ارتفاع معدل الصيد الجائر لوحيد القرن في ناميبيا

انخفض عدد حالات قتل حيوانات وحيد القرن للحصول على قرونها في جنوب إفريقيا خلال الستة أشهر الأولى من العام في ظل تكثيف السلطات جهود التصدي للصيد الجائر للحيوانات المهددة بالانقراض.

تكافح جنوب إفريقيا وجارتاها ناميبيا وبوتسوانا منذ عشرات السنين للسيطرة على الصيد الجائر لوحيد القرن الذي تُباع قرونه بأثمان باهظة من أجل صناعة المجوهرات أو استخدامها في الطب الشعبي في بعض دول شرق آسيا.

وقرون وحيد القرن تتكون بشكل رئيسي من الكيراتين، وهو بروتين موجود أيضا في شعر الإنسان وأظفاره.

وقالت وزارة البيئة في جنوب إفريقيا إن بين الأول من يناير كانون الثاني و30 يونيو حزيران قُتل 231 وحيد قرن في جنوب إفريقيا لانتزاع قرونها، وهو أقل 28 رأسا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأضافت الوزارة أن الجهود المشتركة التي تشارك بها جهات إنفاذ القانون ومسؤولي الجمارك وجهات للأمن الخاص أدت إلى إدانة ممارسي الصيد الجائر، لكن استمرار وجود طلب على القرون يعني استمرار وجود تهديد لتعداد حيوان وحيد القرن.

ما زالت بنغلاديش مركزاً للصيد الجائر لنمور مهددة بالانقراض، رغم تأكيدات الحكومة نجاح حملة قمع ضد مجموعات متورطة في هذه التجارة، وفق دراسة نشرت مؤخرا. وتعد غابات المانغروف في سونداربانس الممتدة بين الهند وبنغلادش، موطناً لأحد أكبر تجمعات نمور البنغال في العالم.

ويشتري المهرّبون جلودها وعظامها ولحمها كجزء من تجارة غير قانونية واسعة النطاق للحيوانات البرية تقدر قيمتها بحوالى 20 مليار دولار على مستوى العالم كل عام.

وأفادت دراسة أجرتها مجموعة «بانثيرا» لحماية النمور والأكاديمية الصينية للعلوم، أنه تم تصدير أجزاء النمور التي اصطيدت في سونداربانس إلى 15 دولة على رأسها الهند والصين.

ووجدت المجموعات التي تنشط في سونداربانس في الصيد الجائر للنمور تجارة مربحة قبل الحملة التي أطلقتها الحكومة في العام 2016. وقُتل 117 من هذه المجموعات على الأقل بالرصاص وأوقف مئات آخرون، وفق أرقام رسمية، فيما استسلم كثر كجزء من عفو حكومي. لكن بحث «بانثيرا الذي نشرته مجلة «كونسرفيشن ساينس أند براكتس»، أظهر أن الفراغ الذي أحدثته الحملة ملأته أكثر من 30 منظمة متخصصة في الصيد الجائر للنمور وصيادون انتهازيون.

وأضافت الدراسة أن التجار يعملون عبر شركات الخدمات اللوجستية التابعة لهم وفي بعض الحالات يخفون نشاطاتهم تحت شكل تراخيص للتجارة القانونية في الحياة البرية.

واعترض أبو ناصر محسن حسين، المسؤول في إدارة الحفاظ على البيئة في سونداربانس، على نتائج الدراسة، قائلاً إن الحملة أدت إلى توقف التجارة غير المشروعة.

وأضاف: «اتخذنا إجراءات للحفاظ على النمور البنغالية في سونداربانس، لم ينفق أي نمر بسبب الصراع بين النمور والبشر في السنوات الخمس الماضية».

ويعيش 114 نمراً بنغالياً فقط في الجزء البنغلادشي من سونداربانس، وفقاً لإحصاء رسمي نُشر عام 2019، وهي زيادة طفيفة عن أدنى مستوى قياسي سجّل قبل أربع سنوات.

