ارتفاع عدد المصابين بكورونا حول العالم.. والفيروس يصل إلى الشرق الأوسط
يواصل فيروس كورونا الانتشار وحصد الأرواح في الوقت الذي تسعى فيه دول العالم جاهدة لإجلاء رعاياها من ووهان، بؤرة تفشي الفيروس، الذي بلغت حصيلة ضحاياه 132، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لتجنب تفشي المرض في دول أكثر بالعالم.
فقد استيقظ العالم، اليوم الأربعاء، على إعلان وزارة الصحة الإماراتية عن ظهور إصابات بفيروس كورونا الجديد بين أسرة من مدينة ووهان الصينية تقيم في الإمارات، وهي أول حالة إصابة مؤكدة في الشرق الأوسط.
وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) الرسمية، إن وزارة الصحة الإماراتية ذكرت أن أربعة أفراد من أسرة صينية واحدة أصيبوا بفيروس كورونا في أول حالات إصابة يتم الإبلاغ عنها في البلاد.
وقد نشأ الفيروس في ووهان عاصمة إقليم هوبي، وأودى بحياة 132 شخصا على الأقل في الصين. والإمارات مركز كبير لحركة النقل الجوي حيث يعد مطار دبي الدولي ثالث أكثر مطارات العالم ازدحاما ومركز عمليات شركة طيران الإمارات.
وسجلت السلطات الصحية في الصين القارية 5974 إصابة بفيروس كورونا المستجد، بزيادة قدرها 1400 عن اليوم السابق، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 132، حسبما ذكرت وكالة الأنباء “فرانس برس”.
وقالت القنصلية الروسية في مدينة قوانغتشو الصينية، اليوم الأربعاء، إن روسيا والصين تعملان معا لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، وإن بكين سلمت روسيا الشيفرة الوراثية (الجينوم) للفيروس.
وذكرت القنصلية في بيان على موقعها الإلكتروني “بدأ خبراء روس وصينيون تطوير لقاح”.
من ناحية أخرى، علقت الخطوط الجوية البريطانية “بريتيش إيرويز” البريطانية اليوم، بشكل “فوري” لجميع رحلاتها إلى البر الصيني، عملا بتعليمات المملكة المتحدة القاضية بتفادي التوجه إلى هذا البلد في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد فيه.
وأوضحت شركة الطيران في بيان تلقت وكالة فرانس برس على نسخة منه “علقنا جميع الرحلات من وإلى الصين القارية مع التنفيذ الفوري عملا بتوصية وزارة الخارجية”.
كذلك سجلت فرنسا، أمس الثلاثاء، رابع حالة إصابة بفيروس كورونا وهي لسائح صيني مسن.
وبحسب مدير وزارة الصحة جيروم سالومون، فإن المريض الذي يعتقد أنه يبلغ من العمر 80 عاما، يعالج الآن في باريس وحالته خطيرة.
وعلى خلفية ذلك، قامت كل من الولايات المتحدة واليابان الأربعاء، بإجلاء المئات من رعاياهما من ووهان، بؤرة انتشار فيروس كورونا المستجد في وسط الصين حيث تخطى عدد الإصابات بوباء سارس قبل حوالي عشرين عاما.
وأعلنت السلطات الصحية الصينية الأربعاء، تسجيل 26 وفاة جديدة جراء فيروس كورونا المستجد منذ الثلاثاء، ما يرفع الحصيلة إلى 132 وفاة و5974 إصابة مثبتة في البر الصيني.
وهذا الرقم تخطى عدد الإصابات عند انتشار فيروس سارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد) الذي طاول 5327 شخصا في 2002 و2003 وأدى إلى وفاة 774 شخصا في العالم بينهم 349 في البر الصيني.
وتركزت الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الصين، غير أن إصابات سجلت أيضا في 15 دولة أخرى. وفي مؤشر مقلق، أفادت اليابان وألمانيا الثلاثاء عن أولى حالات انتقال الفيروس من شخص إلى آخر خارج الصين.
وحطت طائرة يابانية تنقل حوالى 200 مواطن ياباني من ووهان قبل الظهر في طوكيو. وقال تاكيو أوياما الموظف الياباني في شركة “نيبون ستيل” للتعدين لدى نزوله من الطائرة “إنني مرتاح جدا”.
وروى “لم يعد بوسعنا التنقل بحرية ولم نكن نحصل على المعلومات إلا بشكل مجتزأ عدد الإصابات بدأ في وقت ما بالارتفاع سريعا، كان الأمر مخيفا”.
ولا تعتزم السلطات اليابانية فرض حجر صحي على المواطنين العائدين من يوان، بل تطلب منهم فقط لزوم منازلهم على مدى أسبوعين.
كذلك أعلنت الولايات المتحدة أن طائرة أقلعت، الأربعاء، وعلى متنها حوالى 200 شخص لإجلاء موظفي قنصليتها في ووهان ورعايا أمريكيين آخرين.
من جهتها، أعلنت باريس أن طائرة ستحط، الخميس، في ووهان لإعادة أول دفعة من الرعايا الفرنسيين “الجمعة على الأرجح”، وقالت وزيرة الصحة أنييس بوزين أن العائدين سيخضعون للحجر الصحي 14 يوما لدى عودتهم.
وتعد كوريا الجنوبية لعملية إجلاء رعاياها، فيما تقول دول أخرى أنها تدرس مثل هذه العمليات، وبينها كندا وأستراليا التي تعتزم وضع مواطنيها العائدين في الحجر الصحي في جزيرة كريسماس في المحيط الهندي.
ويواصل الوباء الانتشار خارج الصين مع تسجيل أربع إصابات جديدة بالفيروس في مقاطعة بافاريا بجنوب غرب ألمانيا، حيث رصد أول انتقال مباشر للعدوى على الأراضي الأوروبية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إرسال خبراء دوليين “بأسرع وقت ممكن” إلى الصين لتقاسم المعلومات حول الفيروس وتقديم “رد عالمي” لمواجهته.
وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ لدى استقباله مدير منظمة الصحة العالمية تادروس أدناهوم جيبريوس “الوباء شيطان، ولن نسمح للشيطان بأن يختبئ”.
لكن بعد ساعات، دعت الولايات المتحدة الصين إلى “المزيد من التعاون والشفافية”. وكان النظام الصيني اتهم في 2002 بإخفاء ظهور وباء سارس.
بموازاة ذلك، يعمل باحثون من معاهد الصحة الوطنية الأمريكية على تطوير لقاح ضد الفيروس، لكنّ العمل عليه قد يستغرق عدة أشهر، فيما أعلن علماء في معهد دوهرتي في ملبورن بأستراليا التوصل إلى استنساخ الفيروس في المختبر، في مرحلة تعتبر أساسية لمكافحته.
وأعلنت هونج كونج أنها خفّضت إلى النصف الرحلات الآتية من الصين القارية وأغلقت ستّ نقاط عبور من أصل 14 على حدودها، فيما نصحت عدة دول منها ألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة رعاياها بعدم التوجه إلى الصين.
وفيما تثير الأزمة مخاوف من الانعكاس على الاقتصاد العالمي، أرجأت شركة “آبل” الأمريكية العملاقة للإلكترونيات إعادة فتح مصانعها في الصين، السوق الأساسية لمنتجاتها، إلى 10 فبراير/ شباط.
