أعلن عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، اليوم الثلاثاء، أن السعودية وتركيا اتفقتا على إنشاء مجلس تعاون “استراتيجي” بينهما.
وتأتي هذه التصريحات في ظل زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للمملكة العربية السعودية.
وقال الجبير، إن الملك سلمان بحث مع الرئيس التركي، تشكيل مجلس تعاون استراتيجي، وفقا لما أوردته وكالة أنباء “رويترز”.
وأضاف الجبير، في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، أن موقف السعودية وتركيا من الأزمة السورية متطابق منذ بداية الأزمة.
وأكد أن السعودية وتركيا ملتزمتان بتوحيد صفوف المعارضة السورية المعتدلة، مشيرا إلى أن اغتيال زهران علوش قائد تنظيم جيش الإسلام، وقيادات المعارضة المعتدلة، لا يخدم الحل في سوريا.
وقبل ساعات من وصوله إلى السعودية، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بأنها قتلت “بلا رحمة”، مئات الآلاف من الأشخاص، كما انتقد روسيا لدعمها للأسد.
كان أردوغان يتحدث اليوم، الثلاثاء، للصحفيين قبل أن يغادر إلى المملكة، حيث التقي بعاهلها الملك سلمان، لإجراء محادثات تركز على الحرب الأهلية السورية، فيما تعتبر تركيا من أشد الداعمين للمعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، الذي يلقى بدوره دعما من روسيا وإيران.
وأكدت وكالة الأنباء السعودية، أن الزعيمين بحثا الصراعين في سوريا والعراق، وكذلك التطورات في ليبيا واليمن، اللتين تمزقهما الحرب، وتقاتل القوات السعودية متمردين شيعة في اليمن.
وفي تعليقات موجهة، فيما يبدو، للتدخل العسكري الروسي في سوريا، قال أردوغان، “لا يمكنك الذهاب إلى أي مكان من خلال دعم نظام قتل بلا رحمة 400 ألف بريء بأسلحة تقليدية وكيمياوية”.
وبدأت روسيا غاراتها الجوية في سوريا في 30 سبتمبر/ أيلول، قائلة، إنها تريد دعم الحكومة السورية وإلحاق الهزيمة بمسلحي “داعش” والمتطرفين الآخرين، لكن كثيرا من هذه الضربات أصابت الجماعات المعارضة المدعومة من الغرب في مناطق ليس لتنظيم داعش وجود فيها، ويقول نشطاء سوريون، إن الغارات الروسية أودت بحياة مدنيين.
وتقول الأمم المتحدة، إن ما لا يقل عن 250 ألف شخص قتلوا في الصراع المستمر منذ نحو 5 أعوام، وإن زهاء 12 مليون شخص نزحوا عن ديارهم، الأمر الذي تسبب في أزمة لاجئين ضخمة، وما بدأ في 2011 كاحتجاجات سلمية في معظمها، مستلهمة انتفاضات الربيع العربي، تحول في نهاية المطاف إلى صراع مسلح يضع المعارضة في مواجهة الجيش، ويجتذب قوى عالمية، وكذلك جماعات متطرفة، مثل تنظيمي “داعش” والقاعدة.
