركا المفتوحة.

ولم يقتصر الأمر على أن العملاقين لم يلعبا مطلقا على لقب بطولة أميركا المفتوحة، حيث لم تتضمن المواجهات المباشرة بينهما مباراة واحدة على ملاعب فلاشينج ميدوز الصلبة.

وأثار احتمال مواجهة ألكاراز ضد ديوكوفيتش في نهائي ثالث خلال شهرين حماسة عالم التنس، وهو أكثر من مجرد ضجيج تسويقي.

وقال جون مكنرو، الحائز على سبع بطولات كبرى والمعلق حاليًّا لشبكة «ئي.إس.بي.إن» «ما نشاهده أمر رائع، وبالتأكيد هو (ديوكوفيتش) وألكاراز الرجلان القادمان، وتعتقد أن الاحتمالات جيدة جدا أن يفوز أحدهما باللقب».

وقدمت مباريات ألكاراز وديوكوفيتش، أداءً جيدًا على كافة المستويات وستكون جديرة بتسليط الأضواء عليها.

ويمتلك الاثنان حاليًّا جميع ألقاب البطولات الأربع الكبرى، حيث يحمل ديوكوفيتش لقبي أستراليا وفرنسا المفتوحة وألكاراز لقبي ويمبلدون وأميركا المفتوحة.

ويشير فوز ديوكوفيتش في بطولة فرنسا المفتوحة على اللاعب الإسباني المتوتر، ثم انتصاره المثير بثلاث مجموعات في نهائي بطولة سينسناتي المفتوحة يوم الأحد الماضي، إلا أن اللاعب الصربي سيتعين عليه إبعاده عن عرشه.

وفي الوقت نفسه، أثبت ألكاراز أنه معدنه شديد، إذ انتفض المصنف الأول على العالم من خيبة أمله في بطولة فرنسا المفتوحة بأسلوب فولاذي ليحرم ديوكوفيتش من لقب ويمبلدون الثامن ومعادلة الرقم القياسي للرجال.

وقال ديوكوفيتش بعد فوزه في سينسناتي: «كل المباريات التي لعبناها ضد بعضنا البعض كانت مثيرة حتى النهاية. المباراة الأولى في مدريد العام الماضي، 7-6 في المجموعة الثالثة و7-6 في الثالثة اليوم. في كلتا المباراتين بالبطولات الأربع الكبرى انتهت بعد أربع وخمس مجموعات. إن الأمر يتحسن باستمرار بالنسبة للجماهير».

ومن المؤكد أنهما على طرفي نقيض في القرعة، فإن جميع عناصر المباراة الكلاسيكية المحتملة موجودة مع بقاء الإسباني الشجاع البالغ عمره 20 عاما في مسار تصادمي مع اللاعب المتبقي من الثلاثة الكبار.

ويعود اللاعب الصربي البالغ عمره 36 عاما، والذي فاز بأول لقب له في بطولات اتحاد لاعبي التنس المحترفين عندما كان ألكاراز في الثالثة من عمره، إلى فلاشينج ميدوز للمرة الأولى منذ عام 2021 بعدما فشل في المنافسة في أميركا المفتوحة العام الماضي بسبب عدم تطعيمه ضد كوفيد-19.

وفي حين أن ألكاراز وديوكوفيتش، يتصدران العناوين الرئيسة بلا منازع، إلا أن هناك متنافسين يظهرون تحت الرادار.

ويمثل دانييل ميدفيديف، المصنف الثالث التهديد الأكثر وضوحًا، حيث قدم اللاعب الروسي بعضًا من أفضل مستوياته على ملاعب فلاشينج ميدوز الصلبة وتغلب على ديوكوفيتش ليرفع الكأس عام 2021.

وخسر كاسبر، رود النهائي أمام ألكاراز العام الماضي، لكن المصنف الخامس عالميًّا عانى أداءً باهتا منذ خسارته أمام ديوكوفيتش في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة، حيث حقق فوزًا واحدًا فقط في بطولتي تورونتو وسينسناتي.

