اجتماع لتعديل الوثيقة الدستورية في السودان

قاطعت الحكومة السودانية اجتماع هيئة الإيغاد وسط تشديد إفريقي على ضرورة وقف إطلاق النار دون شروط.

ودعا الاجتماع، أمس الإثنين، للنظر في نشر قوات لحفظ السلام بالبلاد، فيما اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بعدم الجدية في الوصول إلي وقف للحرب الدائرة.

ووسط جهود دولية حثيثه لاحتواء الأزمة في السودان تحاول دول ومنظمات العمل لإقناع الجيش السوداني والدعم السريع بوقف الاعتداء المسلح والوصول إلي تسوية، بعد نحو 3 أشهر على اندلاع الحرب.

75 يوما من القتال
وبعد 75 يوما من القتال وكثير من الأحداث التي مرت عقب أخر هدنه، وتباين موازين القوى علي الأرض عادت مجموعات العمل الدولية إلي الواجهة مره أخري تلاحقها ذات الاتهامات والتحفظات.

الاجتماع الذي ضم منظمة الإيغاد والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والمملكة العربية السعوديه والولايات المتحدة الأميركيه شدد على ضرورة وقف القتال من دون شروط.

وجاءت مقاطعة الجيش السوداني لاجتماع الرباعية والتمسك بموقفه الرافض لرئاسة كينيا للجنة ليزيد الأمور تعقيدا، ويعيدها إلي الخيار الواحد والمتمثل في مواصلة القتال.
أما المدنيون ممثلون في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، فقد انتظموا في حراك سياسي شمل زيارات لعدد من الدول الإفريقية لمحاولة وقف الحرب متمسكين بحق المدنيين في العودة إلي المسار المدني الديمقراطي بالبلاد.

وفي إطار جهود حلحلة الأزمة أيضا تأتي دعوة مصرية لقمة دول الجوار المباشر للسودان لبلورة رؤية مشتركه لإنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار ووضع آليات فاعلة قادرة علي وقف الحرب.

قوات الدعم السريع

من جانبها، أعربت قوات الدعم السريع عن شكرها للجنة الرباعية التابعة لـ”إيغاد” على اهتمامها بالأزمة السودانية.

وقالت في بيان لها إنها «تتقدم قوات الدعم السريع، بوافر الشكر والتقدير للجنة الرباعية للإيغاد برئاسة رئيس جمهورية كينيا وليم روتو، على اهتمامها المتعاظم بالأزمة السودانية».

وختم البيان: «نؤكد لجماهير شعبنا اننا لن ندخر جهداً في سبيل الوصول إلى حل شامل وعادل للأزمة السودانية، واستعادة مسار الحكم المدني الديمقراطي وبناء الدولة على أسس جديدة تحقق السلام العادل والشامل والمساواة لجميع السودانيين».

بيان الإيغاد

وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد)، في بيان أمس، إنها وافقت على طلب عقد قمة لهيئة إقليمية أخرى وهي القوة الاحتياطية لشرق إفريقيا المكونة من 10 أعضاء «للنظر في نشر محتمل لقوة شرق إفريقية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية».

وعبرت إيغاد عن أسفها لغياب وفد الجيش السوداني، وقالت إنه أكد حضوره في وقت سابق.

أعربت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الإثنين، عن عدم ترحيبها بالدعوة التي وجهها وزير خارجية كينيا، إلى وزراء خارجية الآلية الرباعية لعقد اجتماع بعد ظهر اليوم الإثنين.

وقالت الخارجية في بيان إن «حكومة السودان لا ترحب، وتعترض على عقد هذا الاجتماع، وإن السودان غير معني بمخرجاته، لأنه لا يزال في انتظار رد من رئاسة الإيغاد حول اعتراض حكومة جمهورية السودان على رئاسة كينيا للآلية، ومواصلة جنوب السودان لرئاستها».

واعتبرت أن «التسرع الذي تبديه الحكومة الكينية في معالجة هذا الملف والتصريحات التي تصدر من مسؤوليها، والتي تشير إلى استرشادها بالمبادرات الدولية لا يخدم مبدأ الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية».

وأكدت الخارجية «رفض حكومة السودان القاطع اختزال الحكومة الكينية في دعوتها إلى اجتماع الرباعية، توصيف الصراع في السودان بأنه قتال بين جنرالين. وفي ذلك تسمية مخلة بين مؤسسة القوات المسلحة الوطنية والمجموعة المتمردة عليها».

ورأت أن «تعاطي الحكومة الكينية مع ملف الوساطة بهذه الطريقة، يتنافى مع المبادئ الأساسية للإيغاد والمتمثلة في احترام سيادة الدول».

قال خبير الشؤون الإفريقية، اللواء محمد عبد الواحد، اليوم السبت، إن الاتحاد الإفريقي لا يملك الكثير من أدوات الضغط، لإجبار طرفي الصراع في السودان على وقف إطلاق النار، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مبادرته لحل الأزمة لا بأس بها.

جاء ذلك بعدما دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقيه، خلال كلمته في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي، إلى تنسيق الجهود الدولية لحل الأزمة في السودان برعاية الاتحاد الإفريقي.

وأضاف الخبير في تصريحات لقناة الغد الإخبارية، أن الاتحاد الإفريقي أخفق في حل مجموعة من النزاعات، كالتي وقعت في موريتانيا وتوجو وبروندي ودارفور، حتى تدخلت الأمم المتحدة.

كما أوضح أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أشار في كلمته خلال اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي، إلى ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في السودان، وعدم وجود تدخلات خارجية.

وأشار الخبير في الشؤون الإفريقية، إلى أن الخلافات بين الجيش والدعم السريع في الاتفاق الإطاري أو مسألة الدمج، كلها أمور يمكن احتواؤها عبر المفاوضات، لكن الأسباب الحقيقية لاندلاع هذه الحرب غير معلومة وغير معروفة الدوافع حتى الآن.

وأكد اللواء محمد عبد الواحد، أن الاتحاد الإفريقي ليس سيد قراره، خصوصًا وأن نصف ميزانيته من الدول الأوروبية.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه، إنه لا حل عسكريًا للأزمة في السودان، مشيرًا إلى ضرورة وقف القتال بشكل فوري دون قيد أو شرط.

كما أشار رئيس الاتحاد الإفريقي إلى ضرورة السماح بالعمل الإنساني، والانتقال السياسي للحكم الديمقراطي بقيادة المدنيين بالسودان.

من جهته، ثمَّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جهود مفوضية الاتحاد الإفريقي، بقيادة رئيس المفوضية موسى فقيه، للتعامل مع الأزمة السودانية، مشيرا إلى الأهمية القصوى للتنسيق الوثيق مع دول الجوار، لحلحلة الأزمة واستعادة الأمن والاستقرار بالسودان.

وأكد أن بلاده استقبلت حوالي 150 ألف سوداني خلال الأزمة، بجانب استضافة ما يقرب من 5 ملايين سوداني آخرين يعيشون داخل مصر.