قبل ساعات من اختتام الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف السورية ، أمس الجمعة، ورغم توقعات الفشل في اللحظات الأخيرة، تم اختراق مناخ الفشل وعدم التوافق، بـ ” 4 سلال” والاتفاق على منهجية مناقشة المسائل الأربع بالتوازي.
ويرى سياسيون وخبراء مقربون من دائرة التفاوض في جنيف، أن تحديد جدول لأعمال الجولة الخامسة المقبلة، في 20 مارس / آذار الجاري، بما في ذلك تحديد «السلال» التي ستتم مناقشتها بين الوفود، يُعتبر بحد ذاته اختراقاً لمفاوضات جنبف، ونجاحا للموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، والذي تمكّن من ضمان عدم انسحاب أي من الوفود السورية، سواء الحكومي أو وفود المعارضة الثلاثة، من الجلسات التي دامت 8 أيام، على رغم فشله في جمعها إلى طاولة واحدة.
وفي الواقع لم تكن محادثات السلام السورية في جنيف تعد بتحقيق انفراجة، ختى تم الاتفاق على أجندة تضم «السلات الأربع» بالإضافة إلى إطار زمني في شهر مارس / آذار الجاري. وتشير كلمة «السلات» إلى الموضوعات التي ستخضع للمناقشة وتشمل : الحوكمة، والدستور، والانتخابات، والإرهاب .. وتفصيلاتها : وضع دستور جديد، وإجراء انتخابات، وإصلاح نظام الحكم، ومكافحة الإرهاب.
كان “دي ميستورا” قدّم مقترحات جديدة للأطراف السورية المشاركة في «جنيف-4» تتضمن 12 مادّة بينها مقترح «إدارة ذاتية على المستوى المحلي».. وجاء في وثيقة المقترحات : أن “الشعب السوري فقط هو الجهة المخولة بتقرير مستقبل البلاد، واختيار نظامها السياسي والاقتصادي، والاجتماعي، بطريقة بعيدة عن الضغوط الخارجية، ومن خلال الوسائل الديموقراطية وصناديق الاقتراع، وحماية مبدأ المواطنة في سورية، والتعددية السياسية، وسيادة القانون، والفصل بين السلطات، واستقلال القضاء، والوحدة الوطنية، والاعتراف بالتنوع الثقافي للمجتمع السوري، وأن على الدولة السورية لا تكون طائفية، بل ديموقراطية تستند إلى أسس ومبادئ الإدارة الشاملة والخاضعة للمساءلة”.
وتضمنت وثيقة المقترحات، بحث مسائل التفاوض الأربع (الحوكمة، الدستور، الانتخابات، الإرهاب) في شكل متزامن .. بينما كان قرار مجلس الأمن ينص على “تشكيل حكومة انتقالية أولاً، تقوم لاحقاً بتولي بحث مسألتي الدستور والانتخابات”
وإذا كان “دي ميستورا” لم يتمكن من جمع الطرفين إلى مائدة واحدة، والتقى كل طرف على حدة على مدار ثمانية أيام في محاولة للاتفاق على شكل المحادثات المستقبلية وإبقاء عملية السلام على قيد الحياة.. إلا أنه استطاع أن يحقق اختراقا أخيرا للجولة الرابعة من المفاوضات، ووضع أجندة بالتوافق للجولة الخامسة المقبلة.
