اتصالات عيد الميلاد تجمع شمل عائلة أوكرانية تفرقها الحرب
قضى ليونيد أونيشنكو، وهو جندي أوكراني يبلغ من العمر 63 عاما يعلو وجهه شارب سميك، الكثير من أعياد الميلاد بعيدا عن عائلته، لكن أصعب شيء مر به كان دوما سماع صوت حفيده الصغير بيترو وهو يكلمه من بعيد عبر الهاتف.
وانضم أونيشنكو إلى قوة الدفاع الإقليمية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط، كما عمل متطوعا لدعم جيش بلاده في التصدي للانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق البلاد منذ عام 2014.
وفي أثناء تمركزه في منطقة دونيتسك التي شهدت بعضا من أشد المعارك صعوبة، كانت ابنته مارينا وزوجها فيتالي يحتفلان عادة بعيد الميلاد في منزلهما في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، تحت هجوم روسي.
وكانت مارينا تمسك بابنها ياروسلاف (ثلاثة أشهر) بإحدى يديها وتخرج كعكة عيد الميلاد من الفرن باليد الأخرى، بينما يساعد فيتالي ابنيهما الآخرين تايس وبيترو على ارتداء ملابسهما قبل تناول عشاء عيد الميلاد في جو احتفالي.
ودأب المسيحيون الأوكرانيون على الاحتفال بعيد الميلاد في أوائل يناير/ كانون الثاني غالبا، بينما بدأت معظم الاحتفالات هذا العام في 25 ديسمبر/ كانون الأول بعد أن قطعت الكنيسة الأرثوذكسية الرئيسية في أوكرانيا علاقتها مع موسكو وحولت دفتها نحو الغرب.
بيد أن الحرب تسببت في تفريق هذه الأسرة الأوكرانية إذ فرت الابنتان الأكبر سنا لمارينا ووالدتها نحو مدينة لفيف في غرب البلاد.
وفي أثناء تجمع العائلة حول الطاولة، التقطت مارينا الهاتف لتتحدث إلى والدها وتتمنى له عيد ميلاد سعيدا.
ويأخذ بيترو الهاتف من والدته ويتحدث مع جده قائلا “أريد فقط أن أخبرك أن عيد الميلاد قادم وأن بابا نويل قادم أيضا. كنت فتى طيبا”.
يقول أونيشنكو، المعروف بين زملائه باسم “دير”، أو الغزال، إن هذه المكالمة تشعره بالراحة.
وأردف “من ناحية، سنرى ونسمع بعضنا البعض. ولكن من ناحية أخرى، نحن على بعد مئات الكيلومترات. لا أستطيع مقارنة ذلك بأي شيء. لكن مع ذلك نحن عائلة كبيرة”.
