اختراق «حذر» لأزمة تشكيل الحكومة اللبنانية

يبدو أن اشتعال النيران في شوارع طرابلس بشمال لبنان، أثار قلق فرنسا من مخاطر تمدد الإنتفاضة الطرابلسية وتحولها إلى «ثورة جياع» تعم لبنان كله، بعد الإنهيارات الإجتماعية والمعيشية التي داهمت الأكثرية الساحقة من اللبنانيين السنة الماضية.

ويشبر مراقبون في بيروت، إلى المفارقة المحزنة، بأن أحداث طرابلس هزت دوائر القرار في العالم، ولم تحرك جفناً للمسؤولين اللبنانيين، ولم يُحركوا ساكناً لإستيعاب نيران الثورة الشعبية التي تلوح في الأفق.

اتصال فرنسي أشد سخونة من حرائق طرابلس

وكان واضحا، أن إتصال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأخير بالرئيس اللبناني ميشال عون، جاء على إيقاع أحداث طرابلس، والكلام الذي سمعه الرئيس اللبناني من نظيره الفرنسي، كان أشد سخونة من الحرائق التي إشتعلت في طرابلس (الفيحاء)، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني رئيس تحرير صحيفة اللواء اللبنانية، صلاح سلام، وكذلك حال مكالمة الرئس ماكرون مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، في معرض الحث على التحرك وإيجاد المخارج المناسبة لتشكيل الحكومة الجديدة.

بعض الاختراق في جدار الأزمة السميك

ويتردد في بيروت، أن اللواء عباس إبراهيم ، مدير الأمن العام اللبناني، تحرك واستعاد فعالية وساطته بين قصربعبدا الرئاسي وبيت الوسط (سرايا الحكومة)، وحقق بعض الإختراق في جدار الأزمة السميك، عقب اتصالات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون..وتردد أيضا في هذا الإطار، أن اللواء عباس، كان قد تلقى إتصالا من باريس لمتابعة ما توصلت إليه مساعيه، ولإطلاعه على نتائج إتصال ماكرون بعون والحريري.

وذكرت صحيفة اللواء اللبنانية، أن اللواء عباس إلتقى  كل من «عون والحريري» بعد إتصال ماكرون بهما، وإستطاع أن يحقق خرقاً في جدار الأزمة الشخصية بينهما، ستظهر نتائجه خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يتم وصل ما إنقطع بينهما، وعودة الحريري إلى زيارة قصر بعبدا الرئاسي.

وثمة تكتم حول التقدم الذي أحرزته مساعي اللواء ابراهيم مؤخراً، حرصاً على عدم تعرضها «لنيران صديقة».

محاولة تحريك عجلة تشكيل الحكومة

وفيما بقي اتصال الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، برئيس الجمهورية ميشال عون، وبرئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري  ـ السبت الماضي ـ هو الحدث الابرز على صعيد تحريك عجلة تشكيل الحكومة الجديدة المتوقفة عند جدار الخلافات الحادة بين عون والحريري، إلا أن الغموض ما يزال يكتنف كيفية ترجمة  نتائج هذا الاتصال عمليا على صعيد حلحلة أزمة تشكيل الحكومة واخراجها الى حيز التنفيذ الفعلي.

وبينما كشف النائب في البرلمان الفرنسي، جوزف مكرزل، أن الرئيس ماكرون لن يأتي إلى بيروت قبل ان يضمن حصول تقدّم، بعد اجراء اتصالات مع كل من الدول الكبرى والإقليمية، وإلّا فإن العقوبات الأوروبية، ستكون على الطاولة، بعد إسقاط كل الذرائع.

التعلق بـ «حبال فرنسا»

وهكذا يتعلق اللبنانيون بـ «حبال فرنسا»،  حيث لاحت لدى السياسي والمواطن العادي بشائر إمكانية استئناف المحركات التشاورية بالعلن، ووراء الكوالييس، لحلحلة العقد الكامنة، والطارئة، واحتواء التصعيد السياسي، بين تياري التشكيل الوزاري (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف)، وتهيئة المناخ لإختراق «الجدار السميك» للأزمة.

وأصبح التساؤل المصاحب لموجة التفاؤل الحذر: هل يستمر هذا الإختراق في التوسع، أم أن الذي أجهض المحاولات السابقة، سيسارع إلى سد الثغرة الجديدة والإبقاء على القطيعة بين «عون والحريري»؟!

التفاؤل الحذر

ويرى سياسيون ومفكرون لبنانيون، أن «التفاؤل الحذر» امر طبيعي ، بعد سنة مريرة، لم يعرف مثلها اللبنانيون في تاريخهم الحديث..حيث  بدت الإنهيارات تعصف بكل شيء: فلا عقلانية الدولة، سمحت بانتقال هادئ، وسالم، وممكن بين حكومة مستقيلة، وأخرى يتعين أن يتم تشكيلها، وأن من يرصد مسار الأزمة السياسية، يكشف كيف أن اللاعقلانية اللبنانية، هي التي تتحكم بكل شيء، في بلد قال  عنه الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون: «إن حكامه لا يستحقون ان يكونوا حكاماً عليه».

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]