شهدت مدن أمريكية عدة مظاهرات لإحياء الذكرى الـ55 بعد المائة لإنهاء العبودية في الولايات المتحدة، وتأتي الذكرى هذا العام وسط أجواء مشحونة بسبب اتهام الشرطة الأمريكية بالتمييز والعنف ضد الأمريكيين من أصل إفريقي.
تحيي الولايات المتحدة ذكرى إنهاء العبودية بمظاهرات جابت عدة مدن رئيسية، على وقع احتجاجات تندد بعنف الشرطة والتمييز العنصري ضد الأمريكيين السود.
ويرتبط هذا الاحتفال، الذي لا يعد عطلة فيدرالية حتى اليوم؛ بذكرى تلقي تكساس بوصفها آخر ولاية انفصالية إعلان إنهاء العبودية عام 1865 عقب انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية.
وقال أحد الأمريكيين السود المشاركين في المظاهرات، لمراسل الغد “أستطيع الاحتفال، وها نحن نفعل، وسنبقى فخورين رغم السلبية التي تحيط بنا منذ 150 عاما من تاريخ تلك الاحتفالية، وسنكون إيجابيين”.
لكن الذكرى لم تمر بسلام هذا العام، فمع بقاء التمييز ظلت الاحتجاجات تشتعل بين الحين والآخر وصولا إلى مقتل جورج فلويد وريتشارد بروكس.
واحتج الأمريكيون من أصول إفريقية وغيرهم من من مختلف الأعراق على طريقة إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لملف الأزمة التي خلفها مقتل فلويد بوحشية على يد شرطي لم يستجب لنداءات الاسترحام في منيابوليس، كما أن كثيرا من الأمريكيين مستاؤون من محاولة إقحام ترامب للجيش في شأن داخلي ليس من مهامه.
وأكد أحد المحتجين البيض المشاركين في المظاهرات: “الرئيس ترامب لم يتصرف مثل الرئيس أبراهام لينكولن، إذ يعتقد ترامب أنه الأعظم لكنه ليس كذلك، فهو يُحرّف الأشياء، بينما أنهى الرئيس لينكولن العبودية، وترامب شيء مختلف”.
بعد 155 عاماً من وصول قوات الاتحاد الأمريكي لتكساس وتحرير العبيد تنفيذاً لقرار الرئيس الأمريكي السادس عشر، لينكولن، يعود رئيس الولايات المتحدة الـ 45 مستأنفاً حملته الانتخابية بولاية أوكلاهوما، بمدينة تولسا، التي شهدت واحدة من أسوأ المذابح بحق الأمريكيين السود قبل 99 عاماً، يراها البعض رسالة في هذا التوقيت الحرج.
وكان مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، قد ندد بالأسلوب العشوائي والعنيف للشرطة الأمريكية الذي أدى إلى مقتل جورج فلويد في مدينة منيابوليس الشهر الماضي.
وأمر المجلس بإعداد تقرير حول “العنصرية المنظمة” ضد المواطنين من أصل إفريقي، كما وافق المجلس بالإجماع على قرار قدمته الدول الإفريقية يفوض مكتب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بتقديم نتائج ذلك التقرير في غضون عام.
وخفف المجلس نص القرار عن صياغة أولية دعت صراحة لتشكيل لجنة أممية للتحقيق في العنصرية بالولايات المتحدة وغيرها من الدول.