ارتقاء 5 شهداء وهدم 69 منشأة في القدس الشهر الماضي
ارتفعت وتيرة جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، في الشهر الأول من العام الحالي، مما ينذر بواقع جديد بالمدينة المقدسة في ظل حكومة اليمين المتطرف العنصري.
وذكرت محافظة القدس في تقرير لها اليوم الأربعاء، أنه خلال شهر كانون الثاني، تم هدم وتجريف (69) منشأة في القدس المحتلة، منها (10) منشآت تم هدمها بشكل ذاتي قسري، وتنفيذ (10) عمليات حفر وتجريف لأراض.
ولفت التقرير، إلى أن آليات وطواقم الاحتلال هدمت خلال شهر يناير كانون الثاني (49) منشأة شملت؛ 26 محلًا تجاريًا 25 منها في حزما، بالإضافة إلى 11 منزلًا في سلوان، وبيت حنينا، وبيت صفافا، ومخيم شعفاط، وجبل المكبر، وخمسة أسوار وجدران استنادية في عناتا وجبل المكبر وبلدة سلوان، وبركسان في بلدة السواحرة وسلوان، وبركس زراعي في العيسوية، وبركس للأغنام في جبل المكبر، وسلسلة حجرية وكونتينر في عناتا، وموقف للمركبات قيد الإنشاء في بلدة جبل المكبر.
كما سلمت سلطات الاحتلال العديد من إخطارات هدم لعدة منازل في العديد من بلدات محافظة القدس المحتلة. حيث سلمت سلطات الاحتلال خلال شهر كانون الثاني نحو (74) إخطارًا بالهدم على عدد من المنشآت التجارية والمنازل.
ونوه التقرير، إلى أنه خلال كانون الثاني ارتقى 5 شهداء في محافظة القدس من بينهم طفلان تحت سن المسؤولية، حيث أعدمت قوات الاحتلال كلًا من المواطن سمير عوني حربي أصلان (41 عاما)، والفتى “محمد علي محمد علي” (17 عامًا)، و الشاب يوسف عبد الكريم محيسن (22عامًا)، والشاب خيري موسى علقم (21 عامًا)، الفتى وديع عزيز أبو رموز (16 عامًا).
وخلال شهر كانون الثاني من العام 2023 احتجزت سلطات الاحتلال جثامين الشهداء (محمد علي، خيري علقم، وديع أبو رموز) ليرتفع عدد الشهداء المقدسيين الذين تحتجز سلطات الاحتلال جثامينهم في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام إلى 25 شهيدًا.
اعتداءات المستوطنين
وأوضح التقرير، أن اعتداءات المستوطنين وجرائمهم تزايدت وتيرتها في كل شهر، فخلال شهر كانون الثاني نفذ المستوطنون نحو (22) اعتداء تخللها اعتداء بالإيذاء الجسدي. وكان من بين الاعتداءات محاولة مستوطن دهس عدد من الشبان في حيّ الشيخ جرّاح بالقدس المحتلة.
وشهد شهر كانون الثاني ارتفاع في وتيرة الدعوات التحريضية التي تنظمها جماعات استيطانية لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك، إذ طالبت جماعات الهيكل المتطرفة بافتتاح كنيس داخل الأقصى والسماح بأداء كامل الطقوس التلمودية وإدخال الأدوات والقرابين في المسجد الأقصى.
واعتدى مستوطنون على عدد من المقابر الإسلامية والمسيحية، كمقبرة عائلة الدجاني في حيّ النبي داود بالقدس المحتلة، والمقبرة البروتستانتية والبطريركية الآرمنية، كذلك واصل الاحتلال استهداف شخصيات مقدسية.
