استقالة السراج.. هل يرحل الرجل الذي لم يقل لتركيا «لا»؟

بعد أيام معدودة، يرحل فايز السراج، الوجه الأشهر في طرابلس، والذي تصدر المشهد الليبي، وخاصة معسكر غرب ليبيا منذ عام 2015.

وتولى السراج رئاسة المجلس الرئاسي ورئاسة حكومة الوفاق الوطني منذ ديسمبر 2015 بموجب اتفاق وقعته الأطراف الليبية تحت إشراف الأمم المتحدة في الصخيرات بالمغرب.

حظى السراج بانتقادات عدة في الآونة الأخيرة بسبب خضوعه لتركيا وموافقته على إقامة قواعد عسكرية تركية في ليبيا والسماح عبر إبرام اتفاقيات مع أنقرة بالتفريط في ثروات ليبيا.

رحيل السراج

أعلن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، مساء الأربعاء، استعداده لتسليم السلطة قبل نهاية أكتوبر المقبل، داعياً لجنة الحوار السياسي إلى الانتهاء سريعاً من إعادة تشكيل السلطة التنفيذية.

وقال السراج، في خطاب مقتضب في طرابلس، “أعلن للجميع رغبتي الصادقة في تسليم مهامي للسلطة التنفيذية القادمة في أجل أقصاه نهاية أكتوبر المقبل”.

ودعا لجنة الحوار، المنوط بها تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة، إلى “اختيار مجلس رئاسي جديد، وتكليف رئيس حكومة يتسلم السلطة بشكل سلمي”.

وواجه السراج غضبا في الشارع الليبي عبر مظاهرات شعبية غاضبة مطالبة برحيله بسبب تدهور الخدمات وانتشار الميليشيات في العاصمة طرابلس.

يرحل السراج بعد مفاوضات ليبية في 3 دول، وهي  مفاوضات مونترو بسويسرا الأسبوع الماضي، والتي شهدت اجتماعاً تشاورياً بين الأطراف الليبية توافق خلاله المشاركون على إجراء انتخابات خلال 18 شهراً والبدء بإعادة تشكيل المجلس الرئاسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقبلها استضافت بوزنيقة بالمملكة المغربية محادثات برلمانية ليبية-ليبية، بهدف توحيد المؤسسات السيادية في البلاد.

كما اتّفق الطرفان على مواصلة الحوار و”استئناف هذه اللقاءات في الأسبوع الأخير” من شهر أيلول/سبتمر الجاري “من أجل استكمال الإجراءات اللازمة التي تضمن تنفيذ وتفعيل هذا الاتفاق”.

كما استقبلت القاهرة وفد ليبي قادما من الغرب من نواب وأعضاء في المجلس الأعلى للدولة، وذلك للتقارب مع الرؤية المصرية.

كبش فداء

أكد المحلل السياسي عبد الستار حتيتة، أن الأمر ليس بإرادة “السراج” ولكن على ما يبدو، تم ممارسة ضغوط كبيرة للغاية من جانب دول عربية وأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة إعادة الأمور إلى نصابها في ليبيا بعد أن تفاقمت الأزمة إلى حد خطير.

وأضاف حتيتة، أن هناك ضغوطا كبيرة وضعت على الحلف التركي القطري الإخواني، لكي يتم الابتعاد قليلا عن الملف الليبي، والسراج هو الشخصية التي قدمت من جانب هذا الحلف كـ”كبش فداء”.

وأوضح حتيتة، أن مصر ودولا عربية وأوروبية والتي كانت تشعر بقلق عميق من تصرفات تركيا بالشأن الليبي، حققت انتصارا دبلومسيا كبيرا، بإجبار السراج بطريقة غير مباشرة لتقديم استقالته، وهذا يتعلق بالورقة المصرية التي طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 6 يونيو الماضي بحضور رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.

وأشار حتيتة إلى أن الورقة المصرية تضمنت معظم البنود التي يتم التوافق عليها حاليا، وما يجرى الآن عمليات ترتيب لظهور بنود الورقة المصرية على أرض الواقع، ومنها إنشاء مجلس رئاسي من 3 شخصيات، رئيس ونائبين يمثلون الأقاليم الثلاثة، ومجلس وزراء منفصل، يمثل رئيسه ونوابه الأقاليم الثلاثة، فضلا عن بنود أخرى، طرحت بالتزامن في الرباط وجنيف والقاهرة، وهذه الجلسات كان بها شخصيات محسوبة على “السراج”.

مناورة لكسب الوقت

أكد رئيس لجنة التواصل المصرية الليبية الشيخ عادل الفايدي، أن استقالة السراج لا تحمل جدية كاملة بغض النظر عن الجهود الدولية والعربية.

وأضاف أن الشارع الليبي يدرك مدى أهمية خروج هؤلاء من المشهد السياسي بسبب فشلهم في الإدارة، مؤكدا أن استقالة السراج عملية لكسب الوقت ولتخفيف الضغط على حكومة الوفاق.

وأوضح أن البعثة الأممية تحاول تدوير نفس وجوه المشهد الليبي مرة أخرى وتراهن على نجاحهم بالرغم من فشلهم.

وشدد على أنه لا يوجد أي ضمانات على تشكيل مجلس رئاسي جديد مما يعني أن موعد استقالة السراج ليس محددا.

وأكمل أن السراج لم يقدم استقالته، لكنه قال لدي نية تقديمها حال الاتفاق على حكومة جديدة.

مبادرة روسية

أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده وروسيا اقتربتا من الوصول إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والعملية السياسية في ليبيا خلال اجتماعات جرت مؤخرا في أنقرة.

أفاد مراسلنا من إسطنبول علام صبيحات، بأن المحادثات التركية الروسية ركزت على ملف سرت والجفرة والنزاع العسكري في تلك المناطق بين الأطراف الليبية.

وأضاف أن المحادثات نتج عنها الاتفاق على تحديد مناطق بعينها لتصبح منزوعة السلاح وأماكن تواجد القوات العسكرية لطرفي النزاع الليبي.

وأشار إلى أن المحادثات تمت على مستوي عسكري وأمني وسياسي بين الطرفين الروسي والتركي، مؤكدا أنه من المتوقع أن يصدر الجانب التركي والروسي بيان مشترك لنقاط الاتفاق حول الأزمة الليبية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]