تمثل استطلاعات الرأي والتقارير، التي تصدرها مراكز البحوث، والتي غالبا ما تكون ممولة من الدولة، جزءا لا يستهان به من طاولة المسؤولين عن اتخاذ القرار داخل دولة الاحتلال.
في أحدث استطلاع أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، أظهر توقعات بنسبة 42%، بوقوع عمليات “اغتيال سياسية” بحق بعض المسؤولين في الدولة، بينما أيد ما نسبته 59%، وجود رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي بدعوى الحفاظ على الأمن داخل إسرائيل، وهو ما يعكس حجم الشعور بالافتقار للأمان لدى الإسرائيليين في ظل الهبة الشعبية.
وفي التوقيت ذاته من العام الماضي، أظهر استطلاع أجرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، توقع 64% من الإسرائيليين أن تحدث عملية اغتيال زعيم سياسي إسرائيلي مرة أخرى، بعد اغتيال رئيس الحكومة يتسحاق رابين على يد يميني متطرف في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 1995.
ويربط هذه التوقعات أنها تأتي في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة أعمال عنف، حيث تشهد المدن الفلسطينية هذه الأيام هبة شعبية متأججة بمخاوف الفلسطينيين من المحاولات الإسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة، وفي الوقت نذاته أيضا من العام الماضي كان قطاع غزة يشهد حربا إسرائيلية عنيفة استمرت لمدة 51 يوما.
يهودية الدولة
يأخذ قانون “يهودية الدولة” الحيز الأكبر من أعمال مراكز البحوث الإسرائيلية، فمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الذي يعتبر أحد الأذرع الفكرية للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، كتب في تقرير نشره في أغسطس/ آب الماضي، أنه يجب على المراكز المهتمة بالبحوث واستطلاعات الرأي أن تولي اهتماما أكبر لرغبات الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس، وليس فقط للذين يدعون أنهم يتحدثون باسمهم من خارج المدينة.
وجاء التقرير بناء على استطلاع للرأي، أظهر أن 52% من الفلسطينيين في مدينة القدس يفضلون أن يكونوا “مواطنين في دولة إسرائيل”.
ووضع رئيس وزراء إسرائيل مشروع قانون “الدولة القومية اليهودية” يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، ويهدف القانون لتحديد هوية إسرائيل بصفة “الدولة القومية للشعب اليهودي”، وتكريس قيم الدولة بصفتها يهودية وديمقراطية.
الهبة الشعبية تظهر عورة نتنياهو
وبحسب ما نشرته القناة الإسرائيلية الثانية، بعد استطلاع أجرته عن أقوى شخصية في إسرائيل، فإن 22% من المستطلعة آراؤهم قالوا، إن أفيجدور ليبرمان هو الشخص الأنسب لحل القضايا الأمنية الحالية، بعد ذلك تم اختيار وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت، ورئيس وزراء إسرائيل الحالي بنيامين نتنياهو، وقائد الجيش الإسرائيلي السابق جابي أشكنازي.
وعن رضاهم عن أداء نتنياهو، كشف استطلاع آخر للرأي أعدته كلية “هرتسوغ” الإسرائيلية، أن 37% من المستطلعة آراؤهم ليسوا راضين عن أداء نتنياهو، إلى جانب أن 79% يشعرون بعدم الأمان في ضوء الهجمات التي ينفذها فلسطينيون.
وأظهر استطلاع أجري لصالح القناة العاشرة الإسرائيلية، أن معظم اليهود يعتقدون أن نتنياهو، فشل في مواجهة أو معالجة ما وصفوه بـ”موجة العنف” الأخيرة، وشمل الاستطلاع عينة تمثيلية بلغت 504 مستطلعين.
حل الدولتين
وفي استطلاع أجرته جامعة “تل أبيب”، يرى غالبية الإسرائيليين أن فكرة حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني باتت ميتة، وكان الجواب على جملة “أن فكرة حل الدولتين قد ماتت”، 57% من الفلسطينيين في الداخل أعربوا عن تأييدهم لهذا، بينما أيدها 46% من اليهود.
ويقوم حل الدولتين على أساس دولتين في فلسطين التاريخية تعيشان جنبا إلى جنب، وهو ما تم إقراره في قرار مجلس الأمن 242 بعد حرب 1967، وسيطرة إسرائيل على باقي أراضي فلسطين التاريخية.
اقتحام المسجد الأقصى
وخرجت الأسبوع الماضي تحذيرات فلسطينية، من خطورة استطلاع للرأي أعدته كلية “هرتسوغ” الإسرائيلية، والذي أظهر تأييد نسبة كبيرة من اليهود اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وإقامة صلوات تلمودية داخل باحات المسجد.
وأظهر استطلاع أكاديمي، أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون الاعتداء بوحشية على أي فلسطيني جريح بادعاء أنه نفذ عملية، وقال 53% من المشاركين في استطلاع “مؤشر السلام”، إنه “ينبغي قتل أي فلسطيني نفذ عملية حتى لو جرى إلقاء القبض عليه”.