وعلى النقيض من ذلك، يدخل الإيطالي سينر المصنف السادس عالميًّا بطولة أميركا المفتوحة بعد فوزه بلقب تورونتو بينما تمتع الألماني ألكسندر زفيريف، الذي خسر نهائي 2020، بإعداد قوي من خلال التأهل إلى قبل النهائي في سينسناتي وشهدت مسيرته في البطولة الفوز على ميدفيديف.

ومن المفترض، أن يكون لدى الجماهير الأميركية الكثير من البهجة مع وجود أميركيين اثنين في المراكز العشرة الأولى عالميا، وهما تيلور فريتز في المركز التاسع وفرنسيس تيافو بالعاشر، وكلاهما يتطلع إلى أن يصبح أول أميركي يرفع الكأس منذ آندي روديك عام 2003.

قال نوفاك ديوكوفيتش إن التنافس مع كارلوس ألكاراز يتشابه مع تنافسه مع رافائيل نادال، حيث احتاج اللاعب الصربي إلى حوالي أربع ساعات للتفوق على منافسه الشاب البالغ عمره 20 عاما والمصنف الأول عالميا في نهائي بطولة سينسناتي للتنس أمس الأحد.

وفي إعادة لنهائي بطولة ويمبلدون، أنقذ ديوكوفيتش نقطة المباراة قبل أن يثأر لخسارته ويتفوق 5-7 و7-6 و7-6 في ثلاث ساعات و49 دقيقة، وهو أطول نهائي في مباراة يحسمها الأفضل في ثلاث مجموعات في تاريخ بطولات اتحاد اللاعبين المحترفين.

وقارن اللاعب الصربي المباراة بنهائي بطولة أستراليا المفتوحة 2012 عندما فاز على نادال في خمس ساعات و53 دقيقة. وتقاسم هذا الثنائي تاريخا حافلا من التنافس في آخر 15 عاما والتقى اللاعبان 59 مرة حتى الآن.

وقال ديوكوفيتش (36 عاما) للصحفيين «لا أعتقد أني لعبت الكثير جدا من المباريات المماثلة خلال مسيرتي. ربما يمكنني مقارنتها بالنهائي أمام نادال في أستراليا المفتوحة 2012».

وأضاف «لقد لعبنا ثلاث مجموعات اليوم لكن المباراة استغرقت حوالي أربع ساعات. يجب عليك أن تلقي التحية للاعب مثل هذا. إنه يلعب بنضج كبير ويتعامل مع الضغط بشكل رائع للاعب عمره 20 عاما».

وتابع «لا يجب أن ننسى عمره الصغير، وهذا شيء مذهل بخصوصه».

وهذه المواجهة الرابعة بين ديوكوفيتش وألكاراز، وفاز كل لاعب في مناسبتين. وتفوق ديوكوفيتش في قبل نهائي فرنسا المفتوحة، وثأر اللاعب الإسباني لنفسه في نهائي مثير لبطولة ويمبلدون.

وقال اللاعب الصربي الذي تفوق على نادال بعدما وصل سابقا إلى 23 لقبا في البطولات الأربع الكبرى «الشعور الذي يأتيني في الملعب يذكرني قليلا عندما كنت أواجه نادال في أوج تألقنا».

وأضاف «كل نقطة تكون صعبة. كل نقطة تمثل صراعا. يجب عليك الفوز بكل نقطة وبكل ضربة بغض النظر عن الظروف. من المذهل أن أخوض هذه التجربة معه في الملعب».

وستكون المهمة المقبلة هي بطولة أمريكا المفتوحة، حيث سيحاول ألكاراز الدفاع عن اللقب عندما تنطلق المسابقة في 28 أغسطس/آب.

وقال ألكاراز «إنه من الرائع الاستماع لمثل هذه الأمور من نوفاك الذي خاض مباريات تاريخية. هذا يعني أني وفريقي نؤدي عملا رائعا ونسير على الطريق الصحيح».