احتجاجات طرابلس تتسبب في تصدع معسكر السراج
قفز على السلطة، أم تضامن مع المتظاهرين؟ سؤال متداول في الشارع الليبي، بعد بيان وزير الداخلية في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، الذي هدد فيه باستخدام القوة ضد الميليشيات المسلحة الموالية لرئيس الحكومة فائز السراج في حال المساس بحياة المتظاهرين.
وفيما وصف بأنه محاولة توريط للسراج تتضمن البيان اعتراف باشاغا باعتداء مجموعات مسلحة على المتظاهرين السلميين عبر إطلاق النار بشكل عشوائي، في إشارة إلى ميليشيا النواصي الموالية للسراج.
البيان الذي أصدره باشاغا وصف بأنه دليل جديد على التصدع داخل حكومة الوفاق، والصراع على السلطة بين باشاغا والسراج، وما يؤكد الخلاف بين الجانبين أن الميليشيا هتفت ضد وزير داخلية الوفاق أثناء اختطاف بعض المتظاهرين.
ويحمل الصراع بين الطرفين طابعًا جهويًا، إذ يتحرك باشاغا مدعوما من “ميليشيات مصراتة” التي تحاول فرض وجودها بالقوة وإنهاء دور السراج في الفترة الحالية، بينما يدافع الشق الآخر عن السراج وتقوده ميليشيات العاصمة طرابلس.
الحرب الداخلية في حكومة الوفاق ليست وليدة اللحظة، بل عادت لتطفو في الفترة الأخيرة.
وفي أول أغسطس/ آب الجاري، خرجت إلى العلن اتهامات متبادلة بين فائز السراج رئيس الملجس ونائبه أحمد معيتيق بعد أن وصف الأخير سلطة السراج المطلقة بأنها سبب الفساد.
وتطورت الخلافات بين الجانبين إلى دعوة معيتيق الليبيين إلى التظاهر للمطالبة بفتح تحقيق لفساد هذه الحكومة.
وبين صراعات السراج وباشاغا ومعتيق، ينظر الثلاثة إلى تركيا في انتظار ما تقرره الأستانة صاحبة اليد العليا في ليبيا.
