فجر إعلان تأسيس اتحاد بين 3 ولايات أمريكية (كاليفورنيا وأوريجون وواشنطن) هواجس من «نزعة انفصالية»، تغير الوضع السياسي في البلاد، ورغم أن الاتحاد الثلاثي تأسس لمحارية وباء كورونا «كوفيد ـ 19»، وتجاوز الحكومة الفيدرالية، وحل الولايات للمشكلة بمفردها، إلا أن خبراء ومحللين رصدوا البعد السياسي لهذه الخطوة، أو تأثير الوباء على الوضع السياسي في الولايات المتحدة.
كاليفورنيا (دولة قومية)
هناك مؤشرات رصدها المراقبون، منها علامة بارزة في خطاب حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، الذي دعا فيه إلى معاملة ولايته كأنها (دولة قومية).. وأشار أيضا إلى أن الحكومة الفيدرالية لم تعد شريكا موثوقا للولايات في مسائل الصحة وحقوق الأقليات، ولذلك ـ وفقا لحاكم كاليفورنيا ـ تحتاج الولاية إلى التركيز على قدراتها، وإذا تمكنت الولاية من تغطية النقص في المنتجات الطبية، فستبدأ في تصدير بعضها إلى مناطق أخرى.
- كما أعلن حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، وحاكم ولاية أوريغون، كيت براون، وحاكم واشنطن جاي إنسلي، عن إبرام (ميثاق الولايات الغربية الثلاث).. وتنطوي الاتفاقية على تنسيق وثيق للساحل الغربي للولايات المتحدة في مكافحة وباء كورونا «كوفيد-19».
تجاوز الحكومة الفدرالية
بينما يرى الباحث الروسي في الشؤون الأمريكية مالك دوداكوف، أن اتحاد ثلاث ولايات أمريكية، هي كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن، ليست نزعة انفصالية، لكنها بالتأكيد فهم جديد للفيدرالية في الولايات المتحدة، وأن أحد أسباب إنشاء مثل هذا الاتحاد هو الموقع الجغرافي للولايات الثلاث التي تقع على الساحل الغربي للولايات المتحدة، حيث كان هناك في السابق تدفق كبير للسياح من جنوب شرق آسيا، وقد تضررت هذه الولايات بشدة من وباء فيروس كورونا، والسبب الثاني، هو محاولة تجاوز الحكومة الفدرالية وحل الولايات للمشكلة بمفردها، في تلك الجوانب التي لا تفلح فيها إدارة ترامب.
- وبحسب حكام الولايات الثلاث أنفسهم، فإنهم سيحاولون تأجيل الخلافات السياسية وتركيز كل قواهم على مكافحة وباء فيروس كورونا”.
نوازع انفصالية.. والنتيجة مسالة وقت
تأسيس أول اتحاد بين ثلاث ولايات أمريكية، وإبرام (ميثاق الولايات الغربية الثلاث).. لا يخف نوازع انفصالية حذر منها خبراء وسياسيون أمريكيون ـ أنفسهم ـ بينما ربط المحلل السياسي الروسي، ألكسندر نزاروف، بين توقعات تفكك الولايات المتحدة الأمريكية، وبين الأزمة التي يمر بها الغرب بصفة عامة، والتي سوف تسفر نتائجها عن نهاية لعصر هيمنة الحضارة الأوروبية، وفقدان الولايات المتحدة الأمريكية لمكانة القوة الأعظم في العالم.. ويقول «نازاروف»، إنه لم يعد خافيا أن ظواهر مثل: دونالد ترامب، وبوريس جونسون، والبريكست، ومحاولات انفصال كاتالونيا، والربيع العربي، وغيرها من الظواهر المشابهة حول العالم، ليست سوى دليل على تفاقم أزمة النظام العالمي، فالأزمات تعصف بكل دولة على حدة في أكثر القضايا إيلاما، وهي قضايا قد تختلف من دولة لأخرى، لكن مصدرها جميعا واحد.
- بالطبع لازالت الولايات المتحدة الأمريكية تحتفظ باحتياطي من الصلادة، ولم تصل التحولات الديموغرافية فيها إلى حدود الخطر بعد، لكن تلك مسألة وقت لا أكثر، وانهيار العولمة والهرم الائتماني سوف يسرّعان من وتيرة تلك التحولاتن بحسب تقديرات ألكسندر نزاروف.
