استشهاد الأسير أبو وعر.. دليل خطورة الأوضاع داخل سجون الاحتلال
قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي مساء اليوم الثلاثاء، إن استشهاد الأسير المريض بالسرطان كمال أبو وعر في سجون الاحتلال الإسرائيلي نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، دليل على خطورة الأوضاع في سجون الاحتلال، وظروف المُعتقَل الإسرائيلي، وما يعانيه الأسرى الفلسطينيون من أشكال التعذيب، وتلقيهم معاملة وحشية وقاسية على أيدي القائمين على السجون.
وأكدت عشراوي، في بيان لها، أن استشهاد أبو وعر جريمة جديدة في سجل إسرائيل الحافل بالجرائم والانتهاكات المتعمدة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وقالت: “غياب نظام الحماية والمساءلة وتغاضي المجتمع الدولي عن ممارسات نظام الابارتهايد الإسرائيلي يعطي دولة الاحتلال الضوء الأخضر لمواصلة جرائمها بحق شعبنا الأعزل”.
وحمّلت عشراوي دولة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية القانونية والأخلاقية لهذه الجريمة، ولفتت إلى أنه باستشهاد أبو وعر يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 226 شهيدا.
وطالبت الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، وجميع الهيئات الحقوقية والدولية، بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية والقانونية والسياسية تجاه قضية الأسرى العادلة.
وتقدمت عشراوي، باسم اللجنة التنفيذية، بخالص مشاعر العزاء والمواساة لأهل الشهيد أبو وعر، وللحركة الأسيرة، مؤكدة مشاطرة الشعب الفلسطيني لذوي الشهيد حزنهم وألمهم، ومشددة على التزام القيادة بالدفاع عن الأسرى، وبذل كل الجهود الممكنة؛ لمحاسبة إسرائيل على جرائمها.
ومن جهتها، نعت حركة “حماس” شهيد فلسطين الأسير المناضل كمال أبو وعر ٤٦ عاما، والذي ارتقى في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي الذي مارسته مصلحة السجون بحقه.
وتقدمت الحركة بواجب العزاء لعائلة الأسير وأهالي محافظة جنين، مبينة أنه كان أحد أبطال “المقاومة” في انتفاضة الأقصى وشهدت ميادين الضفة لعملياته البطولية ضد الاحتلال ومستوطنيه.
وحمّلت الحركة الاحتلال المسؤولية عن هذه الجريمة البشعة التي تضاف لسجل جرائمه ضد الأسرى في السجون والتي ارتقى نتيجتها ٢٢٦ أسيرا فلسطينيا منذ العام ١٩٦٧.
ودعت حماس المؤسسات الحقوقية لملاحقة الاحتلال ومقاضاته على جرائمه بحق الأسرى.
وقالت: “سياسة الإهمال الطبي التي انتهجتها مصلحة السجون ضد الأسير أبو وعر في علاجه من مرض السرطان وعدم توفير العناية له ما أدى إلى إصابته بمرض كورونا وتدهور حالته الصحية، هو بمثابة قرار إعدام عن سبق الإصرار”.
وشددت الحركة على أن المقاومة ستواصل جهودها للإفراج عن أسرانا، فوعد الحرية هو عهد المقاومة الذي قطعته للأسرى، وإن حرية أسرانا تستحق منا كامل التضحية والفداء”.
ومن ناحيتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن سياسة القتل المتعمد لأسرانا بهذه الطريقة البشعة، وعدم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، يثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الاحتلال ينتهج سياسة الإهمال الطبي بقصد قتل وإعدام أكبر عدد ممكن من الأسرى، والتهرب من المسئولية عن تلك الجريمة التي تتم في ظل تقاعس المنظمات الدولية والحقوقية”.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن سياسة القتل البطيء للأسرى وتركهم يموتون بالأمراض الخطيرة، كما حصل مع الأسير الشهيد كمال أبو وعر، تحتم على المقاومة التمسك بكل قوة بخيار تحرير الأسرى، وخاصة المرضى وكبار السن وذوي الأحكام العالية والأسرى القدامى”.
ودعت الحركة المنظمات الحقوقية والدولية إلى تحمل مسئولياتها تجاه الأسرى في سجون الاحتلال، وعدم تركهم يُقتلون بهذه الطريقة الإجرامية، ووضع قضاياهم ضمن أولويات الاهتمام القانوني لديها، كما دعت السلطة الفلسطينية إلى حمل ملف الأسرى إلى المحافل الدولية والعمل الجاد على استصدار قرارات تجرم إهمالهم صحيا، وتجبر الاحتلال على تغيير أساليب تعامله معهم.
وجددت الحركة التأكيد على أن تحرير الأسرى مسئولية وطنية وأمانة لن نتخلى عنها، ولن ندخر جهدا في سبيل إطلاق سراحهم وتخليصهم من براثن الزنازين والمعتقلات”.
وحمّلت حركة الجهاد الاحتلال الاسرائيلي المسئولية الكاملة عن استشهاد الأسير كمال أبو وعر، كما حملته المسئولية عن حياة بقية الأسرى المرضى وفي مقدمتهم الأسير معتصم رداد الذي يتهدد الخطر حياته في كل لحظة، وكذلك الأسرى الذين يتعرضون للخطر مع تفشي وباء كورونا في السجون.
وحثت حركة الجهاد أبناء الشعب الفلسطيني على دعم وإسناد الأسرى، والوقوف إلى جانبهم بكل جهد ممكن، وإشعارهم بأنهم ليسوا وحدهم في معركتهم ضد السجّان الإسرائيلي.
