اجتماع بآمال ضعيفة..«كوشنر» يعلن وفاة حل الدولتين !
حظيت «ورشة عمل البحرين» الاقتصادية، بمتابعات ورصد وتحليل الدوائر السياسية ووسائل الإعلام الغربية، والتي اتفقت في تحليلاتها على عنوان «أمريكا تروج للوهم في الشرق وليس لصفقة»، وترى أن خطة السلام الجديدة في الشرق الأوسط والتي أعلن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي عن الجانب الاقتصادي لها في عاصمة البحرين «المنامة»، جاء الإعلان عن المرحلة الأولى لها والتي تضم الجانب الاقتصادي «هزيلا وبائسا وغريبا في نفس الوقت».
مسرحية غاب أبطالها
وتشير صحيفة «الغارديان» البريطانية، إلى أن «رفض الجانب الفلسطيني الحضور عند إعلان تفاصيل الصفقة في المنامة كان يعني بطبيعة الحال الغياب الإسرائيلي، وبذلك أصبحنا أمام مسرحية غاب أبطالها، ولم يحضر نصف فريق العمل أيضا. فالدول العربية المنضوية في الاتفاق أرسلت ممثلين منخفضي المستوى. وحتى مهندس الصفقة دونالد ترامب أرسل زوج ابنته جاريد كوشنر الذي تحدث كما لو كان في ورشة عمل حقيقية، لا في مؤتمر دولي، «عارضا ما يبدو أنه خطة عمل لا اتفاق واضح المعالم»..
مميزات اقتصادية على حساب الحقوق الأساسية
وتخلص الصحيفة البريطانية، في تحليلها السياسي، إلى نتيجة تراها أقرب للواقع بأن «هذه صفقة من الأوهام بتكلفة 50 مليار دولار وميزانيتها غير موجودة بعد، ومن الواضح أن إدارة ترامب تطمح إلى منح الفلسطينيين مميزات اقتصادية بدلا عن حقوقهم الأساسية، لكن حتى لو قبل الفلسطينيون ذلك ـ ومن الواضح بعد رفضهم الحضور أنهم لن يقبلوا ـ فإن أغلب المحفزات الاقتصادية التي قُدمت لهم هي محفزات غير واقعية».
عقد قران دون حضور العروسين
وداخل إسرائيل، تشير صحيفة « جيروزاليم بوست» ،إلى غياب الإسرائيليين والفلسطينيين عن الورشة، ما يجعل الآمال المعقودة عليها ضعيفة للغاية، وأن الانتقادات التي تطال ورشة البحرين كثيرة فمنهم من ينعتها بالمسرحية أو بعقد قران دون حضور العروسين ـ بحسب رؤية الصحيفة العبرية ـ بينما يؤكد المحلل السياسي البريطاني، ريتشارد سبنسر، أن «كوشنر أعلن وفاة حل الدولتين»، وحول افتتاح قمة المنامة إلى ورشة عمل لاستعراض وعود الازدهار الاقتصادي للفلسطينيين والتأكيد على أن الولايات المتحدة تسحب تأييدها الطويل عبر الإدارات السابقة لحل الدولتين الذي كان مطروحا كخيار لا حياد عنه لتسوية الصراع في الشرق الأوسط.
خلاف حول وفاة «حل الدولتين»
وتركزت متابعات صحيفة«الديلي تلغراف» البريطانية، على ما وصفته بـ «خلاف قمة المنامة حول مبادرة السلام العربية» التي تستند إلى حل الدولتين..واشارت الصحيفة إلى تصريحات كوشنر قبل ساعات من افتتاح ورشة المنامة الاقتصادية، وقال فيها إنه «يجب أن نعترف جميعا بأنه لو كان هناك أي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فلن يكون ذلك طبقا لخطة السلام العربية»، وهذه التصريحات كانت تعني أن خطة السلام التي اقترحتها السعودية عام 2002 لم يعد لها وجود، وهو ما استدعى ردا سعوديا عبر بيان صدر في الرياض بعد ساعات من هذه التصريحات، أكدت فيه السعودية موقفها الحازم من أن «خطة السلام العربية هي الطريق لحل الصراع»، وأعربت فيه عن مساندتها لمطالب الفلسطينيين بتأسيس دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الأمر الذي يرفضه كوشنر.
- ويؤكد مراقبون في المنامة، أن الموقف السعودي قد أرق مضجع صهر الرئيس الأمريكي والشخص الذي يقود جهود البيت الأبيض لحل أزمة الشرق الأوسط، خاصة وأن المملكة تتمتع يثقل وتأثير عربي وإسلامي، فضلا عن انها من أكبر حلفاء أمريكا في المنطقة.
