اتفاق أميركي إسرائيلي على اجتياح رفح.. والخلاف على آلية التنفيذ
تلبية لطلب الرئيس الأميركي، جو بايدن، يزور وفد إسرائيلي رفيع المستوى، واشنطن مطلع الأسبوع المقبل، لمناقشة خطة اقتحام رفح، ويضم الوفد، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ووزير الحرب يوآف غالانت.
ويشير أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، دكتور أيمن الرقب، إلى المخاوف من أن تكون زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، للمنطقة، هو لطرح رؤية لاجتياح رفح، أو لتبرير الموقف الأميركي من العملية العسكرية الإسرائلية التي تستعد لها في رفح.
وقال للغد: أعتقد أن الإسرائيليين سوف يقنعون الأميركان والأوروبيين بأهمية اقتحام رفح بعد إجلاء الكتلة السكانية، وسيتم الإجلاء إلى سجن كبير على الشاطىء مساحته قد تكون من 20 إلى 30 كيلومترا، ثم يتم اقتحام رفح لاحقا، ويستمر العدوان على كل قطاع غزة وتقسيم القطاع إلى 3 أو 4 مناطق.
وتابع: إن ما يتم تسريبه عن الخطة الأميركية البديلة لإقتحام رفح خطيرة وهي: تنفيذ عمليات اغتيال نوعية في رفح باستخدام أسلحة ذكية.. والسيطرة الكلية على حدود رفح.. وتنفيذ عملية الاجتياح مع تجنيب استهداف المدنيين قدر المستطاع.
أوستن وغالانت يبحثان «بدائل» لعملية عسكرية كبرى في رفح
ويشير الباحث السياسي، راسم عبيدات، إلى إعلان وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، بأن الوزير لويد أوستن، بحث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، في اتصال هاتفي، الحاجة لدراسة بدائل لشن إسرائيل عملية برية كبيرة في رفح جنوب قطاع غزة.
ويأتي الاتصال قبل زيارة للوزير الإسرائيلي إلى واشنطن الأسبوع المقبل.. وجاء ذلك، بعدما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الاستعدادات جارية لاجتياح رفح في جنوب قطاع غزة، غير أن هذا التحرك «سيستغرق بعض الوقت».
وقال عبيدات للغد: هناك مستويان للمباحثات الأميركية ـ الإسرائيلية، بشان اجتياح مدينة رفح، الأول دار بين الرئيس الأميركي بايدن ورئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، والثاني بين أوستن وغالانت، لبحث بدائل عملية عسكرية كبرى في رفح، ويبدو ان الخلاف بين واشنطن وتل أبيب حول آلية التنفيذ للعملية العسكرية مع مراعاة إجلاء المدنيين أولا.
وتابع: كان نتنياهو قد ذكر في بيان أنه سيوافق قريبا على خطة لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من مناطق القتال بعد أن منح الضوء الأخضر لخطط العمليات العسكرية في رفح.
يذكر أن إسرائيل تقول إن رفح هي آخر معقل كبير لمقاتلي حماس، فيما تقول واشنطن إن أي هجوم بري هناك سيسبب ضررا كبيرا للمدنيين.. وتقول إسرائيل إن لديها خطة لإجلائهم.
نتنياهو لن يُقدم على اجتياح رفح إلا بضوء أخضر أميركي
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، عصمت منصور، أن مسالة اقتحام رفح، هي مسالة وقت، إذا كانت هناك بالفعل معارضة أميركية حقيقية لتلك العملية العسكرية.. وكان هناك اتصال هاتفي بين وزير الدفاع الأميركي أوستن وبين وزير جيش الاحتلال غالانت، حيث تطرح الولايات المتحدة بدائل لعملية الاقتحام، بينما نجد جنرالات إسرائيليين سابقين يقولوا إن رفح ليست لها أهمية عسكرية بالنسبة لإسرائيل، وذلك عكس ما يروجه نتنياهو بأن الانتصار النهائي يتحقق باقتحام رفح والقضاء على كتائب حماس.
ويؤكد «منصور» للغد، أنه يمكن وقف عملية الاقتحام نهائيا إذا كان هناك موقف أميركي جاد وحاسم ونافذ، وإسرائيل تعلم، بل العالم كله يعلم، أن نتنياهو لن يستطيع القيام بهذه الخطوة دون ضوء أخضر أميركي، ولذلك هو يحاول حاليا الحصول على ذلك الضوء، ويقدم خططا وهمية لإجلاء السكان!
الخلاف الوحيد بين إسرائيل والولايات المتحدة حول آليات التنفيذ
ويرى أستاذ العلوم الساسيية، دكتور زياد أبو زنيط، أن الولايات المتحدة شريك أساسي في الحرب على قطاع غزة، وكان لافتا منذ يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كيف هرع الرئيس الأميركي بايدن، ووزير الخارجية بلينكن، ووزير الدفاع أوستن، إلى إسرائيل وكأنهم قادة في الكنيست، ولذلك ليست هنك خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة، الخلاف الوحيد حول آليات التنفيذ، وبالتالي فإن المعركة في رفح التي يروج لها إسرائيليا، الاختلاف حولها بشأن آلية التنفيذ وتحييد المواطنيين وتجنيبهم ويلات الصراع، وهذا أيضا لصالح صورة إسرائيل عالميا.
وقال د. زنيط للغد: هناك حقائق ثابتة، وهي أن الأهداف الإسرائيلية والأهداف الأميركية، هي أهداف واحدة، ولكن الاختلاف فقط على كيفية سير الأمور، وهناك فقط تخوفات أميركية من حكم اليمين المتطرف في إسرائيل لأنه ينعكس سلبا على صورة إسرائيل أمام الرأي العام العالمي.
مشروعان في غزة: مشروع إسرائيلي ومشروع أميركي
وتابع : هناك مشروعان في غزة: مشروع إسرائيلي ومشروع أميركي.. المشروع الإسرائيلي يريد أن تكون هناك فوضى في القطاع ويريد تهجير السكان.. والمشروع الأميركي لا يريد تهجير السكان ولكن يريد ألا تعود غزة كما كتانت قبل يوم السابع من اكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهذا ما صرح به الرئيس بايدن منذ اليوم الأول، وقال سأرسم معالم الشرق الأوسط الجديد بما في ذلك قطاع غزة، ويبدو أن الأمور تسير في هذا الاتجاه.
وأضاف دكتور زياد ابو زنيط، هناك سؤال حول العلاقة الأميركية الإسرايلية: من المقرر ومن الأداة؟ أعتقد أن الأداة هي إسرائيل.. والمقرر هو الولايات المتحدة!!
…………………………..
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
