استراتيجية «السير على حبل مشدود».. هل تحول دون إقامة تحالف شامل بين الصين وروسيا ؟

رغم  إقرار الصين وروسيا سعيهما نحو تشكيل نظام عالمي جديد يكسر هيمنة الغرب، إلا أنهما لم يستطعا بعد التخلص من عوائق مازالت تمنعهما من الارتقاء بالعلاقات بينهما إلى مستوى تحالف كامل.

حيث إن مسارات التعاون بين موسكو وبكين تتجلى في أربعة مجالات رئيسية: مبيعات الأسلحة ونقل التكنولوجيا، والتدريبات العسكرية، والفضاء والحرب الإلكترونية، والتكتيكات الهجينة.

ففي مجال بيع الأسلحة ونقل التكنولوجيا، كانت روسيا الأكثر تقدما في الصناعات العسكرية،  لكن التطور السريع للصين في هذه الصناعة وضع الشريكين الآن على قدم المساواة.

وفيما يتعلق بالتعاون العسكري، زادت بكين وموسكو من التدريبات المشتركة بينهما، وآخرها مناورات “فوستوك” في سبتمبر الماضي.

أما فيما يخص قضايا الفضاء والحرب الإلكترونية، فالتعاون أكثر محدودية، ويقتصر بينهما على الجانب التقني وعلى جهود في الخفاء وفي العلن لمعارضة تحركات واشنطن لعسكرة الفضاء.

وبينما تدرك كل من الصين وروسيا أهمية الحرب الهجينة، مازالتا تعانيان من الافتقار إلى استراتيجية مشتركة لمواجهة القدرات الهجينة الغربية.

ومع تداعيات الحرب في أوكرانيا، يصف محللون الاستراتيجية الصينية في التعامل مع روسيا بـ”السير على حبل مشدود بين طرفين” ،

فمن ناحية، الصين مضطرة إلى مساعدة روسيا، لكنها  ليست مهتمة بانهيار موسكو اقتصاديا.

وعلى الطرف الآخر، تولى بكين اعتبارا أكبر لمصالحها مع  الغرب المتمثلة في بقاء اقتصادها قويا عبر التجارة والاستثمارات.

أما بالنسبة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين فالتقارب الآن مع الصين، هو إثبات أن لموسكو أصدقاء أقوياء، رغم  محاولات أعدائها عزلها.. فهل يظل ذلك التقارب عند حدوده الراهنة؟ أم ربما يتعاظم ليصل إلى تحالف شامل؟

حول هذا الموضوع دار الجزء الأول من برنامج “مدار الغد”.

من مدينة شيان الصينية، قال د. يوسف سراج مافوده، عميد كلية الدراسات الآسيوية والإفريقية بجامعة شيان للدراسات الدولية، إنه ليس هناك شئ اسمه تحالف صيني روسي، حيث تتمسك الصين بسياسة عدم الانحياز، وبدأت سياسة عدم الانحياز في عام 1982، أي منذ الثمانينيات، حيث أن موسكو تدعو إلى الحفاظ على سلام العالم وتطوير التعاون الودي مع الدول كافة.

وأضاف: “ليس هناك تحالف بين الصين وروسيا لا علنا ولا في الخفاء، لا روسيا ولا الصين تحدثتا عن تحالف ولم يعمل الطرفان على خلق هذا التحالف. الصين تسعى لعلاقات جيدة مع الجميع على أساس المباديء الخمسة للتعايش السلمي وتقرر مواقفها الدولية انطلاقا من مصالحها.

 

من برلين، قال زاهي علاوي، الكاتب والباحث السياسي، إنه ردا على موضوع، لماذا لم يتم الإعلان عن تحالف روسي صيني أن الإجابة تكون هي لغة المصالح، فعندما نشاهد العلاقات الاقتصادية التي تربط الصين بالولايات المتحدة الأمريكية وبالاتحاد الأوروبي مقابل العلاقات التجارية والاقتصادية التي تربطها بروسيا، هناك أرقام خيالية، وذلك عندما نتحدث عن مئات المليارات في العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وأوروبا مقابل عشرة إلى عشرين بالمائة من هذه القيمة بين الصين وروسيا، إذن تكون الإجابة في لغة المصالح، الصين لا يمكن لها أن تتحالف مع روسيا بشكل مباشر لأنها لا تريد أن تخسر أو تفك ارتباطها وعلاقاتها بالولايات المتحدة.

وأضاف: “هناك شراكة مع روسيا وهناك وعي لهذه الشراكة الاقتصادية في مواجهة التحديات، الصين وروسيا يريان نفسيهما جزء لا يتجزء من هذا العالم ويجب أن يكونا مؤثرين في السياسات في مقابل التحالف الغربي الأمريكي. لكن هذا التأثير والشراكة لا يرقيان إلى مستوى التحالف”.

وناقش الجزء الثاني حلقة “مدار الغد” قضية سعي الآلة الاقتصادية الصينية لصناعة عالم متعدد الأقطاب وكسر الهيمنة الأمريكية.

حيث انهار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وبدأ عصر القطب الأمريكي الأوحد، ولكن حين تدخلت  روسيا عسكريا في جورجيا عام 2008، بدأت تتعالى الأصوات بأن العالم عاد ليعيش في ظل قطبين أو أقطاب متعددة، وهو ما تؤكده بكين ليل نهار، أما المحللون فيرون أن الصين اختارت صعودا هادئا إلى القمة،  فهل تغير فعلا  أو يتغير حاليا  تعامل الصين  مع الولايات المتحدة، وبمعنى أوضح.. هل بكين تخلت عن هدوئها  المعهود في خلافها مع واشنطن؟.

من واشنطن، قال إدوارد جوزيف، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز، إنه لا يتفق مع من يقولون أن الصين تتبني سياسة الصعود إلى القمة بهدوء، لسبب قائم على دليل واضح، فدعنا ننظر في العالم وموقف الصين، إذا كانت الصين بالفعل في وضعية لأن تلعب هذا الدور القيادي الحتمي، فالمفترض أن نتوقع أولا وأخيرا أنها تلعب هذا الدور في آسيا، ولكن دول كبرى في آسيا لا علاقة لها بقيادة الصين، مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، وتايوان، كلها تقترب من الولايات المتحدة وتلتف حولها، ببساطة لأنها تخشى من الصين”.

وأضاف: “صحيح أن هذه الدول لديها تجارة مع الصين ولكن ليس لدىها  ثقة ويقين في موسكو، والهند وهي قوة منافسة وديمقراطية أيضا، تلتفت تجاه الولايات المتحدة، كذلك اليابان واستراليا، وإجمالا الدول الأسيوية لا تثق في الصين.

وتابع: “الصين لديها أموالا ولكن لديها باستمرار قيود اقتصادية متواصلة، الاقتصاد الصيني يعاني بسبب سياسة “صفر كوفيد” وهذا أدى لمظاهرات غير مسبوقة في الصين، رأينا الشعب الصيني يتحدث ضد النظام، هناك تهديد على الأمد الطويل وبالتالي الصين ليست القوة الحتمية التي ستتحدى العالم”.

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]