بعد 30 عاما من محاربته الصيد الجائر، قرر الجنوب إفريقي جون هيوم المدافع عن حيوانات وحيد القرن، التخلي عن هذه القضية وتنظيم مزاد هذا الأسبوع على أكبر مزرعة في العالم لتربية هذه الأنواع المهددة بالانقراض.

وقال هيوم (81 عاما) ساخرا خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس “لم يبق لدي أي شيء، باستثناء ألفي وحيد قرن وثمانية آلاف هكتار من الأراضي”.

تعد جنوب إفريقيا موطنا لحوالى 80 % من حيوانات وحيد القرن في العالم. لكن البلاد أصبحت بؤرة ساخنة للصيد الجائر الذي يغزيه الطلب من آسيا حيث تستخدم قرونها في الطب التقليدي.

العام الماضي، قتل حوالى 450 من وحيد القرن في جنوب إفريقيا، وهو رقم أقل بقليل من العام السابق وفقا للحكومة رغم الإجراءات الصارمة التي فرضت لمكافحة الصيد الجائر في المتنزّهات الوطنية مثل حديقة كروغر.

وكيّف سارقوا القرون التي يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد منها في السوق السوداء 60 ألف دولار، استراتيجيتهم، وأصبحوا الآن يستهدفون الحدائق الخاصة غير المحمية بشكل كبير.

يقدر جون هيوم أنه على مر السنوات، أنفق 150 مليون دولار على مشروعه الطموح لإنقاذ هذه الثدييات الكبيرة التي وقع في حبها صدفة.

وروى “بالنسبة إلى وحيد القرن، كان الأمر يستحق ذلك بالتأكيد. عدد حيوانات وحيد القرن الآن أكثر مما كان عليه عندما بدأت المشروع”.

لكن “صرفت كل المدخرات التي جمعتها طيلة حياتي في محاولة لإنقاذ هذه الحيوانات على مدى 30 عاما. لقد نفدت كل نقودي” كما أوضح رجل الأعمال المتقاعد الذي جنى ثروته من السياحة.

وفي مزرعته التي تبعد أقل من 200كيلومتر جنوب غرب جوهانسبرغ، يعيش ألفا وحيد قرن أبيض في ظل حماية مشددة: أسوار ممتدة على مسافة أميال وكاميرات مراقبة وأجهزة الكشف عن الحرارة وجيش من الحراس. يعمل 100 شخص في الموقع.

في غرفة التحكم، لدى رئيس الأمن هدف واحد، هو أن يظهر للصيادين أنهم “لا يملكون أي فرصة هنا”.

لكن براندن جونز أقر “نحن نقوم فقط بتحويل مسارهم، ونعلم جيدا أنهم سيستهدفون الحيوانات الأخرى التي يسهل الوصول إليها”.

لكن كل هذه الحماية والإجراءات الأمنية تكلف مبالغ باهظة.

ويأمل جون هيوم بأن يتولى “شخص ما يعتبر مبلغ خمسة ملايين دولار في السنة مصروف جيب” المسؤولية.

وأضاف أنه عند انطلاق المزاد عبر الإنترنت “يفضل رؤية ملياردير يرغب في إنقاذ حيوانات وحيد القرن من الانقراض على شراء يخت فاخر”.

يفتتح المزاد الأربعاء، والمزرعة مع حيواناتها ومساحتها وآلاتها معروضة للبيع.

وأشار هيوم إلى أن إضافة مخزونها البالغ 10 أطنان من قرون وحيد القرن إلى المزرعة أمر قابل للتفاوض.

وقطعت هذه القرون بشكل وقائي كوسيلة لثني الصيادين عن قتل الحيوانات، علما أن قيمتها تبلغ أكثر من 500 مليون دولار في السوق السوداء.