استشهاد شاب فلسطيني متأثرا بجراحه خلال مواجهات الجمعة الماضية

 أكد نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة، ان القيادة الفلسطينية ستتوجه إلى مجلس الأمن الدولي، مرة أخرى لطلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لاعتداءات وحشية متكررة من قبل الاحتلال.

وقال أبو ردينة في تصريح صحفي:”أمام استمرار الاحتلال في اعتداءاته المتكررة على الشعب الفلسطيني سواء من خلال استمرار عمليات القتل للمتظاهرين في قطاع غزة، والتي أدت إلى استشهاد العشرات وجرح الآلاف من المواطنين، بالإضافة إلى سياسة تهويد القدس والاعتقالات ومصادرة الأراضي واعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية وعمليات حرق الأماكن الدينية، وخط الشعارات العنصرية”.

وشدد على أن التحرك السياسي الفلسطيني، في المرحلة القادمة سيتركز على طلب توفير الحماية للشعب الفلسطيني.

وطالب المجتمع الدولي ومؤسساته بالتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، مشدداً  ان هذه التصرفات الإسرائيلية تشكل تهديداً ليس فقط للشعب الفلسطيني، وإنما للقانون الدولي أيضا الذي تخرقه إسرائيل يومياً.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 4 شبان فلسطينيين، وإصابة 450 آخرين بجروح مختلفة بينهم 4 اصابات خطيرة، وذلك خلال المواجهات الدائرة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، ضمن فعاليات الجمعة الرابعة من مسيرات العودة الكبرى والتي أطلق عليها الفلسطينيون جمعة “الشهداء والأسرى”.

وقال الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن الشهداء هم:  سعد عبد المجيد أبو طه (29 عاما) من سكان بلدة القرارة، أصيب بطلق ناري في الرقبة شرق خان يونس، والطفل محمد إبراهيم أيوب، والشاب أحمد العثامنة (24 عاما)، والشاب أحمد أبو عقل (25 عاما)  وكلاهما استشهدا خلال المواجهات التي اندلعت في منطقة أبو صفية شرق جباليا شمال قطاع غزة.

وأضاف القدرة في تصريح صحفي مساء اليوم الجمعة: إن 270 إصابة تم معالجتها داخل المستشفيات الفلسطينية، و174 إصابة تم معالجتها في النقاط الطبية، وإن من بين الإصابات 4 إصابات خطيرة ، و90 إصابة متوسطة، و80 إصابة طفيفة، بالإضافة إلى إصابة 24 طفلا و12 سيدة.

يذكر أن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ اندلاع مسيرات العودة في الثلاثين من مارس/آذار الماضي وصلت إلى 37 شهيدا، منهم (4 أطفال)، كما أسفرت المواجهات عن إصابة 4700 مواطن منهم (642 طفلا و243 سيدة)، علاوة على 46 من الطواقم الطبية و68 من العاملين في مجال الصحافة.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال مشاركة المتظاهرين في منطقة جباليا: “استعدوا وتحضروا للطوفان البشري على كل حدود فلسطين داخل الأرض المحتلة وخارجها”، داعياً  أبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم  لاحتضان مسيرة العودة والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأضاف هنية أن مسيرة العودة أعادت للقضية الفلسطينية اعتبارها.

وخاطب هنية الاحتلال الإسرائيلي: “إنكم تواجهون جيلًا فريدًا، لا يعرف الخوف والتردد، زمانكم ولى وقوتكم لن تفيدكم أمام هذا الطوفان البشري، على كل حدود فلسطين في ذكرى النكبة والمسيرة تخطت مرحلة الردع والتهديد وقوة الاحتلال لن تفيده، وإرادتنا أعظم من قناصتهم ،وحقنا أعظم من باطلهم ،وبقاؤنا أعمق من كيانهم”.

وأضاف هنية، أن مسيرة العودة ستزيل الأسلاك والحدود لنعود إلى أرضنا، وأنها أعادت للقضية الفلسطينية اعتبارها وحيويتها. وتقدم هنية بالتحية الى شهداء مسيرة العودة وجرحاها، و كل المنتفضين في القدس والضفة والـ48.

وكان عشرات الآلاف من الفلسطينيين، خرجوا في قطاع غزة للمشاركة في مسيرات العودة الكبرى للجمعة الرابعة على التوالي، التي أطلق عليها اسم جمعة “الشهداء والأسرى”.

وشددت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة الكبرى، على سلمية التظاهرات داعية جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة الفاعلة في فعاليات المسيرات.

في خطوة جديدة تدلل على تطور أساليب المقاومة الشعبية في غزة، أرسل المتظاهرون الفلسطينيون، ولأول مرة منشورات تحذيرية إلى الجنود الإسرائيليين المتمركزين على الحدود الشرقية قطاع غزة، عبر الطائرات الورقية التي يستخدمها المتظاهرون بكثافة خلال مواجهات مسيرات العودة الكبرى لإيصال رسائلهم للجنود الإسرائيليين، لتحذيرهم من عمليات إطلاق النار، أو استخدمها في حرق المزروعات الإسرائيلية على الحدود.

وجاء في الرسالة، التي بعثها الفلسطينيون، وصيغت بالغتين العبرية والعربية، “أيها الصهاينة لا مكان لكم في فلسطين، عودوا من حيث أتيتم، لا تستجيبوا لقيادتكم، فإنهم يرسلونكم إلى الموت أو الأسر”، وختمت الرسالة بعنوان القدس عاصمة فلسطين.

وجاءت هذه الرسالة بعد قيام الطائرات الإسرائيلية صباح الجمعة، منشورات تحذيرية فوق مخيمات العودة الخمسة الموزعة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، حذرت فيها المتظاهرين الفلسطينيين من الاقتراب من الحدود.

يشار إلى أن إدخال “الطائرات الورقية” في المقاومة الشعبية كان بالأساس لإشغال القناصة الإسرائيليين عن عمليات الاستهداف المباشر للمتظاهرين على طول الحدود، لكن سرعان ما طورها المتظاهرون لاستخدامها في حرق المحاصيل الزراعية الإسرائيلية، عبر وضع كتلة لهب أو زجاجة “مولوتوف” في ذيلها، وهو ما أربك قوات الاحتلال بسبب إشعال النيران في أكثر من موقع إسرائيلي، ما دعا قوات الاحتلال إلى قصف عدد من المواقع ونقاط المراقبة الحدودية الفلسطينية، كرد على هذه الطائرات الورقية.

ووفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي يبحث عن حلول لهذه الظاهرة التي تسببت في احتراق عدة حقول، ودعا مزارعي مناطق “غلاف غزة” لتوخي أعلى درجات الحذر، والإبلاغ عن أي طائرة ورقية في الجو.