وأوضح التقرير، أن قوات الاحتلال استخدمت القوة المفرطة ضد المقدسيين في مختلف أنحاء العاصمة المحتلة، و أنه تم رصد نحو (17) إصابة نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال بالإضافة إلى عشرات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى فرض واقع جديد على مدينة القدس المحتلة من خلال تنفيذ مشاريع استيطانية خطيرة، ففي شهر كانون الثاني من العام 2023 صادقت سلطات الاحتلال على (3) مشاريع استيطانية أحدهم في حيّ المصرارة شرق مدينة القدس المحتلة
كما صادقت لجنة التخطيط والبناء في بلدية الاحتلال على مخطط مسار جديد للقطار الخفيف يربط بين شرق القدس وغربها وسيتسبب هذا المسار بمصادرة وهدم مزيد من منازل المقدسيين وسلب اراضيهم.
الجرائم بحق الأسرى والمؤسسات
وفيما يتعلق بملف الأسرى يخوض الأسرى في سجون الاحتلال حربًا ضارية لا تقل عمّا يحدث خارجه، حيث تواصل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي التنكيل بهم والاعتداء عليهم بشكل مستمر، ففي 1 كانون الثاني رفضت ما تسمى المحكمة العليا لدى الاحتلال طلب استئناف قدم لها للإفراج عن الأسير المقدسي أحمد مناصرة.
وفي محاولات مستمرة لقمع المؤسسات المقدسية داخل مدينة القدس يواصل الاحتلال قمع وإغلاق هذه المؤسسات وقمع الفعاليات في محاولات حثيثة لطمس كل ما يمت للهوية العربية الإسلامية بصلة في العاصمة المحتلة.
وفي إطار الاعتداء على الطواقم الطبية وبتاريخ 25 كانون الثاني اعتدى جنود الاحتلال على المسعفين في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة إذ اقتحم عدد من جنود الاحتلال سيارة الإسعاف التي نقلت الشهيد محمد علي واعتدوا على المسعفين.
أما على صعيد الاعتداء على الصحفيين فاستهدفت قوات الاحتلال الصحفيين بالقنابل الغازية خلال تغطيتهم اقتحام مخيم شعفاط، وهدم منزل عائلة الشهيد عدي التميمي.
التحديات والانتهاكات
كما فرضت قوات الاحتلال تشديداتها على أبواب المسجد الأقصى المُبارك، وضيّقت على المصلين ونكلت بهم من خلال اخضاعهم للتفتيش واحتجاز بطاقاتهم الشخصية، وذلك تزامناً مع اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى. ورصدت محافظة القدس اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المُبارك خلال شهر كانون الثاني، إذ اقتحم (4408) مستوطناً، و(65591) تحت مسمى سياحة باحات المسجد الأقصى المُبارك بحماية مشددة من قوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح.
كذلك تتصاعد عمليات الاعتقال التي تنفذها قوات الاحتلال بوحشية بحق الأهالي في محافظة القدس، إذ جرى رصد نحو (324) حالة اعتقال لمواطنين من بينهم نحو (60) طفلًا، ونحو(7) سيدات، في كافة مناطق محافظة القدس خلال شهر كانون الثاني.
وأصدرت محاكم الاحتلال العنصرية وفق تقرير محافظة القدس، (35) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بينها (13) حكمًا بالاعتقال الإداري “أي دون تحديد تهمة موجهة لهم بشكل واضح”، بالإضافة لفرض غرامات مالية باهظة جدًا تزيد من معاناة أسرهم.
وجرى رصد (27) قرارًا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق مواطنين مقدسيين من بينهم (11) طفلًا. وترواحت مدة قرارات الحبس المنزلي الصادرة ما بين يومين إلى 45 يوم.
وشهد شهر كانون الثاني إصدار سلطات الاحتلال قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، في محاولةٍ منهم للسيطرة على المسجد الأقصى والأماكن المحيطة به ومحاولات تفريغه من المؤمين، فأصدرت نحو (22) قرارًا بالإبعاد، منها (9) قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى، كما سلمت سلطات الاحتلال قرارات منعٍ من السفر لـ (7) مواطنين.