عمت الاحتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بسبب نجاح “مسبار الأمل” في دخول مداره بكوكب المريخ في لحظة تاريخية وحاسمة لمجتمع البحث العلمي حول العالم بالنظر إلى أهمية البيانات التي سيجمعها المسبار من على سطح كوكب المريخ.
هذا ويجمع المسبار على متنه 3 أجهزة علمية عبارة عن كاميرا استكشافية رقمية ومقياس طيفي بالأشعة تحت الحمراء وآخر بالأشعة ما فوق البنفسجية لنقل صورة شاملة عن مناخ الكوكب الأحمر وطبقات غلافه الجوي.
وأعلن الشيح محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، اليوم الثلاثاء، نجاح مسبار الأمل في دخول مداره بالمريخ، والتي تعد أول مهمة عربية ناجحة في الوصول إلى المريخ، حيث ستمكن من تقديم صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر وفي مواسم مختلفة.
ومن جانبه، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي إن الهدف من مسبار الأمل هو إعطاء الأمل للعرب بأنهم قادرون على منافسة باقي الأمم.
وأكد نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، الدكتور علاء النهري، في تصريحات لـ”الغد”، أن دولة الإمارات برهنت أنها نموذجا متفرد في التقدم والنماء من خلال إطلاق “مسبار الأمل”.
وبارك “النهري” للعلماء الإماراتين عبر 200 مهندس ومهندسة في تحقيق هذا الإنجاز، لافتا إلى أن هؤلاء العلماء بذلوا مجهودات كبيرة على مدار 7 سنوات.
فيما قال الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية الدكتور محمد القوصي، إن التعامل مع المعلومات باحترافية عالية هو السبب في نجاح وصول “مسبار الأمل”.
وأشار إلى أنه آن الأوان لتتكاتف الدول العربية مع بعضها، خاصه مع نجاح الإمارات في الدخول في مشروع فضائي ضخم.
وقال المهندس سالم حميد المري، مساعد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء للشؤون العلمية والتقنية، في تصريحات لـ”الغد”، إن الكادر الهندسي والعلمي هو الكنز الحقيقي، مشيرا إلى أنه تم بناء هذا الكادر في المركز خلال 15 سنة ، حيث كانت البداية في 2005 عندما ذهب 4 مهندسين إلى كوريا الجنوبية في برنامج نقل معرفة، ليصبح العدد أكثر من 200 مهندس، وذلك في ظل التركيز الدائم على قدرات البشر حيث تقاس الحضارة بالقدرات العلمية والتقنية.
وأشار إلى أنه هناك أجزاء من المسبار بنيت في الإمارات وأجزاء أخرى مع شركائنا في أمريكا ودول أخرى حول العالم، لافتا إلى أنه بعد وصول المسبار بنجاح، تدخل هذه المهمة إلى التركيز على الأهداف العلمية للمشروع، والتي منها دراسة حالة الغلاف الجوي حول كوكب المريخ.
بينما أكد رئيس الجمعية المصرية الروسية للعلوم ومستشار وكالة الفضاء الروسية في مصر، الدكتور حسين الشافعي، أن إطلاق «مسبار الأمل» إنجاز للبشرية جمعاء ، مشيرا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت نموذجا للتعاون الدولي في مجال الفضاء.
وأوضح في تصريحات لـ”الغد”، أن الحدث تاريخي ليس لدولة الإمارات فقط أو للدول العربية فقط، فهو إنجاز إنساني على مستوى البشرية، بعد أن قطع هذا المسبار 500 مليون كم في بادرة تحملت مسئوليتها دولة الإمارات وأنجزت مهمة بناء هذا المسبار في فترة قياسية لم تتجاوز الـ6 سنوات.
وقال “الشافعي”، إن ما يميز هذه التجربة عن التجارب السابقة، من حيث الشكل أن تقطع مركبة هذه المسافة الضخمة من الأرض إلى المريخ في ظل أن صناعتها تتطلب تكنولوجيا عالية الجودة، مشيدا بالجهد الضخم للشيخ محمد بن راشد الذي استخلص خلاصة شباب وشابات الإمارات للقيام بهذا العمل، ضاربين لإقرانهم، ليس في العالم العربي فقط ولكن في العالم أجمع، نموذجا يحتذي به.
ولفت إلى أن الإمارات أخذت هذه المبادرة وأعلنت في سابقة ليس لها مثيل، أن ما سوف يحصل عليه المسبار من معلومات سوف يتم تداولها بالمجان، بين وكالات الفضاء ومراكز البحوث ذات الصلة، ضاربة مثال بالكرم العربي والتأكيد على أن مكتسبات هذا المسبار للبشرية جمعاء، حيث لم يسبق لأي وكالة فضاء أوروبية أو أمريكية أو روسية أن قامت بمثل هذه المبادرة، لأن ما تحصل عليه المركبات يظل حكرا في صناديق مغلقة على الباحثين في دولة الاطلاق.
